لا يماري أحد فيما للدفاع المدني من أهمية لما للوطن والمواطن فيه من المصالح والمنافع، فهو سبيل تحقيق السلامة، بأمر من الله جل وعلا. فبقدر ما يُبذل من جهد صادق للدفاع المدني، من القائمين والعاملين عليه، بقدر ما يعم الخير والسلامة. فوزارة الداخلية ممثلة بالدفاع المدني، تقوم بدور كبير لا يمكن إغفاله وهو بمثابة الشيء اليسير الذي تولته حكومة خادم الحرمين الشريفين خدمةً لهذا الوطن الكبير، المملكة العربية السعودية. فمنذ عام (1343ه) وحتى صدور المرسوم الملكي رقم (م-10) وتاريخ 10-5-1406ه، ووجود ثلاث هيئات: مجلس الدفاع المدني، والمديرية العامة للدفاع المدني ولجان الدفاع المدني، وما وصل إليه من تطور وتقدم ملموس على مستوى العنصر البشري والإداري والفني، جميع ذلك يعد أمراً غير مسبوق في كثير من دول العالم، وخصوصاً الدول المتقدمة. فانضمام الدفاع المدني بالمنظمة الدولية للحماية المدنية، منذ تاريخ 26-5-1381ه، وجذب انتباه القائمين على تلك المنظمة ودول الأعضاء فيها في نجاح وتجارب الدفاع المدني، وخصوصاً في مواسم العمرة والحج ودقة الإجراءات الجديدة والمبتكرة، هي شهادة صريحة من الغير على نجاح الدفاع المدني، ويسجل للقائمين والعاملين في الدفاع المدني. الدفاع المدني دائماً في حراك مستمر. ويتحمل مسؤوليات قد لا يعرفها الكثيرون، ومنها: حماية السكان من الأخطار، وحماية الممتلكات العامة، وحماية الممتلكات الخاصة، ومكافحة الحريق وأخطاره، والحماية من أخطار الحروب والكوارث والحوادث المختلفة وإغاثة المنكوبين والإسعافات وتأمين سلامة الموصلات والاتصالات، وتأمين سير العمل في المرافق العامة، وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم وزمن الحرب والصواري. إن نجاح الدفاع المدني، لا يمكن النظر إليه فقط من زاوية كاتب هذه السطور، بل من خلال حقائق شاخصة وآراء الخبراء ومن نتاج العمل الدؤوب من الهيئات الثلاث الممثلة للدفاع المدني. الدفاع المدني له من المهام، أيضاً، الأساسية في وقت الحرب والكوارث والحوادث، ويعمل من خلال اللوائح الصادرة، بدءاً من لائحة شروط السلامة ومكافحة الحريق والإنذار بمحطات بيع وتوزيع المحروقات، ووصولاً إلى لائحة شروط السلامة، والوقاية ومكافحة الحريق بمحطات الوقود، فضلاً عن لوائح تحت الإجراء وأخرى قيد الدراسة والمناقشة. فنجاح وأهمية الدفاع المدني، أيضاً، يقاس بالمتطوعين، إذ تم تسجيل وتدريب ما يقارب من ثمانية عشر ألفاً وستمائة وواحد وستين متطوعاً (18.661)، وللمرأة دور فاعل في هذا المجال داخل المنشآت النسائية. الدفاع المدني، ولله الحمد، لديه (13) مديرية، و(75) إدارة للدفاع المدني في المدن الرئيسة والمحافظات، و(33) قسماً و(183) مركزاً، و(152) وحدة، و(5) قوات للطوارئ، وتشهد على ذلك مدن ومحافظات وقرى وهجر المملكة. إن ما تحقق للدفاع المدني لا يأتي اعتباطاً بل نتيجة التخطيط والتدريب، يدعمه مركز البحوث والدراسات، ومخرجات المؤتمرات والندوات (أكثر من 21 مؤتمراً وأكثر من 10 ندوات علمية عقدت حتى الآن)، ومن خلال مركز المعلومات والوثائق. كما يقوم الدفاع المدني بدور فاعل من خلال التعاون المشترك مع دول الخليج العربي والدولي، وكذلك المشاركة المستمرة في الأيام العالمية والإغاثة الدولية وأعمال الحج والقيام بالحملات الإعلامية التوعوية والوقائية. إن مستقبل الدفاع المدني، ولله الحمد، مشرق، بإذن الله، وخصوصاً إدراك المسؤولين بأهمية التعاون مع الجهات الحكومية، كالهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعات السعودية.. وغيرها. إن صورة الدفاع المدني واضحة، من خلال هذا العرض المختصر، وإن أعماله تعتمد على الأحكام والقواعد واللوائح والخطط والبرامج والسياسات والقرارات والواجبات والأعمال المضيئة والتدريب المستمر، ساعد على ذلك ما تم توفيره من التجهيزات والمعدات التي تفوق ما قد يوجد في كثير من دول العالم، كل ذلك للوطن وأهله، ونتاج لتوجيه مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ومتابعة دقيقة ومستمرة من الأخ الفريق سعد بن عبدالله التويجري ومساعديه وكافة أبناء الدفاع المدني من المدنيين والعسكريين والمتطوعين، ومنك عزيزي القارئ والقارئة. حمى الله بلدنا من كل مكروه، ولكم يا رجال الدفاع المدني الدعاء بالتوفيق. ونتلو معاً قول الحق تبارك وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.