سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيصال الخدمات الطبية للمرضى في منازلهم يوفر عليهم ال جهد ويفتح المجال للمستشفيات لخدمة مرضى آخرين الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة فرع المؤسسة الخيرية للرعاية المنزلية بالمنطقة الغربية لالجزيرة :
قال تعالى: وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين,, الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين صدق الله العظيم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احب الناس الى الله أنفعهم للآخرين . ولأن نكون أفرادا نافعين لا بد أن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله عز وجل ولا بد ان تشرق شمس هذا العمل بالصورة التي تحمل الكثير من الآمال التي ينبغي لها ان تتجسد في حياة الآخرين, وان نضمن لهذا العمل أيضا الاستمرارية والنجاح وازالة كافة المعوقات التي يمكنها عرقلة عطائنا في هذا العمل,, والبحث لإيجاد الفريق والنهج الذي يتناسب مع طبيعة هذا العمل والتأقلم مع كل الاوضاع التي تضمن لنا ايصال هذا العمل أيا كان نوعه او حجمه. ونظرا لوجود العديد من الحالات المرضية سواء الفئة التي تعاني من امراض مستعصية,, او بعض الأمراض المزمنة التي تتطلب تواجدهم بعيدا عن المناخ العام للمستشفى بين أهليهم وذويهم واحاطتهم بشيء من الدفء والحنان واشعارهم بالأمان,. كان للعمل الإنساني وجه آخر لتقديم نوعية معينة من الرعاية الصحية المنزلية التي تقدم على احترام رغبات هؤلاء المرضى طبقا لتشخيص حالاتهم الاجتماعية والصحية والنفسية وتأمين الخدمات العلاجية لهم في منازلهم بالصورة التي توضح تطور العمل الطبي الاجتماعي والتطوعي,وفي ظل الحاجة لهذه التوعية في الرعاية وامتدادا للتجربة السابقة التي سبق للمملكة ان طبقتها في بداية التسعينيات وتوسيع قاعدة هذا العمل الإنساني أيضا,. تأسست (المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية) بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بتاريخ الاربعاء 20 صفر 1418ه الموافق 25 يونيو 1997م برئاسة صاحبة السمو حرم سمو ولي العهد الاميرة حصة الشعلان. وكان الانجاز الذي حققته المؤسسسة بعد الإعلان عن تأسيسها مباشرة انشاء مركز جدة للرعاية بالصحية المنزلية كمركز مرتبط بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني وذلك في سبتمبر 1997م. ومن خلال رئاسة صاحبة السمو الملكي الاميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لمجموعة صديقات مركز جدة للرعاية الصحية المنزلية وبعد عقد عدة اجتماعات لبلورة الافكار والأحداث الاجتماعية والخيرية المكملة للدور الطبي لهؤلاء المرضى,. وفي تفاعل متناسق مع المؤسسة الأم برئاسة سمو الاميرة حصة الشعلان,, تم تحويل مجموعة اصدقاء جدة الى (المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية فرع المنطقة الغربية) والإعلان عن ذلك في الاحتفال الخيري الذي اقامته صاحبة السمو حرم ولي العهد وتعيين سمو الاميرة عادلة رئيسة لفرع المؤسسة بالمنطقة الغربية وأيضا لاستقطاب عاملين للمؤسسة وجمع الشريحة اللازمة لمساندة الخدمات الطبية للمرضى واعمال هذه المؤسسة. وتركز المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية في نشاطها على الخدمات الطبية التي تشتمل على الرعاية الوقائية والعلاجية والتأهيلية والمتخصصة مثل: الغسيل البريتوني للكلى (لمرضى الفشل الكلوي) التنفس الصناعي بالمنازل للبالغين,, والاطفال الذين يعانون من امراض مزمنة ويعيشون في منازلهم كما تعنى المؤسسة بتقديم خدمات منسقة لدعم اسر هؤلاء المرضى,, او من يتولون مهمة العناية لهم,, وذلك رغبة من المؤسسة للارتقاء بمستواهم المعيشي والرفع من قدراتهم لرعاية هؤلاء المرضى. ايضا خدمات الرعاية الأولية والثانوية ومن الدرجة الثالثة,, والتي يتم من خلالها متابعة المريض الى ان تستقر حالته وفق معايير ثابتة. وتقوم المؤسسة بإعداد قاعدة بيانات اثناء نشاطها البحثي لتوفير خدمات افضل لقطاع أكبر. أما فيما يتعلق بالتوعية الصحية والاجتماعية فتسعى المؤسسة من خلالها لتقديم برامج عامة لتوعية الجمهور,, رغبة منها في توفير الوقاية من الأمراض الشائعة لمكافحتها وعدم انتشارها في المملكة العربية السعودية,. والتعاون في تأسيس واعداد البرامج التأهيلية الخاصة بالأطفال والكبار. كما تقوم المؤسسة بالتواصل مع بعض المؤسسات الوطنية والعالمية والاتصال بها لايجاد الطرق والأساليب الكفيلة التي تساهم في تعزيز مستوى أعمالها واعطائها المقدرة التي تساعدها للرفع من مستوى وظروف الحياة بالنسبة للفئات المستهدفة. هذا بالاضافة الى اعداد برنامج مهني لهم سيعتبر من البرامج التي سوف تجعل المؤسسة تحتل مركز الريادة في هذا المجال بعد اعتماده من منظمة الصحة العالمية ان شاء الله. ولتسليط الضوء على أعمال هذه المؤسسة وانشطتها التقينا بصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيسة المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية فرع المنطقة الغربية لتحدثنا عن أهم الجوانب المضيئة لهذه المؤسسة حيث قالت سموها: - لقد تأسست المؤسسة تحقيقا لمرئيات حضارية تتم من خلال محاولتنا في تقديم خدمات صحية شاملة للمرضى في اماكن سكنهم وبالصورة التي يمكننا ان نسهم من خلالها في تحسين وضعهم الصحي والمحافظة على استقرار حالاتهم النفسية، والعمل من ناحية اخرى للرفع من مستوى استقلاليتهم وعدم الاعتماد على الآخرين. والحمد لله من خلال هذه الخطوة المتواضعة لقد استفاد من خدمات المؤسسة حتى الآن اكثر من 500 مريض بعد ان اثبتت نجاحها بدليل انه اصبح يتم تحويل المرضى على برنامجها للمتابعة من قبل الاستشاري دون الحاجة لكونه في المستشفى لمدة اطول. وبإيصال الخدمات التمريضية الى منازلهم نكون قد خدمنا هؤلاء المرضى من ناحية وافساح المجال للمستشفيات ايضا لخدمة اعداد أكبر من المرضى,, من ناحية اخرى. لأول مرة * مع النجاح الذي تحقق للمؤسسة وهي في بداية عامها الرابع,, ماهي العقبات التي واجهتكم؟ اجابة سمو الاميرة عادلة: - العقبة التي واجهتنا انحصرت حول ان هذه النوعية من الخدمة خدمة مبهمة وجديدة وتقدم لاول مرة للمرضى والمجتمع وهذا مما جعلها تستغرق بعض الوقت في مستهل نشاطها,, لكسب ثقتهم وتعريفهم بميزاتها,, وخصائصها التي تنفرد بها. والآن وبعد استشعار الجميع بقيمة هذه النوعية من الخدمات والحمدالله اصبح هناك اقبال من المرضى أنفسهم على الرعاية المنزلية وتلقائيا عوضا من ملازمتهم للمستشفى. جسور للتواصل * العمل الخيري او الانساني كما نعلم يحتاج دائما الى توفر الموارد المالية التي تضمن استمرارية هذا العمل لكن من أين يتوفر للمؤسسة المورد المادي الذي يساهم في تغذية اعمالها ومواصلة عطائها بالشكل الذي يتوافق وطموحاتكم؟ - اعتقد ان العمل التطوعي يلزمه كثير من التشجيع من الاوساط المختلفة,, كما ارى اهمية مد جسور للتواصل بين افراد المجتمع والعمل التطوعي وتوثيق هذه العلاقة بتقارير سنوية توضح واقع هذه الأنشطة والإنجازات التي تحققت للتواصل معها. ومن هنا يبدأ الاهتمام بفعاليات المؤسسة الخيرية, وخدماتها، وعليه ينبني الدعم والمساندة. معايير التطوير * سمو الاميرة عادلة طالما نحن نتحدث عن العمل التطوعي كيف باستطاعتنا ان ننهض بهذه النوعية من العمل وتطويره وفق المعايير التي تتحقق بها الاهداف المرجوة منه والتي ينبغي ان نرتكز عليها نحن لتجسيد المعنى الحقيقي لمفهوم العمل التطوعي؟ - يجب الاهتمام بغرس جذور العمل التطوعي منذ مرحلة الطفولة الأولى والصغر في المدارس ثم محاولة التدرج في تنمية هذا الاحساس معهم حتى المرحلة الجامعية. وبالتالي عندما تتبلور روح الالتزام وحب العمل التطوعي في داخلهم هنا باستطاعتنا ان ننهض به ونعمل على تطويره حتى تتحقق الأهداف المرجوة منه. وتلخص سموها في هذا السياق المعايير التي ينبغي علينا الارتكاز عليها لتجسيد المعنى الحقيقي لمفهوم العمل التطوعي بقولها: انه يتمثل في حب العمل الجماعي، الالتزام، الإيمان بان للعمل التطوعي اهدافه السامية التي سيعود مردودها على الكثير من افراد المجتمع بالخير. * في تقديركم ما هو الدور الذي ينبغي على الأفراد والمؤسسات الخاصة المساهمة به لتفعيل واقع العمل التطوعي؟ - دور الأفراد والمؤسسات الخاصة يتوقف على المساهمة في تميز العاملين في المجال التطوعي من المنتسبين لهم,, وتشجيعهم عليه. عطاء المرأة * سمو الاميرة عادلة كيف تقيمين عطاء المرأة السعودية ووجودها في دائرة هذه النوعية من الأعمال الإنسانية؟ اعتقد ان المرأة السعودية معطاءة في أي مجال تكون هي على قناعة به وهناك عدة نساء قدوة للعطاء قمن بتأسيس وإدارة مؤسسات تطوعية تعتبر نموذنجا مشرفا يحتذى به. * وهل عطاؤها الحالي يتلاءم ومتطلبات العمل التطوعي الحالية؟ في تصوري متطلبات العمل التطوعي اصبحت أكثر تشعبا,, وبالتأكيد انها تخدم قطاعا أكبر, لذا اصبح العمل التطوعي بحاجة الى أفراد أكثر لتغطية متطلباته. خطوة هامة * قبل ايام تم الإعلان عن تأسيس المجلس النسائي للجمعيات الخيرية فما مدى مباركتكم لهذه الخطوة,, وفي تقديركم ما هي المردودات التي يمكننا ان نتوقعها من خلال هذه التنظيمات,, لتقديم العمل الخيري بالشكل الذي يرقى بالفئات المستهدفة؟ هذه خطوة مهمة للتعاون والتنسيق بين المؤسسات الخيرية,, وتقاسم الخدمات هذا مما يجعل عملها اكثر فعالية. * سمو الاميرة عادلة ما هي المحصلة التي استطعت الخروج بها من خلال رئاستك لهذه المؤسسة وفرع المنطقة الغربية؟ ليس مهما محصلة العمل التطوعي او مردوده عليّ وإنما الأهم من ذلك مردوده ومحصلته على المجتمع والفئات المستهدفة نفسها. * وما هي الرسالة التي ترغب سمو الاميرة عادلة بتوجيهها سواء لمدارسنا او بناتنا الطالبات أو افراد المجتمع؟ أطالب المدارس بضرورة الاهتمام وتشجيع الطالبات على العمل التطوعي,, كما اطلب من بناتنا الطالبات النظر وتأمل النعم التي أنعم الله بها علينا حتى تكون لهن المقدرة ليعين مدى حاجة الفئات الأخرى من المجتمع للدعم والمساعدة.