مبدأ الشراكة التفاعلية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتّم عليها المشاركة في فعاليات المجتمع ومبادراتها للتعاون مع الأجهزة الحكومية الأخرى فيما يؤدي لدرء المنكرات وتفشي المعروف في جهود استباقية. ومن هذا المنطلق شاركت الرئاسة العامة ممثلة في هيئة محافظة القويعية في المركز التوعوي في سجن المحافظة لنزلاء السجن مؤخراً. ولإلقاء الضوء على هذه الجهود كان للرسالة هذه الجولة من اللقاءات. للنزلاء كلمة بداية التقت الرسالة النزلاء لأخذ آرائهم حول هذا المركز ومدى فائدتهم منه، حيث قال النزيل إبراهيم.. انكم جعلتمونا ننسى غربتنا وبعدنا عن أهلنا ووجدنا فيكم الاخوة الناصحين دللتمونا على خير كثير فلكم منا الدعاء فلا نملك سواه وعليكم بالدعاء لنا بالهداية، فنحن بحاجة ماسة لدعائكم والأخيار مثلكم فجزاكم الله عنا خير الجزاء، وكنا نتمنى تمديد المركز لانكم وقعتم على الجرح فكنتم له علاجاً - بإذن الله - وكلامي واضح، ونعلنها للعباد ولرب العباد سبحانه أننا تائبون لربنا فتقبل توبتنا مما اقترفناه من المنكرات ما نعلمه وما لا نعلمه. وأضاف النزيل عبد الرحمن بقوله إننا وأنتم معنا شعرنا بالراحة والقرب من الطاعة ولقد فتحتم أمامنا طرقاً لطاعة الله تعالى وترك معاصيه مستوحاة من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأننا بانتهاء المركز هذا نعلنها صريحة توبة منا لله تعالى وأقول لجميع إخواننا المسلمين بأن طرق المعاصي مسدودة فلا تسلكوها فإن في نهايته مصائب ومواجع وما لا تحمد عقباه، فالحذر الحذر من معصية الله تعالى، كما قال اننا لن تنساكم بعد خروجنا من السجن.. ثمار يانعة من جانبه أوضح الرائد عبد الله الحويس مدير وحدة سجن محافظة القويعية أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قامت مشكورة بالتعاون مع إدارة السجن في مركزنا توعويا، حيث تم تفعيل النزلاء من خلال إلقاء المحاضرات وإشراكهم في الأنشطة. وقال لقد لمسنا من النزلاء التجاوب وبدء كسب ثقتهم وبث روح التعاون والإصغاء والانضباط أثناء قيامهم بالنشاط مما كان له الأثر على نفسية السجناء، وظهر جلياً من خلال اللهفة والشوق والإقبال على هذا النشاط وهو يبشر بثمار طيبة تعود بالنفع عليهم. وأضاف ولقد قام أعضاء الهيئة مشكورين بإحضار العديد من الهدايا القيمة بعد التنسيق معنا في ذلك، وقد تخلل ذلك العديد من الفقرات المتنوعة في كل ليلة من مسابقات ثقافية ومحاضرات علمية وأمسيات شعرية وقد شارك الجميع فيها. خدمة للدين ثم المليك بعد ذلك التقينا فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله العسيري رئيس هيئة محافظة القويعية الذي قال إن التواصل مع نزلاء السجن بمحافظة القويعية عبر المراكز الموسمية التي تمتد لعدة أيام يقدم فيها مجموعة من البرامج المتنوعة والمفيدة يمثل معنى السجون المثالية التي تسعى للإصلاح وتأهيل السجين نفسياً واجتماعيا ليتجاوز عقبة السجن وينطلق بعدها عضوا نافعا في المجتمع. وأضاف فضيلته ومع استمرار هذه المراكز لمسنا النتائج الإيجابية ونحن بدورنا نعتبر ذلك من صميم عمل الإصلاح لخدمة الدين ثم المليك والوطن وما نجده من حرص وتعاون من إدارة السجون جدير بالإشادة والشكر في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظهما الله - وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رعاه الله لخدمة نزلاء السجون وحسن معاملتهم وتبني همومهم والوقوف بجانبهم لأنهم جزء منا والأخذ بأيديهم لشواطئ النجاة وتحذيرهم من اقتراف المنكرات لكونها السبب الرئيس في الشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة، مشيراً فضيلته الى أن إقامة مثل هذه البرامج بشكل متواصل ومعد إعداداً مناسبا يثمر نتائج ذات أثر واضح نحو الصلاح والسعادة في الدارين. الأثر الإيجابي أما الشيخ عبد الله الجبرين عضو هيئة محافظة القويعية والمشرف في المركز التوعوي قال في تعليقه: إن التواصي بالحق والنصح والتوجيه لإخواننا المسلمين في كل مكان وزمان ودعوتهم للحق وترك الباطل مما حثنا عليه ديننا الحنيف. وعبر الجبرين عن سعادته لهذه المشاركة بقوله إنه سعيد سعادة لا توصف بالمشاركة في إقامة المركز الثالث لدى نزلاء سجن محافظة القويعية الذي كان له أثر إيجابي ملموس في نفوس النزلاء وعلى تصرفهم وتعاملاتهم فيما بينهم ومع من حولهم، حيث وجدناهم بحاجة ماسة لإشباع حاجاتهم في التفقه في أمور دينهم ودنياهم ولقد عشنا مع السجناء أياما متعة ووجدنا منهم التقبل وأخذ النصائح بصدر رحب كما أبدوا تفاعلاً كبيراً مع ما قدم لهم من برامج توجيهية وثقافية وترويحية فقد عرض في البرنامج عدد من المحاضرات والمسابقات الثقافية والحركية لتنمية قدراتهم الذهنية والفكرية بما يعود عليهم بالنفع والفائدة. الثمار اليانعة الشيخ سعود بن محمد اللهيب عضو هيئة القويعية والمشرف في المركز التوعوي بالسجن شاركنا بقوله انطلقنا في إقامة هذا المركز من الرغبة في إعادة توجيه النزلاء في السجن، مؤكداً أن المركز أقيم في وقت مناسب ولقيت فعالياته بالترحيب والقبول الفائق وجمع السجناء مع اختلاف لهجاتهم ولغاتهم العقيدة وحبهم للخير وأهله, ولقد سعدت بسماعهم وهم يرددون عبارات التوبة والإنابة والرجوع لله تعالى وكثرة الدعاء. وقال اللهيب ومما زادني سعادة أن المركز تلمس حاجاتهم ووفر لهم ما يحتاجون له في أمور دينهم ودنياهم وإنني لراض تمام الرضى عن هذا المركز ونجاحه وما جنيناه من ثمرات طيبة. ومن جانبه قال الشيخ محمد بن عبد الله الفوزان عضو هيئة محافظة القويعية والمشرف في المركز لقد وجدنا التفاعل الشديد من نزلاء السجن على الوجود والتفاعل مع مناشط هذه البرامج والحرص الشديد على الاستفادة مما يطرح فيه من مواعظ وتوجيهات، كما لفت نظري أن النزلاء تفاعلوا من موعظة ألقيت تناولت فضل الصيام وما هي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك مما حدا بهم لصيام يوم الاثنين واتباع سنة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - وذلك ان دل فإنما يدل على حرصهم الشديد على الرجوع للمنهج القويم والصراط المستقيم والبعد عن المخالفات والمنكرات وأهلها. وأضاف وأنني في هذه العجالة أوجه دعوة إلى جميع الدعاة بأن يخصصوا جزءا من وقتهم للسجناء لحاجتهم الماسة الى تزويدهم بما يهمهم في أمور دينهم. (*) إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر