من الحكمة والسداد أن يوفق الباحث لطرق موضوعات تهم المجتمع ويحتاجها القراء ومن ذلك الترجمة لأعلام المجتمع من علماء وقادة وتعريف القراء بجهودهم العلمية والدعوية سيما في عصر زهد فيه الكثير من الناس بعلمائهم وحكامهم وتغيرت نظرتهم إليهم وتطاولت ألسنتهم عليهم بالغيبة والسباب والتنقص والتهم غير المشروعة وإن مما يشاد به من المؤلفات في هذا الجانب هو كتاب أهداه مؤلفه إلي وهو بعنوان :(الفقه الإسلامي في عهد أبناء الملك عبدالعزيز : سعود، وفيصل، وخالد رحمهم الله وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ) إعداد الدكتور سليمان بن عبدالله بن حمود أبا الخيل وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث استهل المؤلف كتابه بنبذة تعريفية وترجمة موجزة لقادة هذه البلاد وولاة أمرها ولا يخفى حاجة المسلمين اليوم إلىالمعرفة التامة لولاة امورهم ليكونوا على بصيرة وحذر من الفرق التي شغفت بتكفير ولاة أمور المسلمين والطعن في عقائدهم وسلوكياتهم، ثم ضمن المؤلف مصنفه في فصله الأول ترجمة موجزة لتسعة عشر عالما وفقيها من أبرز علماء وفقهاء هذه البلاد في عهد أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله بسماحة مفتي هذه البلاد الإمام العالم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله وانتهاء بسماحة مفتي هذه البلاد الإمام العالم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ وفقه الله ولا شك أن تعريف أبناء هذا المجتمع بهؤلاء الأئمة والأعلام من العلماء العالمين الموحدين الذين تميزوا جميعاً بالانتماء إلى منهج أهل السنة والجماعة والسير على هدي السلف الصالح حذو القذة بالقذة أقول إن التعريف بهؤلاء العلماء يزيد في محبتهم والرجوع إليهم في كل المسائل والركون إليهم والاستفادة من آرائهم وتوجيهاتهم ومنهجهم في كل حين كما أن التعريف بمثل هؤلاء الاعلام وبيان عقيدتهم ومنهجهم ومكانتهم العلمية يضعف من التعلق بغيرهم من الدعاة الآخرين ممن اجتذبتهم بعض الفرق والأحزاب وممن ظهر في منهجهم وسلوكهم الزهد في هدي السلف الصالح ويقطع الطريق على كل من حاول اختطافا فكريا او منهجيا لأحد من أبناء هذه البلاد المباركة وقد أبرز المؤلف وفقه الله في الفصل الثاني من هذا المؤلف مجالات تعليم الفقه في هذا العهد المبارك لأبناء الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - ومن هذه المجالات التي أشاد بها وهي حقيقة تستحق الإشادة المعاهد العلمية تلكم النواة التي غرسها المؤسس الحكيم والحاكم الموفق والإمام الراشد الملك عبدالعزيز رحمه الله وسماحة الإمام العالم مفتي هذه البلاد آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ولا يخفى على كل منصف وعاقل ما أثمرته هذه النواة حيث تخرج آلاف العلماء والدعاة والمصلحين من هذه المعاهد، كما أن من مجالات تعليم الفقه التعليم العام الذي عني قادة هذه البلاد به أيما عناية وتولى الإشراف عليه منذ تأسيسه حضرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وكانت له وفقه الله اليد الطولى في خدمة وبناء هذا الصرح العظيم إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من تطور وتواكب عصري حتى رأينا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله يدشن مشروعاً ضخماً لرفع مستوى أبناء هذه البلاد في مدارس وزارة المعارف في علوم الحاسب الآلي ليتم إدخاله في كل مجالات التعليم كما أشاد المؤلف وفقه الله بدور الجامعات العلمية ذات التخصص الشرعي في نشر الفقه وتعليمه في هذا العهد الزاهر ولا أخفيك سراً إن قلت إن هذه الجامعات الشرعية وعلى رأسها هذا الصرح الشامخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي الأساس في تخريج كل علماء هذه البلاد المعاصرين هذه الجامعة العريقة التي أسست على تقوى من الله تعالى وحملت أمانة حماية العقيدة وحملت اسم علم من أعلام أئمة آل سعود وفقه الله تعالى لاحتضان الدعوة السلفية وحماية إمامها المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وإن من الأمانة ومما يجب الإشادة به حقاً في هذا المقال كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - حين رعايته لحفل تخريج الدفعة الثانية والأربعين من خريجي هذه الجامعة العريقة يوم الأحد ليلة الاثنين الموافق 27 28/2/1419ه حيث قال : أيها الإخوة عندما يدخل الإنسان في هذه الجامعة جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله أول ما يتبادر إلى ذهنه نشأة هذه الدولة والقيام بهذه الدعوة وعن ما نذكر الدعوة ونذكر إمامنا وشيخنا محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذي كان له الفضل في القيام بهذه الدعوة لأنه كما تعلمون بما يظن بعض الناس أن في هذه البلاد وفي هذه المنطقة جهلاً كاملاً ,, نعم هناك ممارسات غير شرعية,, ونعم هناك خرافات كثيرة ونعم هناك تساهل في تطبيق الشريعة والسنة النبوية ,,ولكن كان هناك علماء وكانوا هناك في كل مكان لكنهم كما تعلمون ويعلم الباحثون كانوا كل إنسان متقوقع على نفسه لا يستطيع أن يجهر بما لديه ويكتفي به بنفسه أو من يسمع كلامه,,. وكما تعلمون أن هناك في التاريخ الإسلامي الكثير والكثير ممن جهروا بالدعوة وقاموا بها وأولهم إمامنا ابن تيمية رحمه الله لكنهم لم يلقوا المساعدة ولم يلقوا من يتحمل مسؤولية الدعوة فلذلك اقتصرت دعوتهم على نشر فكرهم الإسلامي الصحيح وتوارثناها أجيالاً بعد أجيال وكانوا خير قدوة لنا، لكن من فضل الله عز وجل على هذه الدعوة وعلى إمامنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب أن يسر الله له محمد بن سعود ومن معه وقام بالدعوة وتحمل مسؤوليتها , وتعلمون كم قاسى الشيخ محمد في سبيل الدعوة وعندما احتضن هذه الدعوة الإمام محمد بن سعود تعلمون أيضاً ما واجهه هو وأبناؤه وأحفاده لكن والحمد لله هذه نعمة من الله عز وجل نعتز بها ونعتبرها كأحفاد للإمام محمد بن سعود مسؤولية كبرى نتحمل مسؤوليتها ونعتز بها ونشكر الله عز وجل الذي جعلنا مطبقين وعاملين بهذه الدعوة . إن هذه الدولة قلت في مناسبة كهذه في العام الماضي هي دولة الدعوة ودولة تستمد شريعتها من كتاب الله وسنة رسوله ومن هذه الدعوة وهذه منة علينا والحمد لله هنا أحب أن أنتقل إلى موحد هذه البلاد وباني نهضتها الحديثة وجامع شملها وموحد قلوب أبنائها علىالخير والمحبة والتعاون والتعاضد وعلى تطبيق كتاب الله وسنة رسوله قبل كل شيء وأعني به والدنا جميعا الملك عبدالعزيز رحمه الله فهو الذي وضع الأسس الثابتة الراسخة لهذه الدولة ونعيش ولله الحمد قطف ثمار هذه الجهود هو وأعوانه من أبناء هذه البلاد ولله الحمد . أقول هنا يا إخوان وأنا أحب المقارنات وفيكم من يذكر هذا في الستينات مثلاً والخمسينات في بدء نشأة العلوم الشرعية هنا أو ما أذكره على كل حال كانت الجامعة في مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم موجود الآن وكان الطلبة في الرباط رباط الإخوان المعروف لديكم وكان يرعاه الملك عبد العزيز رحمه الله ويأتي طلبة العلم من كل أنحاء البلاد ويسكنون في هذا الرباط البسيط الذي بعضكم يعرفه في دخنة وكان كما قلت لكم الجامعة هذا الجامع وبعد ذلك في عام 1370ه في عهد الملك عبدالعزيز وضعت النواة الأولى لهذه الجامعة وهي معهد الرياض العلمي من هناك انطلق التعليم الشرعي بطريقة منظمة وأغلب طلبة العلم عندنا وعلمائنا الأجلاء تخرجوا من هذا الجامع او الجوامع الأخرى وهذه كانت الظروف وهذه كانت الإمكانيات وفي وقتها والحمد لله نعمة كبرى أن يجعل رباط للإخوان طلبة العلم ويكونون تحت الرعاية في مأكلهم وملبسهم لكن كانت هذه أقصى الإمكانيات. اقول لقد وفق سموه الكريم في وضع النقاط على الحروف وبيان مكانة هذه الجامعة وأهميتها لدى ولاة أمر هذه البلاد فهي تحمل اسم إمام حمل راية التوحيد ونصر الدعوة وجاهد بنفسه وولده وماله في سبيل ذلك ثم هي ثمرة غرس نواتها وسقى بذرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه,وقد خصص المؤلف الفصل الثالث من مؤلفه لبيان إنشاء الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء وجهود هذه الرئاسة العلمية والفقهية سيما في الفتوى المسموعة أو المقروءة وكتابة البحوث وتأليف المصنفات الفقهية وأشاد المؤلف في الفصل الرابع والخامس والسادس من مؤلفه بالجهود المبذولة في تأليف ونشر الكتب الفقهية ودور المجلات والصحف في نشر الفقه الإسلامي وكذلك دور وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في نشر الفقه وختم المؤلف كتابه في الفصل السابع منه في إبراز الهيئات والمجامع والإدارات التي تعنى بالفقه كهيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي وكذلك المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك إنشاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. أقول إنه جهد مبارك وعمل عظيم وفق له المؤلف وهو ما اعتدناه منه من الترجمة لولاة هذه البلاد حكاما وعلماء وبيان جهودهم العلمية والعملية وسيرهم العطرة ومواقفهم النبيلة فشكر الله له جهده وأجزل له المثوبة وجعل عمله خالصا لوجهه تعالى ,وهو سبحانه من وراء القصد والهادي إلى سواء الصراط. د, إبراهيم بن عبدالله المطلق عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية