تعد المكتبة العامة في رفحاء مركزاً للإشعاع الثقافي في المحافظة، وموئلا للباحثين والمثقفين ينهلون من معينها العذب طوال العام عبر خدمات حديثة تقدمها المكتبة لروادها مستعينة بالحاسب الآلي. والمكتبة أمضت هذا العام موسما ساخنا تخلله العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة، إذ ساهمت المكتبة في نشر الوعي الثقافي عن طريق برامج عديدة، كما ساهمت المكتبة في حفظ التراث التقافي للمنطقة من خلال اشتراكها مع دارة الملك عبد العزيز بالرياض في مشروع جمع المصادر التاريخية وحفظها. (الجزيرة) زارت المكتبة والتقت المرتادين والزائرين، والتقت أيضاً مدير المكتبة العامة بمحافظة رفحاء الاستاذ شويش المخيمر ليلقي الضوء على فعاليات المكتبة وانشطتها الثقافية لهذا العام، حيث بدأ حديثه بقوله إن من أبرز فعاليات المكتبة خلال الفترة الماضية هو التعاون مع دارة الملك عبد العزيز في مشروع توثيق المصادر التاريخية للمملكة في مرحلته الثانية، ويضيف المخيمر قائلاً: تم تدشين هذا المشروع في مرحلته الثانية في منطقة الحدود الشمالية الصيف الماضي برعاية صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية، وقد شاركت المكتبة العامة برفحاء في هذا الحفل بحضور الأمين العام للدارة الدكتور فهد بن عبد الله السماري. وكانت مكتبة رفحاء العامة هي نقطة الانطلاق في رفحاء للمشروع في المحافظة حيث زار الوفد محافظ رفحاء بالنيابة عبد العزيز بن فهد الزمام وكانت الانطلاقة ثم زيارة مركز الاشراف التربوي برفحاء ولقاء مساعد مدير المركز علي التويجري، ثم زيارة عضو المجلس البلدي ومدير مكتب الخطوط السعودية برفحاء أحمد العرادي وذلك من أجل الحصول على مزيد من التسهيلات، ثم قام الوفد بمشاركة المكتبة بإجراء 40 مقابلة مع كبار السن والأعيان في المحافظة ضمن مشروع توثيق المصادر التاريخية، كما رصد الوفد الزائر الآثار التاريخية بالمحافظة وزار القرى التاريخية مثل قرية لينة بسوقها العامرة وآبارها التي تربو على 300 بئر بعضها معطلة ثم زيارة قصر الإمارة في لينة وفي أم رضمة والمالية في أم رضمة ومحطة التابلاين في رفحاء والتي نشأت المحافظة بسببها وزيارة مخيم ايواء اللاجئين العراقيين. ويأتي هذا التعاون من المكتبة مع الدارة تقديرا لجهود الدارة في حفظ تاريخ المملكة وتفعيلا لدور المكتبة في حفظ تراث رفحاء وتأكيدا لدورها في المجتمع. تعاون مع العلوم والتقنية هذا التعاون مع دارة الملك عبد العزيز يقودنا للسؤال عن تعاون المكتبة العامة برفحاء مع المكتبات والمراكز الثقافية المتنوعة حيث يقول عنه أمين المكتبة: المكتبة تعاونت مع معهد بحوث الفضاء بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وذلك بتزويد المكتبة بصور فضائية نادرة عن محافظة رفحاء وكتب تعريفية عن المعهد والمدينة، كذلك التعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية ومركز سعود البابطين الخيري للتراث والثقافة ومكتبة الملك عبد العزيز العامة والتعاون أيضاً مع الجمعية الوطنية لحقوق الانسان ويتم حاليا توزيع نشرة حقوق الشهرية التي تصدر عن الجمعية وتم توزيعها على الإدارات الحكومية برفحاء جميعها ومطبوعات الجمعية تعرض يوميا في قاعة الصحف والدوريات، أما عن تعاون المكتبة مع الجهات الحكومية برفحاء لأداء ونشر رسالتها فقد سخرت المكتبة إمكاناتها لخدمة مدارس المحافظة من خلال برامج الزيارات المدرسية المنظمة للمكتبة، حيث بلغت الزيارت المدرسية أكثر من 30 زيارة خلال هذا العام وشاهد الطلاب فلما وثائقيا حديثا عن الملك عبد العزيز يرحمه الله من دارة الملك عبد العزيز وفلما عن مكةالمكرمة عاصمة الثقافة الاسلامية، كما وفرت المكتبة لمرتاديها من طلاب التعليم العام والجامعي فرصة إعداد البحوث وكتابتها وتمكينهم من برنامج الاستعارة وتقديم كافة التسهيلات لهم، وعن التعاون مع القطاعات الحكومية الأخرى أضاف المخيمر: زودنا ادارة الدفاع المدني برفحاء بالكتب التي تتحدث عن تاريخ المحافظة من أجل إنشاء موقع للإدارة على الانترنت، كما تم تزويد إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والارشاد برفحاء ب200 نسخة من كتاب ضوابط تكفير المعين للدكتور عبد الله الجبرين وذلك لتوزيعها على المساجد في رفحاء. كما تم التعاون مع جمعية تحفيظ القرآن الكريم برفحاء من خلال إقامة المحاضرة الثقافية الثانية بعنوان مذكر قارئ للدكتور حامد الأحمري بحضور تجاوز 100 شخص. وفي هذا السياق جدير بنا استعراض أبرز أوجه التعاون مع القطاعات المختلفة ومن أبرز نشاطات المكتبة للعام الحالي 1427ه المشاركة في اعداد وثيقة معا ضد الإرهاب بمناسبة حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب، وتم التوقيع عليها من قبل محافظ رفحاء بالنيابة ورؤساء الإدارت الحكومية بالمحافظة وتوجت هذه الوثيقة بخطاب شكر من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد حفظه الله، كما شاركت المكتبة في الندوة الحوارية في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض تحت عنوان واقع القراءة الحرة ومستقبلها في التعليم العام والعالي في المملكة العربية السعودية وهي ضمن المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، بالإضافة إلى اصدارات المكتبة التي تخدم المجتمع مثل دليل الإدارات الحكومية وكتيبات عن الصحة ورياضة المشي وكتيب تعريفي عن المكتبة. القسم النسائي أما عن جديد المكتبة فأكد أن دخول العنصر النسائي للمكتبة بعد موافقة وزارة الثقافة والإعلام والاستعدادت تجري حاليا تهيئة مكان مخصص للنساء في المكتبة وستكون زيارات النساء يومي الاحد والثلاثاء من كل اسبوع، وسيكون هناك فرص وظيفية نسائية تواكب هذه الخدمة التي تحتاجها المحافظة خصوصا في ظل الزيادة المطردة في إعداد الأكاديميات في المحافظة وتطور المشاركة النسوية في رفحاء. كما تستعد المكتبة حاليا لإصدار كتيب عن المكتبة وفعالياتها للعام الحالي والتي من أبرزها إضافة لما ذكر المشاركة في حضور المؤتمر السنوي الرابع لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية والذي اقيم مؤخرا، كما تم التعاون مع جمعية تحفيظ القرآن الكريم برفحاء من خلال عقد لقاءات ثقافية ومحاضرات في قاعة الجمعية. كما تقدم المكتبة نظام الإعارة لكافة أفراد المجتمع وبطاقة الإعارة برسوم رمزية مدتها سنة تمكن المرتاد من الإعارة 21 يوما لعدد 5 كتب إذا كان استاذاً جامعياً أو معلما، و3 كتب لمدة 14 يوما للطلاب، و3 كتب لمدة 10 أيام لغيرهم من المستفيدين. علما بأنه يوجد في المكتبة حاليا أكثر من 9000 كتاب بحالة ممتازة وتم إدخال الكتب جميعها في برنامج اليسير للحاسب الآلي لإدارة المكتبات لسهولة الحصول على الكتب والعناوين المستهدفة، وهناك أوعية معلومات وصلت حديثا وسيتم إدراجها في البرنامج مع العلم أن أوعية المعلومات جميعها ختمت بختم الملكية وختم التصنيف بالإضافة إلى ختم لا يعار إذا كان نسخة واحدة. زيارات يومية وعن زيارات الطلاب ومرتادي المكتبة قال المخيمر مدير المكتبة العامة برفحاء: المكتبة ولله الحمد تستقبل العديد من الزائرين يوميا بمعدل أكثر من 30 زائرا يوميا وبمتوسط 300 زائر شهريا تقريبا، وتزداد النسبة وتقل في أوقات السنة المختلفة وتبلغ أعلاها في أوقات الذروة أيام العام الدراسي وأثناء الزيارات الطلابية والمكتبة تستقبل زوارها على فترتين صباحية من 8 الى 2 ظهرا ومن 4 الى 9 مساء في الفترة المسائية، وأضاف المخيمر أن المكتبة العامة في رفحاء تهدف إلى نشر الثقافة العامة بين أفراد المجتمع ومقاومة الأفكار الهدامة والظواهر السلوكية المنحرفة وتحقيق النمو المعرفي بين أفراد المجتمع إضافة إلى تربية النشء على حب القراءة والاطلاع والاتصال المستمر بمصادر المعرفة المختلفة من خلال توفير بيئة مناسبة لاستثمار أوقات الفراغ والقيام بأنشطة ثقافية مختلفة تحقيقا لدور المكتبة الريادي في خدمة المجتمع ولا يتم كل ذلك في ظل وجود عقبات وصعوبات تعترض سير المكتبة مثل عدم وجود ميزانية خاصة بالمكتبة إضافة لقلة عدد الموظفين، فموظف واحد لا يكفي للفترتين الصباحية والمسائية كما نتمنى تنفيذ توصيات ندوة المكتبات العامة في المملكة العربية السعودية تحديات الواقع وتطلعات المستقبل والتي أقيمت في جامعة الملك سعود بالرياض برعاية معالي وزير الثقافة والاعلام فالاهتمام بالمكتبات لا يعني الاهتمام بالكتاب فقط ولكن لابد اضافة لذلك الاهتمام بنشر الوعي عموما ونبذ ما سواه من سلوكيات وأفكار متطرفة لا تخدم المجتمعات الإسلامية. جولة في المكتبة تجولت الجزيرة في المكتبة والتقت بعدد من روادها حيث تحدث في البداية الشاب نواف بن منور الجبرين قائلاً: أمضي يوميا من ساعة إلى ساعتين في قراءة الصحف والدوريات التي تؤمنها المكتبة للمرتادين وأنا أفضل الصحف المحلية واتتبع أخبار المنطقة ومحافظة رفحاء، وعن الخدمات التي تقدمها المكتبة أضاف: وهناك أماكن مريحة وهي بمعزل عن الازعاج كذلك توجد خدمة انترنت وآلاف الكتب الضخمة والمهمة. وعن مقترحاته لتطوير المكتبة أضاف قائلاً: أتمنى ان تتوسع المكتبة في خدمة الانترنت وأن تكون هناك قاعات كبيرة لهذه الخدمة وأتمنى أن تكون مجاناً أو برسوم رمزية ليتسنى للجميع الاستفادة من هذه الخدمة الهامة. الطالب فواز بن مطلق العنزي قال: مكتبة رفحاء العامة مكاني المفضل لقضاء وقت الفراغ المناسب وأنا ارتاد المكتبة مع أصدقائي وأقرأ القصص والصحف والمجلات وبعض كتب الأطفال، وأضاف العنزي مقترحا تزويد المكتبة بمركز للمعلومات لكثرة المدارس في المحافظة وكذلك الكليات الخاصة بالبنين والبنات في التعليم العالي. وقال من جانبه محمد بن مفلح الشمري: المكتبة متكاملة ومناسبة ولله الحمد وأتمنى أن تهتم بالعنصر النسائي وأن يكون هناك مكان خاص للطالبات حتى تستفيد الفتاة بالقراءة والبحث وشغل أوقات الفراغ، ويفضل محمد قراءة الكتب ويرى أن المكتبة كنز يجب المحافظة عليه، ويتمنى العنزي من الشباب ارتياد المكتبة وقضاء أوقات نافعة ومفيدة بدل من التسكع في الطرقات. ويتفق معه الشاب نادر بن سليمان العنزي على أهمية المكتبة ويتمنى أن يكون لها مبنى حكومي يتوافق مع أدوارها المتعددة ويكون فيها أقسام لخدمة الباحثين والقراء والطلاب الذين يحضرون للدراسات العليا، وعن الكتب التي يفضلها قال: أفضل الكتب المنوعة والصحف وأميل إلى قراءة القصص وكتب الرحلات. أما الشاب عقيل بن محمد العنزي فيتمنى أن يكون هناك تنسيق بين الجامعات وقطاعات التعليم العالي وبين مكتبة رفحاء في إيجاد الكتب المتخصصة بكميات تسمح بالإعارة بدلا من ضياع وقت الطلاب والطالبات بين المكتبات التجارية وقراءة المذكرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وطالب العنزي بضرورة إيجاد مبنى متكامل للمكتبة وتزويدها بالموظفين والموظفات، وتفعيل خدمة القراءة المرئية بإيجاد قنوات ثقافية متنوعة ومتخصصة.