تعليقاً على ما كتبه الأخ الفاضل حماد بن حامد السالمي في جريدة الجزيرة بتاريخ 28 شوال بعنوان (ماذا يحدث في الرس) تعليقاً على ذلك أقول وبالله التوفيق: 1 - أشكر الأخ الكاتب على ثنائه الحميم على الرس تاريخاً وحاضراً وعلى إشادته برجولة أهل الرس وشجاعتهم ومواقفهم التاريخية المشرفة مع حكام هذه البلاد ولاءً ومناصرةً منذ فجر الدولة السعودية الأولى حتى عصرنا الحاضر. 2 - يتساءل الأخ الكاتب: ماذا يحدث في الرس؟ وأقول وأؤكد للقراء الكرام أنه لا يحدث في الرس إلا الخير والأمن والأمان والرضا على ولاة الأمر بما تحقق لهذه المحافظة من خدمات متطورة في كافة المجالات وما وصلت إليه من تقدم وازدهار، وأنه لا صحة على الإطلاق لأن هناك أشياء تثير الشك والريبة وتثير فزع أهل الرس وخشيتهم مما هو قادم من مخاطر التطرف والغلو المفضي إلى عمليات إرهابية، وأنا أعيش في وسط الرس ولدي اهتمام خاص بنبض الشارع وحديث المجالس ولم أشعر ولم أسمع بشيء من هذا القبيل، وباستطاعة أي وسيلة نشر أو إعلام أن تتحقق بنفسها من هذا الأمر وأن تقابل من تشاء من المواطنين. وإذا كان التطرف والغلو المفضي إلى الإرهاب لم يظهر في الرس في سنوات مضت فكيف يظهر الآن في ظل الوعي الشعبي والإجراءات الاحترازية التي تطبقها كافة الجهات وفي مقدمتها الجهات التعليمية؟ ويحق للرس أن تفتخر بأنه لم يظهر من بين أبنائها من شارك في أي عملية إرهابية وما حصل من أحداث إرهابية في الرس لا يصح بحال نسبته إلى الرس وأهلها، تماماً كما لا يصح نسبة ما حصل في الرياض إلى الرياض وأهلها، بل لو كان للتطرف والغلو والتعاطف مع الإرهاب وجود لدى أهل الرس ما كان لهم ذلك الموقف الوطني المشرف في مواجهات حي الجوازات التي أشاد بها الأخ الكاتب نفسه بقوله: (جسد أهل الرس في مواجهات حي الجوازات أعظم ملحمة من التلاحم والتعاون مع وطنهم وقادته ورجال أمنه تجسد ذلك من خلال ما بذلوه من دعم مادي ومعنوي حتى النساء والأطفال شاهدناهم على القنوات وهم يقدمون الماء والطعام لرجال الأمن في أروع صور الرفض والمقاومة للإرهاب والإرهابيين، وقوبل حماسهم الوطني هذا بإشادة من رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبد العزيز الذي زار الرس بعد انتهاء الحادثة مباشرة..) وعلى العموم فالإرهاب والتطرف والغلو في الدين فتنة ظهرت في هذه البلاد وهي آخذة بحمد الله في الانحسار التام، فلا داعي لإرهاب الناس وتخويفهم وتشويه سمعة المواطنين الأبرياء في هذه المحافظة وغيرها ونشر ذلك في الإعلام، ومن كان لديه معلومات حقيقية تمس أمن البلد في أي جانب فليقدمها إلى الجهات المسؤولة لتقوم بواجبها، أما التعميم فمبدأ باطل في كل شيء. 3 - المحاضرات والدروس الدينية والمناشط الدعوية كلها داخلة في نشاطات مكتب الدعوة والإرشاد في المحافظة وضمن واجباته التي وجد من أهلها، وكلها مفسوحة ومجازة من قبله. والقائمون عليها هم دعاة ومشايخ معروفون بسلامة التوجه، فلماذا التشويش على أمور محكومة ومنظمة بضوابط الجهات المسؤولة عنها من قبل الدولة؟ وإنني أعتب على الأخ الكاتب في مجاراته للمشككين في مضامين هذه المناشط والمحاضرات من واقع بعض العناوين؛ أعتب عليهم لماذا لم يحضروا بأنفسهم ويسمعوا ما يقال فيها ويقولوا لنا ما الذي استنكروه في هذه المناشط والمحاضرات. 4 - بالنسبة للمجلس البلدي وما ذكره الأخ الكاتب من زيادة نفوذ أعضائه وتجاوزهم لاختصاصهم؛ أقول إن أعضاء المجلس البلدي قبل أن يكونوا في هذا المجلس هم شخصيات مجتمعية وثقافية ومسؤولون بارزون وقد عرف عنهم المشاركة بجدية في الحياة العامة والاهتمام بمصالح المحافظة، فلا غرابة أن يستمر تواصلهم واهتمامهم بمصالح المحافظة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هؤلاء الأعضاء قد تم اختيارهم من قبل أهل الرس وبأغلبية ساحقة، وأهل الرس لم يختاروهم لهذا المجلس إلا لما يعرفونه عنهم من الأهلية وأن وجودهم في هذا المجلس سيزيد من عطائهم في كافة المجالات لخير ومصلحة هذه المحافظة. فلماذا التشويش على نشاطات هؤلاء الأعضاء وعلى تدخلاتهم الإيجابية وإذا لم يتدخل بالشؤون العامة أهل الرأي والعلم والصلاح فمن الذي يتدخل؟ 5 - يتساءل الأخ الكاتب عن سبب غياب العرضة السعودية عن احتفالات العيد، وأقول هناك عدة أسباب أولها أنه لا يوجد في الرس فنون شعبية كما أشار الأخ الكاتب والموجود هو بقايا فرقة قديمة للعرضة السعودية أقعد العجز والمرض وغيب الموت أكثرهم. أما السبب الآخر فهو أن العرضة تكون في الغالب فقرة أساسية في الاحتفالات الرسمية التي يشرفها سمو أمير المنطقة أو سمو نائبه، والسبب الثالث أن الاحتفالات الشعبية العادية كما في هذا العام يكون جمهورها في الغالب من الشباب والأطفال وغيرهم ممن تستهويهم وسائل الترفيه الحديثة وهو ما حرص المسؤولون عن هذه الاحتفالات على توفيره فظهرت احتفالات الرس هذا العام بأفضل صورة وحظيت بحضور جماهيري منطقع النظير ضاقت بهم مساحات الحفل على اتساعها، فكيف يقول الأخ الكاتب أن الحزن والوجوم قد خيم على أهل الرس في هذه الاحتفالات؟ وهذا فيه مجافاة للواقع وهضم لجهود القائمين على هذه الاحتفالات التي لم تشهد الرس مثلها. وعلى العموم فإن العرضة السعودية هي قيمة وطنية غالية علينا جميعاً ورمز للبطولة والشجاعة التي عرف بها أبطال هذه البلاد على مر العصور، ولا ينبغي تفسير عدم وجودها هذا العام ضمن احتفالات الرس على أنه إقصاء لها. 6 - بالنسبة للأمور التعليمية التي أشار الأخ الكاتب إلى أنها تثير التساؤلات لدى أهل الرس؛ أقول إن المسؤول الأول عن التعليم في المحافظة هو أكاديمي قدير ورجل تربية وتعليم وموضع ثقة لدى المسؤولين داخل المنطقة وفي مقام الوزارة ما جعله بمنأى عن التغييرات التي شهدتها كثير من إدارات التعليم وهو كمسؤول يختار ويقرب من يرى في تقريبه مصلحة للعمل حتى لو كان الجميع من شريحة واحدة، ثم إن غالبية منسوبي التعليم هم من الملتزمين والملتزمات فمن الطبيعي أن تكون معظم القيادات التعليمية من هذه الشريحة. وكما أنه لا يجوز للمسؤول إقصاء الكفؤ الذي في تقريبه مصلحة للعمل بسبب كونه قليل الالتزام دينياً فمن باب أولى تقريب المتدين الذي في تقريبه مصلحة للعمل. وعلى العموم فالمسؤول الأول في التعليم هو أيضاً رجل دين معتدل وحريص على توفر جانب الاعتدال في من يختارهم لتولي القيادات الإدارية على مستوى المنطقة التعليمية. ولو كان الأخ الكاتب يعرف هذا الرجل ويعرف حرصه على هذا الأمر ما صدق بشيء مما وصله عن بعض الأمور التعليمية. 7 - بالنسبة للقناة التلفزيونية الوحيدة الموجودة في مستشفى الرس فهي الوحيدة أيضاً في مستشفيات أخرى في منطقة القصيم ومنها مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة وهي ليست قناة أجنبية ومعظم برامجها من الداخل وتتميز بأنها مجموعة قنوات في قناة واحدة وقد اختارها المسؤولون لهذا السبب ولأنها تناسب أحوال المرضى فلا داعي للتدخل في أمور المسؤولون أدرى بها من غيرهم. وأخيراً فإنني على ثقة تامة بأن الأخ الكاتب لو زار الرس بنفسه (وكم يشرفنا ذلك) لوجد أن الناس كلهم وليس بعضهم على قدر من التسامح والاعتدال أكثر بكثير مما يتصوره، وأن الوضع في الرس يختلف تماما عما هو في الكتابات التي وصلت إليه وربما شعر بالأسف أو ربما بالحرج من التشويش على أهل المحافظة بما ليس فيهم وعلى ما ظهر في كتابته من الحدة والتحامل على أناس لا يعرفهم ولا يعرفونه ولا يعرف ما فيهم من التسامح والاعتدال والإخلاص في خدمة الوطن، أناس يتوقعون الشكر والتقدير من مثله من الكتاب الكبار فإذا بهم يفاجؤون بمثل هذه الكتابة المخيبة للظن والمليئة بعبارات الجحود والنكران. أكرر الدعوة للأخ الكاتب بزيارة الرس والوقوف بنفسه على الوضع فليس من رأى كمن سمع. وفق الله الجميع إلى ما فيه الخير والصلاح لهذا الوطن الغالي علينا جميعاً. محمد حزاب الغفيلي