أكد الأستاذ عبدالرزاق يوسف الحزامي مدير مكتب وكالة الأنباء الكويتيةبالرياض أن القمة الخليجية ال 27 لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالرياض تكتسب أهمية كبرى؛ كونها تأتي في ظل ظروف وتحديات إقليمية ودولية بالغة الدقة والحساسية ولا سيما على مستوى منطقة الشرق الأوسط؛ ما يستدعي من قادة دول الخليج العمل على مواجهتها بحلول عاجلة تجنب المنطقة ويلات الحروب. وتعلق الشعوب الخليجية آمالا عريضة على القمة الخليجية بالرياض باعتبارها الأولى التي يترأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لما يتميز به من حكمة وحنكة وبُعد نظر سياسي؛ فهو صاحب المبادرات القيمة والأفكار النيرة التي تخدم جميع شعوب المنطقة والعالمين العربي والإسلامي. وأضاف قائلا: أعتقد أن هذه القمة ستحدث نقلة نوعية في العمل الخليجي المشترك وستشكل نقطة انطلاقة جديدة لإعطاء دفعة قوية لمسيرة مجلس التعاون وتحصينه وتوحيد جبهته الداخلية وتعزيز جهوده نحو التكامل والوحدة المنشودة لشعوب دول مجلس التعاون التواقة إلى الوحدة الخليجية في جميع المجالات. كما تعد الورقة الكويتية التي قدمها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للقمة الخليجية التشاورية الثامنة التي عقدت بالرياض في مايو الماضي وتم بحثها بصورة مستفيضة من قبل اللجان الوزارية المختصة نقلة نوعية في دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك. وقد تضمنت الورقة الكويتية أفكارا ورؤى وخططا إستراتيجية لمواجهة التحديات التي تواجه دول المجلس في الوقت الراهن وفي المستقبل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والعسكرية والتربوية والتعليمية وكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لمواطني دول المجلس ضمن خطط واضحة تتضمن برامج محددة بجدول زمني لتنفيذها وتطبيقها لتحقيق الأهداف المنشودة والمأمولة. وقد حظيت الورقة الكويتية بإشادة جميع اللجان الوزارية المختصة التي بحثت هذه الورقة وتم اعتمادها تمهيدا لرفعها إلى قمة الرياض لإقرارها بصورة نهائية لتكون قرارا خليجيا واجب التنفيذ. ونأمل من القمة التي تحظى باهتمام ومتابعة من قبل شعوب المنطقة والعالم اجمع للأهمية القصوى التي تمثلها منطقة الخليج في العالم كونها اكبر منتج مصدر للبترول في العالم بأن تخرج بالقرارات الهادفة التي تخدم المواطن الخليجي وتدعم أواصر التعاون البناء بين الدول الأعضاء. كما يحدونا الأمل الكبير في أن تحسم القمة العديد من القضايا التي تصب في مصلحة المواطن الخليجي، وفي مقدمتها تحقيق السوق الخليجية المشتركة مطلع العام المقبل 2007 والتوجيه بإكمال الخطوات والإجراءات التي اتخذت لإطلاق العملة الخليجية الموحدة في عام 2001، واكتمال الربط الكهربائي الخليجي ومشروع السكك الحديدية والتنقل بالبطاقة المدنية بين دول المجلس حتى يتسنى لنا تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة في الوطن الخليجي الواحد إلى جانب الخروج بتوصيات حاسمة وعملية تعزز التعاون بين الدول الأعضاء وتعمقه في جميع الجوانب. ونتطلع إلى إعطاء دفعة قوية لمسيرة عمل المجلس حتى يتمكن من مواكبة التطورات والمتغيرات التي يعيشها العالم اليوم وفق خطط مدروسة والتعامل بحكمة مع المنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة حاليا بسبب الأوضاع المتدهورة في العراق وفلسطين ولبنان وأزمة الملف النووي الإيراني ومواجهة الإرهاب. فالأوضاع المؤسفة التي يمر بها العراق حاليا تنذر بحرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس في العراق الشقيق؛ الأمر الذي يتطلب من قادة دول المجلس وقفة قوية لدعم الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على هويته العربية ووحدة أراضيه وسيادته الوطنية، إضافة إلى دعم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني حتى يتسنى له إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. كما نتمنى أن تتبنى القمة الخليجية بالرياض مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي أطلقها مؤخراً والخاصة بعقد مؤتمر دولي لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.