** هل لاحظت طفلاً وهو يتعلم المشي؟ لا شك أنك تراه يسير في ارتباك واضح، فهو يتأرجح في مشيته، ويتعثر في خطاه، وينكفئ أحيانا على وجهه، وينقلب أحيانا على ظهره، وهو في معظم الأحيان لا يهتم بهذا أو بذاك، وقد يضحك أحيانا من نفسه يعود إلى المشي مرة أخرى ليجد نفسه على الأرض، ولكنه في بعض الأحيان الأخرى قد يقتنع - ولو لفترة قصيرة على الأقل ونتيجة لصدمة عنيفة تصيبه - بأن المشي ليس أمرا جذابا كما قد يبدو له وعندئذ يعود إلى الحبو لفترة ما حتى يستعد لاستئناف المحاولة مرة أخرى.. وسوف يحاول الطفل المشي مرة بعد أخرى، وسوف نجد انه يتحسن في مشيته وان كان هذا التحسن ثابتا متدرجا فقد تحسبه لحظة وكأنه تغلب على مشكلته ولكن سرعان ما تجده، وقد انطرح أرضا، فهو ينجح ويفشل. ويمر بحلو الايام ومرها واخيرا تراه يمشي في المنزل كما لو كان قد تعلم المشي منذ عهد بعيد. فتجده يحسن المشي إلى الدرجة التي تجعلك تنسى انه لاقى الامرين في ذلك السبيل ويبدو كما لو كان قد تعلم المشي بين عشية وضحاها.. لماذا يتعلم الطفل المشي؟ ولماذا يرغب في ذلك، وان جميع ما يريده مجاب، فالكبار يحملونه هنا وهناك، ويعتنون به، وتلك ولا شك حياة سهلة هينة ومع ذلك فهو يبذل الجهد لتعلم مهارة تجعل الناس يطلبون منه الشيء الكثير. قد تقول انه تعلم المشي لانه لاحظ الآخرين يمشون وهو يود لو كان مثلهم أو لأنه يريد ان يذهب إلى بعض الأماكن بأسرع مما لو حبا. ومن المحتمل ان يكون لهذا كله أثره في سرعة تعليمه هذه المهارة. ولكن الأهم من هذا او ذاك هو استعداده لان يتعلم المشي. انه قد نما ونضج إلى الدرجة التي أصبح معها المشي هو الخطوة التالية في نموه الطبيعي ولا يحتاج الطفل إلى من يدفعه نحو المشي ولكنه إذا ما أعطي الفرصة فإنه سرعان ما يتعلمه في الوقت الملائم.. المراهقون يتعثرون أيضاً! ولكن ما هي علاقة المشي بالمراهقة التي هي موضوع حديثنا في هذه الحلقات؟ انك اذا استبدلت المراهق بالطفل واحللت اكتساب الرجولة الكاملة محل تعلم المشي فانك تجد وصفا دقيقا لما يحدث في الفترة التي تقع بين الثانية عشرة والعشرين. ذلك ان المراهقين يزلون ويتعثرون أيضا ويرتكبون أخطاء تبدو في أعين الناس حماقة واضحة، فهم في تصرفاتهم رجال صغار احيانا وهم أطفال أحيانا أخرى. ولكنهم يحاولون اجتياز هذه الفترة ثم تجدهم ذات يوم وقد استووا رجالا ناضجين. والمشي في ذاته مظهر بسيط من مظاهر النمو البدني الذي يضع أمام الآباء والأبناء بعض المشكلات. الا ان المراهقة مشكلة معقدة تسبب الارتباك للمراهق نفسه وللكبار المحيطين به، كما تسبب لهم جميعا شيئا من الهم والقلق.. اننا نعرف ان هناك أمورا تتعلق بنمو المراهقين يصعب فهمها. ومن الجائز ان تعرف ان للنشء مشكلات متعددة في هذه الفترة من فترات النمو والغرض من هذه الدراسات هو ان توضح لك بعض هذه المشكلات وتعاونك على ان تساعد الشباب على حلها. ونحن لا نتوقع ان تجيب على جميع الأسئلة التي تدور في ذهنك. وانما نريد ان نناقش من مشكلات المراهقين ما يأتي: 1 - مشكلات النمو الجسمي.. 2- مشكلات العلاقة بين المراهقين وآبائهم.. 3- مشكلات النجاح في المدرسة. 4- مشكلات علاقة المراهق مع اترابه من البنين. 5- المشكلات المتعلقة بفهم المراهقين لأنفسهم. 6- المشكلات المتعلقة بمستقبل حياتهم. واننا لنأمل في ان نحصل على فكرة افضل لوجهة نظر الشباب نتيجة لهذه الدراسة، وان تدرك اهميتها بالنسبة إليهم. وبالنسبة لنموهم في المستقبل.