ميدان التربية الخاصة ميدان فسيح وذو شجون، وله ارتباط وثيق بدرجة الوعي الحضاري لكل المجتمعات الإنسانية باعتبار أن التربية بوجه عام هي العمود الفقري لبناء الأمم والمجتمعات في تطورها المستقبلي، وتتضافر جهود جميع دول العالم وبشكل خاص ذات التطور والتقدم الحضاري من أجل تقديم جميع الخدمات للنهوض بميدان التربية الخاصة والمتمثل في فئات ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتمكنوا بفضل هذه الخدمات المساندة تربوياً وتعليمياً ومهنياً من الاستقلالية والاعتماد على الذات لكي يسهموا في بناء المجتمعات الإنسانية جنباً إلى جنب مع أقرانهم الآخرين، كما أن مجال التربية الخاصة يقدم خدمات مساندة لهذه الفئات عن طريق الوسائل المعينة والأدوات اللازمة وأود في هذه المقالة أن أشير إلى موضوع بالغ الأهمية في مجال التربية الخاصة، ويحسن الحديث عنه، وهو من الموضوعات ذات الأهمية في الوقت الحاضر، ويعد من المفاهيم المعقدة، ولا بد من تحديده بشكل دقيق أنه موضوع (صعوبات التعلم) على اعتبار أن هناك علاقة مشتركة بين صعوبات التعلم مع الفئات الأخرى من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة. ولا شك أن لصعوبات التعلم مظاهر كثيرة وغير متجانسة بين الأفراد وصعوبات التعلم مفهوم واسع وعام يشمل مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات اللغوية والكلامية والكتابية والحسابية، كما أن صعوبات التعلم مرتبطة إلى حد ما بالخلل الوظيفي الدماغي غير المعقد (البسيط)، وبالتالي يؤثر ذلك في اكتساب مهارات اللغة والتخاطب والمهارات التي تتطلب الفهم والتحليل اللفظي، ولأهمية هذا الموضوع رأت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالأمانة العامة للتربية الخاصة تنظيم مؤتمر دولي لصعوبات التعلم الذي تستضيفه مدينة الرياض خلال الفترة من 28-10 حتى 1-11-1427ه حيث بدأت فعلاً الأمانة للتربية الخاصة بالإعداد والتجهيز لهذا المؤتمر الدولي بوقت مبكر وإرسال دعوات للخبراء والباحثين والأساتذة المهتمين في هذا الجانب من أطباء وتربويين وخبراء ممن لديهم بحوث ودراسات وتجارب، ناجحة من أجل إثراء المؤتمر، ويهدف هذا المؤتمر إلى التعرف على آخر المستجدات العلمية والنظرية والتطبيقية في مجال صعوبات التعلم وتطوير الخدمات التربوية والعلاجية، وبث الوعي العالمي عن صعوبات التعلم، وهذا المؤتمر يستهدف المسؤولين تربوياً وطبياً المهتمين بمجال تربية وتشخيص وتعليم ذوي صعوبات التعلم، كما يستهدف المشرفين التربويين ومعلمي طلاب برامج التربية الخاصة بالجامعات والكليات التي لديها أقسام تربية خاصة واهتمت وزارة التربية والتعليم في المملكة في مجال صعوبات التعلم منذ عام 1416ه حيث قدمت لهم الخدمات عن طريق برامج صعوبات التعلم في مدارس التعليم العام، ولا تزال هذه البرامج في نمو مستمر بفضل الدعم الكبير من ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حيث توسعت برامج التربية الخاصة في جميع ربوع الوطن الغالي، ولا ننسى دور وزارة التربية والتعليم بفضل التوجيهات السديدة من وزير التربية والتعليم معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد والمتابعة المباشرة والمستمرة من سعادة المشرف العام على الأمانة العامة للتربية الخاصة الدكتور ناصر الموسى، فحقاً خطت الأمانة العامة للتربية الخاصة خطوات رائعة ومشاهدة للعيان في مجال تربية وتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. عضو الجمعية السعودية الخيرية للتوحد - رياض الخبراء