تواصلت يوم أمس الأول الأربعاء السابع عشر من شهر شوال الجاري أعمال ندوة (القرآن في الدراسات الاستشراقية) التي افتتحت يوم أمس تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة في قاعة الاجتماعات بفندق ميريديان المدينة، وقد عقدت أمس أربع جلسات (الثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة)، حيث بدأت الجلسة الثالثة برئاسة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله العبود، وقرر لها الدكتور عبدالرحيم بن محمد المغذوي، وناقشت البحوث الآتية: البحث الأول: (آراء المستشرقين حول مفهوم الوحي - عرض ونقد) للدكتور إدريس بن حامد محمد، والثاني: (الوحي القرآني في الفكر اللاهوتي - دراسة تحليلية نقدية) للدكتور عبدالراضي بن محمد عبدالمحسن، والثالث: (كتاب القرآن وعالمه) للمستشرق الروسي يفيم ريزفان للدكتور إلمير بن رفائيل كولييف. مفهوم الوحي ففي بداية الجلسة، قدم البحث الأول الدكتور إدريس بن حامد محمد وكان بعنوان (آراء المستشرقين حول مفهوم الوحي - عرض ونقد)، حيث أكد في مقدمته أن من أخطر القضايا التي يتناولها المستشرقون بالبحث والدراسة، قضية الوحي إلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ونبوته، فلم تكن لدى معظمهم القناعة ولا الإيمان بهذه النبوة، ونزول الوحي عليه؛ ذلك أن في إثبات الوحي إثباتاً لها، وفي نفيه نفياً لها، لذا فإن من مسؤولية الباحث المسلم أن يجمع الأقوال المتناثرة عن (مفهوم الوحي) في مؤلفات المستشرقين الكثيرة: المؤيدة منها والمعارضة؛ ليقف كل مثقف على انطباعات المستشرقين وآرائهم حول هذا الموضوع؛ لأنه يترتب عليه ما بعده من إثبات النبوة ومصدرية القرآن، مع تأكيد أن الفكر الإسلامي لا يمكن أن يكون يوماً ما في موقف الاستجداء بحثاً عن أقوال المستشرقين، ولا طلباً لمدائحهم، كما أنه لا يمكن أن يكون في موقف الضعف والهزيمة تجاه شبهاتهم ومطاعنهم، كما عرض الباحث في هذه الدراسة مواقف المستشرقين الإيجابية، والمعتدلة، والسلبية بمنهج المتتبع للآراء، والمستنتج للحقائق، عازياً كل قول إلى قائله، وناسباً كل نقل إلى مصدره. وقد اشتملت الدراسة على مقدمة وثلاثة فصول، إذ تحدث في المقدمة عن أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وحدود الدراسة. الوحي القرآني أما البحث الثاني في هذه الجلسة، فقدمه الدكتور عبدالراضي بن محمد عبدالمحسن بعنوان (الوحي القرآني في الفكر اللاهوتي)، إذ قال مستهلاً بحثه: عندما شرع العالم الإسلامي يتلمس طريقاً للخلاص من سطوة العالم الغربي المتشرع بالنصرانية والمتسلط على مقدرات العالم الإسلامي وعلى جوانب عدة من حياته الثقافية والفكرية والعلمية منذ إسقاط الخلافة العثمانية وبدء الحقبة الاستعمارية، أخذ المسلمون في استجلاء طبيعة التسلط الغربي، ومجالاته وأدواته، وأبعاده، وأشكاله، وخطورته على الحياة الدينية والفكرية في العالم الإسلامي بوصفها القوة المحركة للنشاط الإنساني والسياج الواقي من مخاطر مسخ الهوية، وتذويب الكيان، وتدمير المناعة الذاتية اللازمة لبناء الحضارات، وتأسيس الأمم والكيانات. المستشرق الروسي بعد ذلك ناقشت الجلسة البحث الثالث الذي قدمه الدكتور إلمير رفائيل كولييف بعنوان (كتاب القرآن وعالمه للمستشرق الروسي يفيم ريزفان)، استهله قائلاً: إن أعداء الإسلام ما فتئوا يحاربون الله، ويكفرون بما أنزل في كتابه، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، وهذا من مقتضى حكمة الله في ابتلاء الناس بعضهم ببعض؛ ومقاصد أعداء الله ووسائلهم في الطعن في الإسلام متنوعة وكثيرة، ويوحدها هدف واحد، وهو تفتيت وحدة المسلمين، والنيل من عزهم ومجدهم وشرفهم الذي نالوه بفضل تمسكهم بالإسلام وكتابه الكريم، ومنذ عصور أوروبا الوسطى أخذ علماؤهم يهاجمون الإسلام؛ باعتراضات باطلة، وافتراضات كاذبة حول القرآن، والسنة، والسيرة النبوية، وعلى هذه الشبه والأباطيل والافتراءات تأسست مدرسة الاستشراق التي كان من أهم أهدافها الدعم النظري والفكري لكسب عقول المسلمين ومن ثم بلادهم، ملقياً الباحث الضوء على الأساليب والمناهج التي استخدمها المستشرق الروسي المشهور (يفيم ريزفان) Efim Rezvan للنيل من القرآن الكريم، وذلك بالحديث في البداية عن مكانة الكتاب المذكور في الاستشراق الروسي المعاصر، إلى جانب نبذة عن مؤلفه. الجلسة الرابعة كما عقدت الجلسة الرابعة للندوة وكانت برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن المحيميد، ومقررها الدكتور عوض بن أحمد الشهري، وستناقش أربعة بحوث هي: الأول (علم المكي والمدني في عيون المستشرقين) (عرض ونقد) للدكتور زيد بن عمر العيص، والثاني: (مواقف المستشرقين من جمع القرآن ورسمه وترتيبه) للدكتور أبو بكر بن الطيب كافي، والثالث: (الرؤية الاستشراقية للأحرف السبعة والقراءات القرآنية) (عرض ونقد) للدكتور رجب بن عبدالمرضي عامر، والرابع: (الدخيل من اللغات القديمة على القرآن الكريم من خلال كتابات بعض المستشرقين) للدكتور مساعد بن سليمان الطيار. المكي والمدني قدم البحث الأول في هذه الجلسة الدكتور زيد بن عمر العيص بعنوان (علم المكي والمدني في عيون المستشرقين - عرض ونقد)، أوضح في مستهلها أن هذا البحث يعنى بعلم المكي والمدني، فهو واحد من علوم قرآنية شتى سعى المستشرقون أن يتخذوا منها وسيلة للترويج لفرية كبرى، وتواصى بها عامتهم وهي إنكار الوحي والقول ببشرية القرآن الكريم. ثم بين الباحث بإيجاز مفهوم المكي والمدني، ولخصائص الأسلوب والمضمون التي ميزت كلاً منهما بغية أن توضع في نصابها وتعطي حجمها الطبيعي للحيلولة دون استغلالها من قبل المستشرقين الذين رأوا في هذه الخصائص مدخلاً ثميناً حين جعلوا كل ميزة شبهة، وقال: لقد استخدم المستشرقون في دراستهم مناهج بحث تساعدهم مثل المنهج الذاتي، والمنهج العفوي التلقائي، وأعرضوا عن مبادئ البحث العلمي وهو ما ظهر جلياً في هذا البحث، أو هذه الدراسة الموجزة. مواقف المستشرقين أما البحث الثاني في هذه الجلسة، فقدمه الدكتور أبو بكر بن الطيب بعنوان: (مواقف المستشرقين من جمع القرآن الكريم ورسمه وترتيبه)، فقال في بداية بحثه: إن هذا القرآن هو وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو كتابه الخالد الذي تكفل بحفظه في حروفه وكلماته، وسوره وآياته: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وهو كتابه المعجز في نظمه وترتيبه، ومعانيه، وأخباره، بما يدركه أهل الإيمان فيزدادون إيماناً، ويعزب عن أهل الكفر والجحود فيزدادون طغياناً: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ..} ولقد أدرك علماء المسلمين على مر الزمن سر ترتيب القرآن الكريم، وإعجازه في ذلك، وعرفوا دقة المنهج الذي سلكه الصحابة في جمع القرآن وتدوينه، بما لم يتح لكتاب غيره في الدنيا. الأحرف السبعة بعد ذلك ناقشت الجلسة الرابعة للندوة البحث الثالث للدكتور رجب عبدالمرضي عامر بعنوان: (الرؤية الاستشراقية للأحرف السبعة والقراءات القرآنية)، حيث بين أن الله تعالى قد تولى حفظ كتابه القرآن الكريم، ودعا إلى التمسك بحبله المتين وصراطه القويم، فاستجاب المؤمنون به، وشغلوا حياتهم بكتاب الله - تعبداً - وانبرى جمهور العلماء - قديماً وحديثاً - يذودون من حوله سهام الطاعنين، ويفندون شبهات الملحدين في آيات الله، وعلى طريق هذه الجهود المتواترة، يقدم هذا البحث عرضاً مجملاً للرؤية الاستشراقية حول الأحرف السبعة والقراءات القرآنية، ومدى خروج أصحابها المستشرقين عن الأصول العلمية - التي يعرضونها فقط - في دراستها بخاصة، وذلك في ضوء الحقائق عند علماء المسلمين، وموقفهم الملتزم بما تقتضيه طبيعة الدراسة، ويفرضه المنهج العلمي الصحيح، ولم يقصد الباحث إلى الاستيفاء الحاصر لكل شبهات المستشرقين، فقد نحا في بعض الجوانب نحو الإجمال، وقد فصل آخرون بما يفند الشبهات الاستشراقية، واحدة واحدة مكتفياً بالإشارة إلى بعض هذه الجهود الموفية، كما تناول الباحث في بحثه الموضوعات السبعة ونص الأحاديث، وأهم سماتها، وبقاءها، وحكمتها، وعلاقتها بالقراءات، وأركان القراءات القرآنية والإطار الإعلامي للرؤية الاستشراقية وتكلم عن مجالها ومصادرها ووسائلها، وتكلم عن مدى التزام الرؤية الاستشراقية للأحرف السبعة بالضوابط العلمية، ومدى التزام الرؤية الاستشراقية للقراءات القرآنية بالضوابط العلمية، وتكلم من جهة ثبوت القراءات القرآنية، ونقد رؤية المستشرقين ومن جهة أركان القراءات القرآنية والطعن في ركن القراءات الأول (السند)، والطعن في ركن القراءات القرآنية الثاني (رسم المصحف، ومزاعم المستشرقين حول الرسم والطعن في الركن الثالث). الدخيل من اللغات عقب ذلك ناقشت الجلسة الرابعة البحث الرابع المقدم من الدكتور مساعد بن سليمان الطيار بعنوان: (الدخيل من اللغات القديمة على القرآن الكريم من خلال كتابات بعض المستشرقين)، حيث استهل بحثه بقوله: إن الله أنزل القرآن عربياً، لا يخالف في ذلك إلا جاهل أو مجادل بالباطل، وكل من زعم في دعواه أن في القرآن خطأ من جهة لغة العرب التي نزل بها، فإن دعواه تحمل خطأها بنفسها، وتبين عن خطأ رأي صاحبها، مشيراً إلى أن من زعم وجود معانٍ غير عربية، أو زعم وجود أخطاء نحوية، فإن قوله هذا مردود. الجلسة الخامسة كما عقدت الجلسة الخامسة برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالله الزايد، وقرر لها الدكتور محمد بن يعقوب تركستاني، وناقشت أربعة بحوث: الأول (موقف المستشرقين من القرآن الكريم: دراسة في بعض دوائر المعارف الغربية) للدكتور عدنان بن محمد الوزان، والثاني (القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية) للدكتور حميد بن ناصر الحميد، والثالث: (الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم في رؤية إسلامية) للدكتور إدريس مقبول، والرابع: شعبة الاستشراق في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة طيبة (جهود وتطلعات) للدكتور مصطفى عمر حلبي. موقف المستشرقين ففي بداية الجلسة ناقشت البحث المقدم من الدكتور عدنان بن محمد الوزان بعنوان: (موقف المستشرقين من القرآن الكريم) دراسة في بعض دوائر المعارف الغربية، حيث قدم بحثاً عاماً عن القرآن الكريم ونظرة المستشرقين إليه، كما جاء في كتاباتهم السلبية التي حوتها بعض دوائر المعارف الغربية، وأبان الباحث أن بعض الكتب الاستشراقية - وهي قليلة - فيها إنصاف وموضوعية علمية حول نظرتها إلى القرآن الكريم، وأنه وحي أوحى به الله - عز وجل - إلى خاتم رسله النبي الأمي محمد بن عبدالله - عليه الصلاة والسلام - بينما كثير من كتابات المستشرقين فيها الانتقاص من القرآن الكريم والتشكيك والإنكار، وذاك منهج المعاندين الذين تحدث عنهم المولى - جل وعلا - بقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}، وذاك أيضاً غالب على المنهج الاستشراقي منذ ظهور حركة الاستشراق وحتى يومنا هذا. دائرة المعارف أما البحث الثاني في هذه الجلسة، فقد قدمه الدكتور حميد بن ناصر الحميد بعنوان: (القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية)، حيث بين أن القرآن الكريم شغل كثيراً من الناس على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم ودياناتهم، فمنهم من آمن، ومنهم من كفر، وهذه طبيعة البشر، وأما المسلمون فقد عرفوا منذ عصر نزوله شأنه ومكانته فأكبروه، وبذل علماؤهم جهودهم في دراسته وتعليمه وتفسيره وحفظه، واستمرت هذه الجهود المباركة إلى هذا العصر. وقد تناول الباحث في المبحث الأول: نبذة مختصرة عن دائرة المعارف الإسلامية - الطبعة الأولى، وفي المبحث الثاني: عن الخلفية الثقافية للصورة العامة التي رسمها المستشرقون لحقيقة القرآن الكريم، والمبحث الثالث عن: مادة (قرآن) في دائرة المعارف الإسلامية، والمبحث الرابع: القرآن الكريم كما عرفته دائرة المعارف الإسلامية، والرد على أبرز الشبهات الواردة فيها حوله. أعمال التخريب بعد ذلك ناقشت الجلسة الخامسة البحث الثالث المقدم من الدكتور إدريس مقبول بعنوان: (الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم في رؤية إسلامية)، حيث أبان أن جزءاً من صورتنا وصورة إسلامنا الحنيف في الغرب اليوم يتحملها عنصران أساسيان: الاستشراق من جهة، والإعلام الصهيوني من جهة ثانية، من هنا توحدت هذه الرؤية إزاء الشرق، وإن اختلفت بالنسبة إلى أشياء أخرى، ولم يتمكن إنتاج المستشرقين أن يخترق جدار المرآة التي يرى الشرق بوساطتها، إلا استثناء، ولذلك لم يطرأ أي تحول أساسي في منهج البحث لديهم على الرغم من تغاير الأزمات، واختلاف البلدان التي ينتسبون إليها. شعبة الاستشراق ثم ناقشت الجلسة البحث الرابع المقدم من الدكتور مصطفى عمر حلبي، بعنوان: (شعبة الاستشراق في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة طيبة (جهود وتطلعات))، حيث بين الباحث أن من يمعن النظر في تاريخ البشرية الطويل يرى أن معظم الشعوب وجل الحضارات التي عاشت في اختلاف كانت وما زالت تسعى إلى الكشف عن الحقيقة وهي إنما تضحي وتبذل في الغالب من أجل الوصول إلى الحق، وتخوض الحروب المهلكة دفاعاً عما تعتقد أنه الصحيح الذي لا عوج فيه. الجلسة السادسة كما عقدت الجلسة السادسة للندوة برئاسة معالي الدكتور منصور بن محمد النزهة، وقرر لها الدكتور عماد بن زهير حافظ، حيث تم خلال الجلسة مناقشة أربعة بحوث: الأول (أساليب المستشرقين في ترجمة معاني القرآن الكريم: دراسة أسلوبية لترجمتي سيل وآربري لمعاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية) للدكتور حسن بن سعيد غزالة، والثاني: (أهداف الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم ودوافعها) للدكتور محمد أشرف بن علي المليباري، والثالث: (الإحداثيات المبتدعة في قراءة جاك بيرك الاستشراقية للقرآن الكريم) للدكتور بو شعيب راغين، البحث الرابع دراسة نقدية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية للمستشرق ج.م. رودويل للدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الخطيب. أساليب المستشرقين ففي بداية الجلسة عرض الدكتور حسن بن سعيد غزالة بحثاً بعنوان: (أساليب المستشرقين في ترجمة معاني القرآن الكريم - دراسة أسلوبية لترجمتي سيل وآربري لمعاني القرآن الكريم، إلى الإنجليزية) ذكر في مقدمته أن كثيراً من ترجمات القرآن الكريم لمختلف لغات العالم الحية فشلت، وعلى رأسها الإنجليزية في ترجمة معانيه، لكنها تفاوتت فيما بينها في مدى اقترابها من التعبير عن المعنى المقصود بشكل عام، كما دار البحث حول مدى نجاح ترجمتين إنجليزيتين استشراقيتين شهيرتين لمعاني القرآن الكريم، الأولى لجورج سيل، والثانية لآرثر آربري، وكلاهما إنجليزي، وفشلهما في الاقتراب من أسلوب القرآن الكريم، وبالتالي من المعنى المقصود. أهداف الترجمات كما ناقشت الجلسة البحث الثاني المقدم من الدكتور محمد أشرف بن علي المليباري بعنوان: (أهداف الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم ودوافعها) حاول من خلاله بيان مدى خطورة إقدام المستشرقين على ترجمة معاني كتاب الله الكريم ودراستهم القرآن وعلومه منذ أن وضع القساوسة والرهبان أول ترجمة استشراقية بالتعاون مع بعض الأيادي اليهودية الخفية. الإحداثيات المبتدعة عقب ذلك ناقشت الجلسة البحث المقدم من الدكتور بو شعيب راغين بعنوان: (الإحداثيات المبتدعة في قراءة جاك بيرك الاستشراقية للقرآن الكريم)، إذ قال: تعد التقاليد التفسيرية التراثية السائدة في العالمين العربي والإسلامي من وجهة نظر أصحاب القراءات التجديدية عائقاً يسهم في تعطيل الفكر والذهنيات، مما يترتب عليه ظهور توترات دائمة بين تقبل هذه الدعوات الحداثية لإعادة قراءة القرآن الكريم والظواهر المرتبطة به، مثل: ظاهرة الوحي وأسباب النزول، وجمع القرآن والناسخ والمنسوخ والتناسب، وذلك تحت طائل الحق في القراءة، الشيء الذي كان وراء استمرار القراءات وتوالدها من قبيل: القراءة التعاقدية، والقراءة الاستعراضية، والقراءة الاستكشافية، والقراءة الصنافية، والقراءة الحفرية، والقراءة النقدية السجالية، فكل قارئ منتسب إلى إحدى هذه القراءات يرغب في تشييد حقيقة لممارسة الحق في مساءلة التراث الديني، وفي مقدمته النص القرآني. دراسة نقدية كما ناقشت الجلسة السادسة البحث الرابع المقدم من الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الخطيب وكان بعنوان: (دراسة نقدية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية) للمستشرق ج. م. رودويل، إذ قال الباحث في مستهله: إن هذه الدراسة تظهر جانباً من جوانب الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم، وتعد ترجمة المستشرق ج.م. رودويل لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية التي قام بها عام (1861م) من أهم ترجمات المستشرقين للقرآن الكريم في القرن التاسع عشر. وقد انتشرت ترجمته - آنذاك - في البيئة النصرانية التي كان رودويل يمثلها أحسن تمثيل؛ حيث كان مستشرقاً وقسيساً، ولما كانت هذه الترجمة متداولة كان لا بد من إيضاح قيمتها العلمية بالتفاصيل، وهذا ما يقصد إليه الباحث. وكذلك قام الباحث بإيضاح فكرة إعادة ترتيب المصحف الشريف حسب نزوله ودحض هذه الفكرة.