كشف المستشار الاقتصادي والتجاري رئيس البعثة الاقتصادية بالسفارة الفرنسية في الرياض السيد جان كلود دوبيرو عن المعوقات التي تواجه المستثمرين الفرنسيين للاستثمار في المملكة وهي الصورة الذهنية التي تولدت من العمليات الإرهابية؛ ما أظهر حالة من الخوف لدى الشركات والمستثمرين من إرسال موظفيها وخبرائها للمملكة. وأكد دوبيرو للشركات الفرنسية في تصريح خاص ل(الجزيرة) أن هذه الصورة غير صحيحة، وان هذا الأمر يعتبر وهماً وليس حقيقة وأن الاستثمار والعمل في المملكة آمن ومستقر ولا مجال للخوف. وأضاف أن الاقتصاد الفرنسي (حر) والشركات الفرنسية لديها مجال كبير لاختيار الاستثمار في أي بلد في العالم، وهذا ما شجع الشركات ورجال الأعمال على أن يتوجهوا للاستثمار في المملكة العربية السعودية نتيجة انفتاح الاستثمار السعودي والتسهيلات التي تقدمها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى ان الاقتصاد السعودي (حر) ويملك مقومات استثمار كبيرة.. مبيناً في هذا الصدد ان ذلك شجع المستثمرين الفرنسيين وزاد اهتمامهم وتركيزهم على السوق السعودي. وبيّن دوبيرو أن الحكومة الفرنسية تضع المملكة من بين 25 دولة لها الأولوية للاستثمار فيها في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والتعليمية بالإضافة الى التعاون التقني.وطالب المستشار الاقتصادي والتجاري الفرنسي المسؤولين في الملمكة بزيادة تعريفهم بمجالات وفرص الاستثمار، لافتاً الى وجود 62 شركة فرنسية تستثمر حالياً في المملكة في مجالات مهمة منها قطاع البنوك وقطاع التأمين وقطاع إنتاج الطاقة الكهربائية والمياه، والقطاع الزراعي والغذائي، بالإضافة الى قطاع تكرير النفط والبترول، وقطاع التجزئة مثل (جيان وكارفور)، وهي الآن تخطط لإنشاء 20 فرعا لكل منهما في المملكة خلال السنوات الخمس القادمة.وكذلك قطاع الفنادق والسياحة، وتعمل حالياً مجموعة (أكو الفرنسية) لإنشاء فنادق كبيرة في المملكة، وسوف تنشئ 3 مدارس لتعليم مهنة الفندقة وتدريب الشباب السعودي على هذه المهنة. وأوضح دوبيرو أن إحدى أكبر الشركات الفرنسية تسمى (توتال) تعمل حالياً بالتضامن مع شركة (أرامكو) السعودية للكشف عن الغاز في الربع الخالي، وهما الآن بصدد إنشاء محطة تكرير بحجم استثمار 30 مليون ريال (8 مليارات دولار)، إضافة الى التعاون في مجال التكنولوجيا العالية مع شركة (تاليه) الفرنسية لإنشاء شبكة تلفزيونية (TNT) وهي عبارة عن نظام رقمي يتم تنفيذه، مبيناً في ذات الوقت أن شركة (الكاتيل) انشأت كل شبكة موبايلي النقال، لافتاً الى ان شركة فرنسية أخرى تسمى (تاليز واستيزا) سوف تنشئ الشبكة الأرضية لموبايلي. وأكد دوبيرو أن المملكة هي الشريك التجاري الثاني لفرنسا في الشرق الأوسط والأدنى بعد تركيا فيما يتعلق بالتصدير والاستيراد. وأضاف ان الهدف لم يعد بيع السلع للمملكة وإنما تواجد كشريك أساسي للاستثمار في المملكة.وأكد دوبيرو أن حجم استثمار الشركات الفرنسية في المملكة يصل إلى 800 مليون يورو، وتوقع أن ترتفع إلى 3 مليارات يورو خلال السنوات الثلاث القادمة نظراً للمشاريع الكبيرة التي هي قيد التنفيذ.وعن وجود الشركات الفرنسية في المدن الاقتصادية السعودية الجديدة قال دوبيرو إن الشركات الفرنسية على أكمل الاستعداد ليكون لها مكان في هذه المدن أو المشاركة في الإنشاء. وحول إطار العلاقة السعودية الفرنسية التجارية من خلال مجلس الأعمال المشترك وكيفية دعمه، قال دوبيرو: إن الحوار من خلال هذا المجلس هو حوار بناء وهادف يجمع شمل الشركات السعودية والفرنسية، لافتاً إلى أن الإدارة الجديدة لمجلس الأعمال المشترك لديها طموح وأهداف كثيرة من أهمها تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وتسهيل الاستثمار بين البلدين عن طريق السفارة. وعن سهولة الحصول على التأشيرات التجارية، قال: إن هناك تسهيلات أكثر لرجال الأعمال الفرنسيين للقدوم للاستثمار في المملكة، والوضع حالياً أفضل بتوجيهات المسؤولين السعوديين. من جانبه قال الأستاذ علي بن برمان اليامي رئيس اللجنة المالية والإعلامية عضو اللجنة التنفيذية بمجلس الأعمال السعودي الفرنسي إن هناك وفداً سعودياً كبيراً يضم جميع فئات التجار والصناعيين من أرجاء المملكة يبدأ زيارة إلى باريس غداً الثلاثاء للالتقاء بنظرائهم الفرنسيين على مدى يومين. وتوقع اليامي أن تثمر هذه الزيارة في توقيع العديد من الاتفاقيات خاصة أن جدول الأعمال للوفد يضم في لقاءاته وزير التجارة والصناعة الفرنسي وعددا من المسؤولين الحكوميين، كما ستتم إقامة ورش عمل للطرفين. وأوضح اليامي أن السفارة الفرنسية بالرياض قد ساهمت مشكورة بتسهيل إجراءات التأشيرات للوفد السعودي. وأشار اليامي إلى حرص أعضاء المجلس السعودي الفرنسي على المشاركة لأهمية المرحلة القادمة التي تحتاج المزيد من التوسع الاستثماري وفتح الأسواق للمنتجات الوطنية.