السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: قرأت ما كتبه سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس جمعية الهلال الأحمر في مقاله: اليوم العالمي للتطوع في يوم الأربعاء 15- 11-1427ه وأجاد وأفاد في حديثه عن اليوم العالمي للتطوع، وظهر لنا مدى اهتمام سموه الكريم بالعمل التطوعي، فاستشرفت في هذا المقال أن أتطرق إلى أصحاب الهمم العالية من أبناء شعبنا العزيز الذين لهم باع ليس بالهيِّن في الأعمال التطوعية والذين رفعوا رؤوسنا في كل بقعة من بقاع العالم بما قاموا به من أعمال جليلة يبتغون بها وجه الله، وليس بحثاً عن مردود مادي أو ينتظرون شكراً من أحد، بل هدفهم الأساسي خدمة الإسلام والمسلمين في أصقاع المعمورة هم من أسقى وأطعم أبناء الشعوب الجائعة بأيديهم ومسحوا دموع المنكوبين في كل مكان.. فأنا في هذه العجالة أحببت أن أُوجه الإخوة من ذوي الحس التطوعي بأن مجال العمل التطوعي قد اقترب حيث إن شهر ذي الحجة قد استهل هلاله يعلن عن اقترابه ويبلغ الآفاق عن اقتراب الاجتماع الأعظم للمسلمين تلبية لنداء الرب جل وعلا: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَج عَمِيقٍ}(27)) سورة الحج.. يأتون من كل بقعة من أقصى المعمورة ملبين دعوة الله بالحج ومبتغين ثواب الله في أشهر معلومة ومحدودة في أشهر الحج {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}، فإن هذا الموعد من أجلّ وأفضل الأيام لخدمة الحجاج في شتى المجالات من إرشاد الضال وحمل المصاب وإغاثة الملهوف وكثير من الأعمال التي تستلزم وجود متطوعين يقومون بها جنباً إلى جنب مع المنتدبين من القطاعات الحكومية من مسعفين وأطباء ورجال إطفاء وإنقاذ في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام وكل ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من مجهودات جبارة في خدمة القادمين للحج وما تبذله في سبيل خدمة بيت الله وضيوفه من أموال طائلة لا تكاد تحصى فإن العمل التطوعي مطلوب من الإخوة الذين يريدون الأجر والثواب من عند رب العباد، وقد ورد في السنّة المطهرة في شأن العمل التطوعي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة) رواه الشيخان. وبعد هذا التشجيع والأجر من رب العباد، ثم من رسوله على فعل الأعمال التطوعية فمن أراد الخير والأجر الوفير فليبادر إلى التسجيل في المجالات التطوعية.. وتتكفَّل حكومتنا الرشيدة التي أخذت على نفسها ونذرت مجهوداتها ومنسوبيها من أعلى المسؤولين إلى صغار الموظفين وتحت إشراف خادم الحرمين الشريفين في خدمة بيت الله.. جعله الله قرة عين المسلمين في خدمة البيت العتيق وضيوفه على توجيه المتطوعين وتوفير السكن لهم وتوفير التدريب من خلال قطاعاتها الصحية والأمنية فمن أراد الخير العظيم والبركة فليبادر في خدمة شعيرة من شعائر الله قبل أن تكون في سبيل خدمة الإنسان المسلم، الذي جاء في سبيل أداء شعيرة الحج تلك الشعيرة التي تُعد ركناً من أركان الإسلام فإن قطاع الهلال الأحمر والدفاع المدني بانتظار أفواج المتطوعين لكي يدربهم ويؤهلهم للقيام بالأعمال التطوعية على أكمل وجه، ومن فوائد العمل التطوعي ففيه صقل لشخصية الفرد المتطوِّع من خلال الاحتكاك المباشر مع الجمهور، فالعمل التطوعي يعود بالفائدة في الدنيا والآخرة على المتقدم لمثل هذه الأعمال الجليلة وغير المستغربة على أبناء هذا البلد المعطاء في كل المجالات، الذي يسعف وينقذ كل منكوب في شتى الأماكن من البسيطة بدون تفريق بين أحد من بني البشر وأبناء الشعب السعودي.. هذا الشعب المهتم بشؤون المنكوبين من خلال ما قدَّمه من إعانة كان آخرها ما قدَّمه إلى الشعب اللبناني من تبرعات بلغت أرقاماً غير مستغربة على الشعب السعودي أن يُسجِّلها وبكل جدارة في لوحة العمل التطوعي. عبد الله سعود عبد الله الدوسري ص ب: 741 - الزلفي