تطرقنا في الأسبوع الماضي للجزء الأول من الحوار القيم مع فضيلة الشيخ رباح بن عبد الرحمن السلامة مدير إدارة التوعية والتوجيه بفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة المدينة، وحيث بدأت أيام شعيرة الحج تقترب خصصنا الجزء الثاني من الحوار بما يناسب هذه الأيام في الحديث عن دور رجال الهيئة في هذه الأيام فإلى الحوار: برامج فعالة * مع دخول موسم الحج لهذا العام ما البرامج والأنشطة التي أعدها فرع الرئاسة لذلك؟ - وضع فرع الرئاسة خطة متكاملة للأنشطة التوجيهية خلال هذا الموسم بدأ تنفيذها من خلال إدارة التوعية والتوجيه بالفرع خلال الفترة من 5-11-1427ه وإلى 15-1-1428ه، وتهدف إلى توعية الحجاج بالأماكن المشروع زيارتها في المدينة، والزيارة الشرعية للمقابر وآدابها، وحرمة الأماكن المقدسة، وأهمية احترام الأنظمة والتعليمات والتعاون مع الجميع على تأدية الحج والنسك بالطريقة الصحيحة والسليمة، يضاف إلى ذلك تحذير الحجاج من بعض المخالفات الشرعية العقدية كالبدع والشركيات وغيرها بالأسلوب الحسن. وتفتتح هذه الأنشطة ببرنامج تدريبي لمدة أسبوع، للأعضاء والمترجمين المشاركين في تنفيذ الخطة، تحت عنوان (فنون التعامل مع الزوار)، وسيتم التعاقد مع (140) مترجما من طلبة العلم والدارسين في الجامعة الإسلامية بالمدينة، وتنفذ الخطة من خلال خمس نقاط توجيهية في المواقع التي يكثر تردد الحجاج عليها لزيارتها وهي: مقبرة البقيع ومقبرة الشهداء ومنطقة الخندق (المساجد السبعة) والمنطقة المركزية بجوار المسجد النبوي، إضافة إلى موقعين آخرين يتم فيها استقبال الحجاج أول مقدمهم للمدينة في محطة استقبال وتفويج حجاج البر ومحطة حجاج الجو والبحر، ويوزع من خلال هذه النقاط - بإذن الله - تعالى أكثر من مليون مادة توجيهية بأكثر من (38) لغة عالمية. التوعية والتوجيه * للوحات التوجيهية في مناطق الزيارة دور في توعية الحجاج والمعتمرين والزائرين، هل لفضيلتكم إلقاء الضوء على ما قام به الفرع في هذا المجال؟ - جواب: لفرع الرئاسة بالمدينة عناية بهذا الجانب التوجيهي والوقائي في الوقت نفسه، وذلك نظراً لكثرة الزوار لبعض المواقع الشرعية والتاريخية في المدينة كمقبرة شهداء أحد ومقبرة البقيع ونحوها، وعلى سبيل المثال أقام الفرع من خلال مركز هيئة الشهداء ثماني لوحات إرشادية بلغات مختلفة موزعة في مقدمة المقبرة، تبين آداب الزيارة الشرعية للمقابر، وتحذر من بعض البدع والشركيات التي يقع فيها بعض الزوار عن جهل وغفلة. إضافة إلى لوحة ضوئية في ساحة مقبرة الشهداء. * في مجال توعية غير الناطقين باللغة العربية، ما هو الدور الذي يقوم به الفرع في ذلك؟ - جواب: لتجاوز عائق اللغة في التعامل مع غير الناطقين بالعربية قام الفرع بالاستعانة بنخبة من طلبة الجامعة الإسلامية من حملة الدرجات العلمية كالبكالوريوس والماجستير والدكتوراه ومن جنسيات مختلفة لمرافقة أعضاء المركز الميدانيين أثناء تعاملهم مع الزوار، ويصل عددهم وقت المواسم إلى 130 مترجماً يعملون على فترات لتوعية الزوار الذين لا يتحدثون العربية، إضافة إلى توفيره للمواد الدعوية بعدة لغات، بلغت في العام الماضي تسعة وثلاثين لغة تتناسب مع تعدد جنسيات الزوار الذين يترددون طيلة العام. منكرات المواسم * ما هي المنكرات التي تواجهكم أثناء المواسم وكيف تتعاملون معها؟ - جواب: بسبب جهل بعض الزوار، وقلة معرفتهم بالإحكام الشرعية، وغلفة البعض الاخر، تقع مجموعة من المخالفات الشرعية: كقصد الدعاء عند المقابر، والتبرك بها، وأخذ شيء من التراب الذي حولها للاستشفاء به، وسكب العطورات على القبور، ويصل ببعضهم الحال لفرط جهله إلى ان يدعو أصحاب القبور من دون الله ويطلب منهم قضاء الحوائج، أو يصلي باتجاه القبول عياذاً بالله، أو قصد بعض المواقع البدعية التي لا تشرع زيارتها والتبرك بها، ونحو ذلك مما يخالف الآداب الزيارة الشرعية للمقابر. وبالنسبة لسبل معالجتها والتعامل معها فنسعى بقدر الاستطاعة لتوخي الأسلوب الشرعي في التعامل مع الأخطاء والمبني على الحكمة والموعظة الحسنة وإيضاح الآيات القرآنية الكريمة الدالة على عدم جواز دعاء الأموات وأحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، كحديث ابن عباس: إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وغيرها، فالجولات الميدانية المستمرة التي يقوم بها أعضاء المركز برفقة المترجمين، وإسداء النصح والتوجيه لمن يحتاج ذلك، وتوزيع المطبوعات الدعوية، ومحاسبة من يرفض الاستجابة ويصر على الخطأ حسب النظام كل ذلك له أثره البالغ في معالجة هذه المنكرات. وأخيراً أحب ان أؤكد أمرا مهما وهو ضرورة التنسيق بين الجهات الدعوية والخيرية العاملة في موسم الحج وذلك لتتكامل الجهود ولا تتعارض أو يكون فيها شيء من التكرار. (*) إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر