جاء قرار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إنشاء (هيئة البيعة) ليؤكِّد مدى النظرة الثاقبة التي يتمتع بها قادة هذه البلاد والذين وهبهم الله - جلَّ وعلا - الحكمة والقدرة على تسيير الأمور واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. إن هذا القرار المتمثِّل بإنشاء هذه الهيئة وجد الأصداء الإيجابية لدى كافة الشعب السعودي؛ لأن هذا القرار هو بمثابة زيادة في الاستقرار السياسي في بلادنا مما يساعد في استمرار النهضة والرخاء الذي نعيشه. إن هذا القرار الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - لهو دليل على سعيه الحثيث نحو الإصلاح السياسي بما يخدم الوطن والمواطنين وبما يتماشى مع شريعتنا السمحة، ولعل من يتمعن ملياً بنظام الهيئة سيجد أنها تقوم على أساس الشورى في اختيار الأصلح لقيادة هذه البلاد؛ وذلك من منطلق الشورى والذي دعا إليه ديننا الحنيف لتكون القرارات دقيقة وصائبة - بإذن الله - ولتتميز بالشمولية البعيدة عن التفرّد بالرأي. ونحن كمواطنين فقد أبهجنا وأسعدنا هذا النظام الذي أصدره المليك الغالي والذي نذر نفسه لخدمة دينه وشعبة والعمل على جلب كل ما يخدم الوطن، وسعيه - رعاه الله - على القيام بما من شأنه استقرار البلاد ووضع الأنظمة الكفيلة لجلب هذا الاستقرار واستمراره. فلقد كان لهذا النظام عظيم الأثر لدى جميع أفراد المجتمع السعودي، فهو نظام أدخل الراحة في قلوب المواطنين الذين يهمهم أمر وطنهم ومستقبله، وهو قرار صائب وحكيم كان بمثابة السد المنيع أمام كل من يريد التربص ببلادنا وبث الفتنة فيها والتشكيك بمستقبل الوضع السياسي في المملكة ومدى قوته وصموده أمام كل متغيّر في هذه الحياة، ليكون قرار إنشاء هيئة البيعة تأكيداً على الاستقرار السياسي الذي تعيشه بلادنا. لقد أثبت خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - من خلال قرار إنشاء (هيئة البيعة) ومن خلال جملة قرارات اتخذها منذ توليه مقاليد حكم هذه البلاد، أنه رجل الإصلاح والتحديث، ذلك التحديث والتطوير الذي يتماشى مع تشريعات ديننا الإسلامي الحنيف ويساير متطلبات الحياة ومتغيّراتها، سلمت يا ملكنا وسلم قلبك الذي ينبض حباً لوطنك ولشعبك الذي بادلك المحبة بمثلها حتى أضحى ولاؤنا لك ولآل السعود الكرام ولاء فطرياً ينشأ عليه كل مواطن سعودي، مثمنين للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - تأسيس أمجاد هذه البلاد المباركة التي كانت شتاتاً ومرتعاً للفتن والتناحر فجمعها على كتاب الله وسنَّة رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبحت بلادنا تتبوأ مكانة عالمية مرموقة وتمثِّل ثقلاً سياسياً واقتصادياً مهماً بين دول العالم، فكان الولاء والمحبة والطاعة أقل ما يمكن أن نقدمه لهذه الأسرة الكريمة. [email protected]