اعتمد فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة المدينةالمنورة، خطته المتكاملة لأنشطته خلال موسم حج هذا العام، مركزاً فيها على الجانب التوجيهي في التعامل مع الحجاج والمعتمرين الزائرين لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. وناقش فرع الرئاسة الخطة مع أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد، وسيستمر تنفيذها حتى يوم الخامس عشر من شهر محرم المقبل. وتهدف الخطة إلى توعية الحجاج بالأماكن المشروع زيارتها في المدينة، وآداب الزيارة الشرعية للمقابر، وحرمة الأماكن المقدسة، وأهمية احترام الزوار للأنظمة والتعليمات، وضرورة التعاون من الجميع على تأدية الحج والنسك بالطريقة الصحيحة والسليمة. كما تركز الخطة على بيان بعض المخالفات الشرعية العقدية التي يقع فيها الزوار، كالبدع والشركيات وغيرهما، والتنبيه إلى خطورة ارتكابها بالأسلوب الحسن، بما يعزز الدور الحقيقي الذي تقوم به بلاد الحرمين الشريفين، والرسالة السامية التي تسعى لنشرها، والمكانة الصحيحة التي تحتلها في قلوب المسلمين في أنحاء المعمورة. وأوضح المدير العام لفرع الرئاسة في المنطقة الدكتور فهد بن محمد الخضر، أن هذه الأنشطة التوجيهية التي يقدمها الفرع لزوار المدينة، تأتي امتداداً للخدمات التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية للزوار والمعتمرين في كل عام، مشيراً إلى أن الاستعدادات للموسم بدأت بعقد دورة توجيهية للعاملين في الحج من الأعضاء الميدانيين والمترجمين بعنوان"فنون التعامل مع الزوار"، ألقاها نخبة من الأكاديميين الاختصاصيين في العلوم الشرعية، ومهارات الاتصال بالآخرين، وناقشت مواضيع شرعية عدة، حول المخالفات التي تقع من بعض الحجاج بسبب الجهل، والأساليب الشرعية في معالجتها، والتعميمات التي تحكم ذلك، إضافة إلى بعض الفنون والمهارات في التعامل مع الزوار، وقد تجاوب معها الأعضاء المشاركون كثيراً. ولتجاوز عائق اللغة في التعامل مع غير الناطقين بالعربية ذكر الدكتور الخضر،"أن الفرع استعان ب 125 مترجماً من طلبة الجامعة الإسلامية حملة الدرجات العلمية كالبكالوريوس والماجستير والدكتوراه في اللغات، ومن جنسيات مختلفة، لمرافقة أعضاء المركز الميدانيين أثناء تعاملهم مع الزوار، وذلك بعد أن أجريت لهم اختبارات ومقابلات شخصية لمعرفة مدى مناسبتهم للعمل". وأشار إلى أن الخطة التوجيهية ستنفذ من خلال نقاط توجيهية ثابتة في المواقع التي يكثر تردد الحجاج عليها لزيارتها، وهي مقبرتا البقيع والشهداء، ومنطقة الخندق المساجد السبعة، إضافة إلى موقعين يتم فيهما استقبال الحجاج عند قدومهم إلى المدينة، وهما محطتا حجاج الجو والبحر، ومحطة حجاج البر، ومحطة التفويج بكيلو خمسة التي يجري فيها توديع الحجاج المغادرين، ويتم فيها إسداء التوجيه والنصح للزوار، وإهداؤهم بعض الهدايا الدعوية. وقال:"يضاف إلى ذلك جولات ميدانية ينفذها أعضاء الهيئة على بعض المواقع الأثرية أو التاريخية التي يكثر وجود الزوار فيها، بهدف ضبط الوضع العام"، مشيراً إلى أن فرع الرئاسة في المنطقة يأمل بحسب خطة هذا العام ومن خلال هذه النقاط، أن يوزع أكثر من مليون مادة توجيهية بأكثر من 38 لغة عالمية. وحول سبل معالجة المخالفات الشرعية الصادرة من الزوار، أكد الدكتور الخضر أن الهيئة تسعى بقدر الاستطاعة لتوخي الأسلوب الشرعي المبني على الحكمة والموعظة الحسنة في التعامل مع الأخطاء،"فالجولات الميدانية المستمرة التي قام بها أعضاء المركز برفقة المترجمين، وإسداء النصح والتوجيه لمن يحتاج ذلك، وتوزيع المطبوعات الدعوية، كذلك له الأثر البالغ في معالجة هذه المنكرات". وأختتم الخضر حديثه بالتشديد على أن الجهود التي تقوم بها الهيئة تتكامل مع سائر الجهود التي تقوم بها الجهات الحكومية المختصة في هذا المجال، وتنظم معها في منظومة واحدة متناسقة ومترابطة لتحقيق الهدف الأسمى، والمتمثل في خدمة الحجاج والمعتمرين على أكمل وجه، وإبراز وتعزيز الصورة الإسلامية المشرقة لبلاد الحرمين الشريفين.