تنطلق قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ال37 في العاصمة البحرينيةالمنامة اليوم (الثلثاء) وسط تحديات إقليمية صعبة، تتناول في ملفاتها الأوضاع في سورية والعراق وإيران، إضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الأمني في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتهديدات التي تمثلها على أمن دول وشعوب المنطقة. شدد سفير البحرين لدى المملكة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة، على أن مسيرة مجلس التعاون الخليجي ماضية بعزم وإرادة قوية نحو تحقيق أهدافها المنشودة في التكامل والاتحاد. وقال أمس: «إن هذه القمة تكتسب أهمية بالغة لانعقادها في ظروف دقيقة تمر بها دول المجلس والدول العربية والمنطقة والعالم»، معرباً عن ثقته في قدرة دول المجلس بفضل ما تمتلكه من عزم وإرادة وتصميم على مواجهة التحديات الكبيرة والخطرة المحيطة بالمنطقة من خلال تعزيز التعاون المشترك والتعامل مع هذه الأخطار بصورة أكثر فاعلية وتأثيراً». ولفت إلى أن «هذه المرحلة لا يختلف أحد على توصيف صعوبتها وخطورتها لكثرة الحرائق المشتعلة حول دول المجلس وتنامي المؤامرات والمخططات الإرهابية الخطرة التي تستهدف الوجود والهوية والكيان، وكذلك تستهدف التطلعات والمقدرات والإمكانات». وأكد الشيخ حمود بن عبدالله أن «هذه التحديات تكسب القمة الخليجية المرتقبة أهمية خاصة، تأكيداً على الرغبة والإرادة الصادقة لقادة دول مجلس التعاون في تجاوز الواقع وتفعيل تعاونهم والعمل على ترسيخ الإنجازات التي حققها مجلس التعاون منذ إنشائه عام 1981 وحتى الآن». وأوضح أن «مجلس التعاون الخليجي نجح خلال مسيرته في تأكيد الهوية الخليجية وحماية أمن المنطقة واستقرارها والدفع بعجلة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها وإبراز الشخصية الخليجية العربية الفاعلة والمؤثرة». وقال: «إن قادة دول المجلس حريصون على النهوض بمسؤولياتهم وتلبية مصالح شعوبهم وتعزيز كيانهم السياسي، وتوثيق علاقات دولهم وشعوبهم وحماية أمن منطقتهم واستقرارها بما يصب في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية ومصالح شعوب العالم كله»، مضيفاً أن «المواطن الخليجي العربي يتطلع في هذه الظروف الاستثنائية إلى مزيد من الخطوات التي تعزز التعاون بين الدول والشعوب الخليجية باتجاه الاتحاد الخليجي وصولاً إلى المواطنة الخليجية المنشودة والمبتغاة كهدف أسمى وأعلى». واستعرض سفير البحرين لدى المملكة أمس عدداً من الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي وتضمنت التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع المجالات، وصولاً إلى وحدتها من طريق تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها. وقال: «إن من الإنجازات التي تحققت أيضاً وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية والتجارية والتعليمية والثقافية والصحية وقطاع الإعلام والاتصالات والجمارك والمواصلات والمياه والزراعة والسياحة، إلى جانب التعاون والتنسيق المشترك في المجالات العسكرية والأمنية». وأعرب الشيخ حمود بن عبدالله عن ثقته في قدرة قادة دول المجلس على تحقيق تطلعات شعوبهم وبخاصة ما يتصل بالسياسة العليا للمجلس الأعلى الخليجي والخطوط الأساسية والاستراتيجيات التي يتبعها وينتهجها لخدمة المواطن الخليجي وتحقيق المصالح العليا للشعوب الخليجية. من جهته، أكد الأمين العام لمجلس الوزراء البحريني الدكتور ياسر بن عيسى الناصر، أمس (الاثنين) أن «القمة الخليجية تتطلع إليها شعوب دول مجلس التعاون وتتطلع كذلك للارتقاء بالتعاون بين دولها لحماية منجزاتها». وشدد الناصر على أن القمة تُعقد في ظروف دقيقة سياسياً واقتصادياً إقليمياً ودولياً، معرباً عن تمنياته لقادة دول مجلس التعاون في أعمال هذه القمة بتحقيق تطلعات وآمال الشعوب الخليجية.