يتمتع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بالحكمة والحلم وسعة الصدر، وهو لذلك يأمل دائماً أن يأتي التغيير من أنفسنا نحن أعضاء الشرف والإداريين والإعلاميين واللاعبين والجماهير الرياضية بدلاً من أن يفرضه علينا، لكن الرجل لا يزال يأمل خيراً فينا ونحن مع الأسف نخذله من موقف لآخر. هذه الأريحية من سموه الكريم أضفت على بيان الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي صدر في أعقاب أحداث النصر طابع النصح أكثر من التوجيه لأن تطلعات سموه لا تزال تأمل خيراً فينا، وفي أن نستوعب حقيقة المنافسات الرياضية وأنه من العيب أن تخل بوقارنا واحترامنا لأنفسنا أو أن تهز مصداقيتنا لتتجنى على الآخرين! والبيان الذي اشتمل على مضامين تدعو للتفاؤل بتوفير نظام يزين ملاعبنا ويحمي مجتمعنا من بعض الأخطاء التي ترتكب بحقه لم يشر إلى أعضاء الشرف ومساهمة البعض منهم في صناعة مثل تلك الأحداث غير الرياضية فالضوابط التي تمت الإشارة إليها في البيان خصت فقط مسئولي الأندية والعاملين في الأجهزة الإعلامية، لكن خبراً صحفياً مستقلاً أوضح أن ضوابط تم إبلاغها لمديري الملاعب حددت من يدخل إلى أرضية الملعب، ومن يبقى خارجه، وقد شملت هذه الضوابط أعضاء الشرف إضافة إلى مسؤولي الأندية والإعلاميين نأمل أن تطبق وبدقة على الجميع. أخطاء التحكيم لمصلحة الجميع؟! من الغباء أن يتذاكى أحدهم ويسجل قائمة بأخطاء الحكام التي استفاد منها الهلال، فالجميع يدرك أن كل الأندية تستفيد من هذه الأخطاء، وبإمكان أي مشجع لأي ناد أن يقدم قائمة موثقة بأخطاء التحكيم التي استفاد منها الفريق المنافس لفريقه، وفي ذات الوقت سيمنعه تعصبه لفريقه من سرد أخطاء الحكام التي أفادته في مبارياته! مثلا في تصريح سمو رئيس النصر بعد مباراة الهلال والنصر قال: إن الحكم ألغى هدفاً نصراوياً صحيحاً في مرمى الاتحاد الموسم الماضي مما يعني أن الاتحاد قد استفاد من خطأ الحكم، وفي المقابل يمكن أن يظهر اتحادياً ويقول: إن النصر كسب بطولة بهدف غير شرعي سجله حسين هادي باليد في مرمى الاتحاد وغيرها كثير وكثير جداً من الشواهد التي تؤكد أن أخطاء التحكيم واردة في أي مباراة، وقد تجير لمصلحة أي فريق. مثلاً يوم مباراة الهلال والأهلي ثلاث مباريات أخرى شهدت محاولة اعتداء على الحكم لكن لم تبرز أحداثها بالشكل الذي يوافق مباريات الهلال، كما أن فضائح تحكيمية سابقة حدثت في لقاءات لم يكن الهلال طرفا فيها، لكن تم تحجيمها إعلامياً، ومن هنا يتضح أن الهدف من إثارة أخطاء الحكام ليس هو تطوير التحكيم بل محاولة تعطيل الفريق الهلالي وإيهام الآخرين بأن الهلال هو الطرف الوحيد المستفيد من أخطاء التحكيم! والذين يطالبون بالحكم الأجنبي غير صادقين في ذلك ومطالبتهم ما هي إلا هروب من الاعتراف بغياب ثقافة الفوز والخسارة، فالحكم الأجنبي حضر وعندما فاز الهلال بحضوره لم يسلم الحكم من الغمز واللمز، وفي غياب ثقافة الفوز والخسارة اختلفت تعاملاتنا مع أخطاء الحكام عما نشاهده في الملاعب العالمية حيث ثقافة الفوز والخسارة هي التي تضبط انفعالات عضو شرف ريال مدريد مثلاً، ولا تجعله يذهب بعيداً في حديث غير متزن عن التحكيم أو عن برشلونة بل تقوده تلك الثقافة والوعي إلى حيث النظام والقانون الكفيلان بمعالجة تلك الأخطاء وفق قنوات رسمية تجعله في غنى عن أن يقتحم الملعب وربطة عنقه في يد وجاكيته في اليد الأخرى منطلقاً في اتجاه حكام المباراة! استقالة عبدالله الناصر! لأنني أعرف عبدالله الناصر ومدى اعتزازه بنفسه وحرصه على احترام الآخرين ليعاملوه بنفس المستوى مثله مثل كل الرجال الشرفاء أجزم أن قراره سيكون كقرار سلفه مثيب الجعيد فيما لو تعرض لمثل ما تعرض له الجعيد ولجنته بعد هدف ملغي لا يستدعي كل ردة الفعل العنيفة التي سادت بين النصراويين! صحيح أن الهدف مؤثر معنوياً وحق من حقوق الفريق لكنه (لا يودي ولا يجيب) بحساب نقاط الحسم ومقياس منافسات النهائيات، فالتعادل الذي كان سيفرضه الهدف لن يزحزح النصر من المركز الثامن، ولن يهز صدارة الهلال ولهذا استغربنا مستوى ردة الفعل النصراوي! وما دام أن هدف تعادل في مباراة دورية عادية صنع كل ذلك الشغب والتوتر وتسبب في النيل من الحكام ولجنتهم كل النيل فإن استقالة الناصر ستظل مرتقبة في أية لحظة مع زيادة حدة التنافس في المراحل القادمة، وتوقع التعامل مع نتائجها على الطريقة النصراوية! وكم أدهشتني قوة رد الفعل النصراوي في مباراة هي من ضمن المباريات مجرد ثلاث نقاط تعويضها متاح في أي مباراة قادمة لكن دهشتي زالت فور سماع تصريح سمو رئيس نادي النصر الذي أحبه وأقدره، فقد استشفيت من التصريح أن سبب ردة الفعل الغاضب هو قيمة الهدف التي اكتسبها من كونه في المرمى الهلالي، وأن الهدف النصراوي في المرمى الهلالي أغلى من أي مرمى آخر بدليل أنه لم يتعرف أحد على هدف النصر الملغي في مرمى الاتحاد الموسم الماضي إلا عندما أشار إليه سموه في تصريحه عقب مباراة الهلال الأحد الماضي! والعجيب أن كل ذلك الانفعال والتشنج الذي شاهدناه من كافة شرائح الوسط النصراوي يحدث في لقاء مع الهلال الفريق الجار، وكان من المتوقع أن يتعامل النصراويون مع الحدث بأريحية أكبر لا سيما وأن الذاكرة النصراوية لا تزال تحتفظ بمواقف تحكيمية أضحكتهم وأبكت الهلاليين كثيراً أيام إبراهيم العمر وخميس العويران والكاتو! وسع صدرك! ** نقل المباريات لن يردع بعض الجماهير التي تخرج عن الروح الرياضية ولذلك وبدلاً من النقل أرى أن الحسم من نقاط الفريق هو الذي يمكن أن يردع تلك التجاوزات ويتوقف عدد النقاط المحسومة على حسب مستوى الشغب الجماهيري، ولن يكون هناك افتراض بوجود جمهور مندس، فالحرص على النقاط سيجعل جماهير الفريق تطرد المندسين بينهم! ** المهم أن تكون لائحة الحسم واضحة وتصنف التجاوزات على فئات.. الفئة الأولى اقتحام الملعب والعقال بيد والشماغ باليد الأخرى! والثانية تهشيم وتكسير السيارات! والفئة الثالثة رمي العقل والأحذية وقوارير الماء! ** بصراحة فشلتونا! ** تعاملاتنا مع معطيات مبارياتنا جعلتنا نكره كرة القدم التي هي مجال للتسلية والمتعة والاستمتاع في الملاعب العالمية! ** أقترح أن يلعب الهلال بالصف الثاني في مباراته القادمة لعله يخسر فترتاح النفوس وتعود الثقة بالحكم المواطن! ** طريقة أداء نجوم الفريق الهلالي تحرج الحكام فياسر والشلهوب وسامي والتمياط والتايب وردريقو يؤدون بمهارة فردية عالية تنرفز الخصم، ولا يمكن التعامل معها والتصدي لها إلا بالعنف الذي يفرض البطاقة الصفراء ثم الحمراء! ** أيضاً ما يخدم الهلال هو ثقافة نجومه ووعيهم فرغم كل الحملات التي تشن عليهم وعلى فريقهم هاهم يعدون العدة للفوز بالبطولة الخمسين لتتزامن مع احتفال ناديهم بمرور خمسين عاماً على تأسيسه! ** التكرار يعلم الشطار لكن الشطار لم يتعلموا بعد، فالحديث المتكرر عن التحكيم وتحريض الحكام لن يحقق هدفه مع فريق متطور فنياً مثل الهلال! ** لجنة الانضباط أوقعت عقوبة إضافية بالفريق النصراوي، لكنها لم تعلن فقد تجاهلت معاقبة دي نيلسون لمحاولته الاعتداء على المطلق لأنها تدرك ضمناً أن النصر معاقب بمشاركة هذا اللاعب ولو أوقفته لخدمت النصر فنيا حيث البديل أخف حركة وأكثر حيوية وإيجابية! ** يقولون: إن الهدف هو تدمير النصر والسؤال فريق في المركز الثامن هل يحتاج إلى تدمير أكثر من هذا؟ ** الهدف الملغي أنسى النصراويين أنهم لعبوا بدون صانع ألعاب أمام فريق نصفه محترفي صناعة لعب! ولولا الاستعراض الفني لربما زادت الغلة الهلالية من الاهداف. ** والله النصر ما ينقصه إلا اهتمام النصراويين بشؤونه وترك الآخرين، ولو تم توزيع العشرة ملايين قيمة دي نيلسون على أربع صفقات محلية كان عاد النصر للنصر! ** هلالي بعث لي بقائمة طويلة بأخطاء الحكام التي استفاد منها النصر والاتحاد قلت اركد ولا تطير في العجة! ** التسجيل بالكعب يعني عدم احترام المنافس، وهذا سوء سلوك يستوجب العقوبة! ** قانوني الفضائيات يرى دائماً أن الكرة هي التي تبحث عن يد اللاعب إلا لاعب الهلال، فيده هي التي تبحث عن الكرة، ومن هذه النظرة وغيرها تثار قضية أن التحكيم هلالي! ** أمام الاتحاد احتسب الحكم ركلتي جزاء للشباب، وطرد لاعباً اتحادياً. ورغم ما تحدث به المحللون حول الركلتين وبعض الأخطاء التحكيمية الأخرى إلا أن التعامل معها كان هادئاً إدارياً وإعلامياً؛ حتى لا تنفضح مقولة إن التحكيم هلالي! ** تراجع النصراويون عن تكريم الشلهوب؛ فتقدم لتكريمهم بصناعة الهدف الهلالي الأول في مرماهم!