قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب في رام الله أمس السبت لا مكان (لرأسين في البلد)، مؤكدا انه يملك حق اقالة الحكومة التي وقع بنفسه مرسوم تشكيلها. وقال عباس (ما في رأسين في البلد). وأضاف (وقعت على مرسوم تشكيل الحكومة ويمكن ان اوقع على مرسوم لإقالتها وهذا من حقي الدستوري). وحمل رئيس السلطة الفلسطينية بعنف على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي اتهمها (بقلب الحقائق) وبأنها (تتنكر للأصل القانوني للوضع الدستوري الذي نشأ من اتفاق أوسلو). وأكد رئيس السلطة الفلسطينية (نريد حلا سياسيا نستطيع من خلاله أن نعمل توافقا سياسيا). ودعا محمود عباس في خطابه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة (في أسرع وقت ممكن). وقال عباس في ختام كلمة طويلة (قررت الدعوة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لكي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة وحياتنا تتراجع كل يوم). وقد رفضت الحكومة الفلسطينية ورئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني وحركة حماس دعوة الرئيس عباس لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة لأنها كما ذكرت في بيان لها (تشكل مخالفة دستورية وتمثل انقلابا على ارادة الشعب الفلسطيني). فمن جهته قال احمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة في بيان صحافي (إن رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني تعتبر قرار الرئيس محمود عباس حول الدعوة لانتخابات مبكرة هو قرار غير دستوري وغير قانوني، ويمثل انقلابا على خيار الشعب الفلسطيني والشرعية التي يمثلها المجلس التشريعي). ومن جانبه قال محمود الزهار وزير الشؤون الخارجية ان قرار عباس (التفاف على خيار الشعب الفلسطيني). وبدوره قال اسماعيل رضوان الناطق باسم حركة حماس (سنرفض أى إجراء غير قانوني تتحذه الرئاسة (الفلسطينية) أو أي جهه لانه يمثل انقلابا على الشرعية وانقلابا على الديمقراطية. وقد دعت حركة فتح أنصارها إلى النزول إلى الشارع أمس في رفح تأييدا لدعوة الرئيس عباس. وفي المقابل دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشعب الفلسطيني للمشاركة في مسيرات جماهيرية في مختلف محافظاتغزة تعبيرا عن الرفض لدعوة الرئيس الفلسطيني. وقد تظاهر الآلاف من أنصار الحركتين وتسببت المظاهرات في اندلاع صراع مسلح وتبادل لإطلاق النار بين أنصار الحركتين، أصيب فيها عشرة فلسطينيين على الأقل بجروح. وحول ردود الأفعال العالمية قال البيت الابيض يوم أمس إنه يأمل في أن تسهم دعوة الرئيس عباس في تهدئة العنف وتمهيد السبيل لإعادة عملية السلام إلى مسارها. وقالت جيني مامو المتحدثة باسم البيت الابيض في حين أن الانتخابات شأن داخلي نأمل أن يسهم هذا في وضع حد للعنف وتشكيل سلطة فلسطينية ملتزمة بمبادئ رباعي الوساطة. وفي القاهرة رحب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدعوة عباس، وقال ان (قرار محمود عباس الدعوة إلى انتخابات مبكرة مؤشر قوي إلى ان الرئيس الفلسطيني يسعى إلى وسيلة للخروج من المأزق الذي تواجهه عملية السلام). من جهة أخرى اتهمت كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح أمس السبت حركة حماس بالتخطيط لاغتيال النائب محمد دحلان وقياديين آخرين في فتح، وتوعدت بالرد على اي اعتداء باستهداف قيادات حماس. وعلى صعيد الاعتداءات الإسرائيلية استشهد أمس السبت الشاب امين مخلوف (19 عاما) برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال تبادل لاطلاق النار في نابلس شمال الضفة الغربية. وينتمي الشهيد مخلوف إلى كتائب شهداء الأقصى المرتبطة بحركة فتح.