بالأمس القريب ودعنا شخصية فذة أعطت الكثير وقنعت بالقليل بذلت كل ما يستطاع ونصبت أمام عينيها هدفاً سامياً وهو الارتقاء بطالب اليوم إلى أعلى المراتب والوصول بمعلم اليوم إلى أسمى المنازل إنه الأستاذ الفاضل والمربي المخلص عبدالله بن سعد الضويان مدير التربية والتعليم بمحافظة الدوادمي. إن هذا الرجل يملك سجلاً زاخراً بالعطاء امتد لأكثر من ثمانية وعشرين عاماً بين معلم ومدير مدرسة ومدير لشؤون المعلمين وأخيراً مدير للتربية والتعليم، سنوات من التميز والتضحية زرع الثقة في النفوس، وقدم القدوة للعمل المتواصل الذي لا يعرف الراحة فذكرنا بالشاعر العربي الذي يقول: بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها ... تنال إلا على جسر من التعب قدم أحلى أيام عمره وأسدى الغالي والنفيس ولم ينتظر من أحد شكراً ولذا تعلمنا منه الكثير. كان بحق مدرسة لحمتها الإخلاص وسداها الكفاح فقد واصل ليله بنهاره لينجز الأعمال ويتدارك الأخطاء فكان بمنزلة البئر التي لا تنضب والنهر الذي لا يكف عن الجريان. تعلمنا منه (الدبلوماسية) في أرقى معانيها يتعامل مع الكبير والصغير ومع الجاهل والمتعلم ومع الذكي والعادي كل على حسب ما يناسبه وفي خضم ذلك تعرض لمواقف عديدة خرج منها وقد ازداد تألقاً ووهجاً وقد حاز على رضا الأعم الأغلب ولا أقول الكل «لأن رضا ا لناس غاية لا تدرك». لقد تركت يا أبا سعد فجوة لا تردم وثلمة لا تسد وليس ذلك تقليلاً من شأن أولئك الرجال الذين ساندوك وتعلموا منك الكثير لكن الشخصيات الفذة من الصعوبة أن تتكرر فقد كنت نسيجاً وحدك ولذا لا نملك إلا أن ندعو لك بالتوفيق والسداد في حياتك الجديدة إزاء ما قدمت لمعلمينا وطلابنا من بذل وعطاء وتضحية ولن نستغني عن مشورتك وخبرتك وآرائك السديدة. غنام بن سعيد بن غنام الرويس