* تصوير - عبدالرحيم نعيم: في المرة الأولى قدّمنا الآسر (ياسر) كبدايات للاعب ينتظره مستقبل باهر والآن وعبر الجزء الثاني من الحوار نتحدث عن اللاعب الذي أسر قلوب الجماهير بفنه وإبداعه؛ فياسر اليوم نجم ساطع واسم لامع في سماء الكرة السعودية، سجَّل نفسه في قائمة الكبار والهدافين العالميين بهدف رائع في تونس بالمونديال، وكذلك فهو على المستوى المحلي لا يتوقف عند حد لأنه لم يترك شباكاً لفريق إلا وهزَّها.. وكان آخر ذلك في شباك الاتحاد وقبله الأهلي والنصر ومنافسين مختلفين، لن نطيل.. إليكم الجزء الثاني والأخير. الجزء الثاني * كيف ستستقبل خبر اعتزال سامي الجابر؟ - خبر مؤلم جداً ولا أتخيله أبداً وأتمنى لو يحتفظ بقميص سامي مجسماً داخل منطقة الجزاء. * ما رأيك بزميليك أحمد الصويلح ومحمد العنبر وكيف ترى حظوظهما مع الفريق؟ - أعتقد أنهما برزا وثبتا نفسيهما في الفريق وأتمنى أن يكون تفكيرهما وطموحهما كبيراً للعب في أوربا، وأتمنى منهما أن يحاولا البقاء مع المنتخب فلديهما كل الإمكانات لذلك. * هل تطمح للعب في أوربا؟ - نعم، ولكن هذا الأمر له وقت وبالنسبة لي المهم أن لا يتعارض ذلك مع مصلحة الهلال، فأنا نظرتي وفلسفتي تقول إن الهلال أولاً لأنه حلم وتحقق وأنا لست مستعداً للتخلي عن الهلال وهو يحتاجني فأنا لا أريد أن يحضر الهلال أجنبياً للعب في الهجوم من أجل أن أذهب لأوربا، أما إذا كانت مصلحة الهلال في انتقالي فلا مانع لدي من الانتقال. * تدربت على يد مدربين كثر، من أكثر مدرب تدين له بالفضل؟ - قد يكون الأرجنتيني باتشامي الذي دربني مع منتخب الشباب فأنا أعتقد أن له الفضل الأكبر علي، وهناك عدد من المدربين الذين أعتز بتدربي معهم واستفدت منهم مثل حمد الدوسري الذي اكتشفني وكذلك فاندرليم وكالديرون. * ما هو رأيك بمدرب الهلال بوسيرو؟ - من أول تدريب تدربت معه وأنا أقول إنه مدرب ممتاز لأن التمرين الذي تمرنت معه كان الأول من نوعه في حياتي، بالإضافة إلى أنه مدرب احترافي وذكي وقريب من اللاعبين وأتمنى له التوفيق مع الهلال إن شاء الله. * ماذا بقي لك من ذكريات في القادسية؟ - بقي لي كل شيء فلم يمر زمن طويل على انتقالي. * هل هناك كما يقال بينك وبين إدارة القادسية (وقفة نفس) بسبب الشد الذي حصل أثناء مفاوضات انتقالك للهلال وهل انتهى ذلك؟ - طبعاً النفوس صافية ونحن للتو احتفلنا بعيد الفطر المبارك وكل الأمور عال العال، ولكن أثناء المفاوضات وفي الاجتماعات كان كل صوت يعلو ولكن خارج غرفة الاجتماعات كانت الأمور على ما يرام. * أمام الاتحاد أضعت ضربة جزاء فصفق لك الجمهور وشجعك كيف كان شعورك الداخلي تجاه الجماهير؟ - أنا ما تأثرت لما أضعت ضربة الجزاء لأني كنت واثق من التسجيل وفوز الهلال لأننا كنا نملك الكرة ونهاجم بشكل قوي ولكن لما سمعت الجماهير وهي تردد (ياسر.. ياسر) ازداد الحمل علي، فعلى الرغم من أنني لم أكن جاهزاً لياقياً بنسبة 100% لأنني عائد من إصابة ولم ألعب سوى شوط أمام الاتفاق إلا أنني ركضت كثيراً في الملعب لأن الجماهير حمّستني بشكل كبير جداً وجعلتني ألعب وكما لو كنت بكامل لياقتي. * في ضربة الجزاء التي أضعتها هل صحيح أنك كنت غير مبالٍ في التنفيذ؟ - ضحك وقال لم أكن مستهزئاً كما تقول ولكن الإعلام جعل مني مستهزئاً لدرجة أنه أثَّر على الجمهور، فأنا سدَّدت ضربة الجزاء في الزاوية الأخرى التي لا أسدّد تجاهها والسبب أن لاعبي الاتحاد أخبروا الحارس بالزاوية التي أسدد عليها مما دفعني لأسدد في الزاوية الأخرى ولكن وللأمانه ففيصل المرقب كان متألقاً في التصدي لركلة الجزاء. * تسبّبت في مباراة الاتحاد بإلغاء هدف نواف التمياط هل كان الحكم محقاً في عدم احتساب الهدف؟ - إلغاء هذا الهدف ذكَّرني بإلغاء هدفي في البحرين في بطولة الخليج عندما سجَّلت على طريقة (دبل كيك) وكان تبرير الحكم لإلغاء ذلك الهدف هو أنني حرمت المدافع من الاشتراك في الكرة رغم أنني الأقرب لها وفي هدف نواف كان الهدف صحيحاً لأن الكره كانت بيني وبين نواف وأنا عندما حاولت لعب الكرة مقصية لم يكن أمامي أي مدافع، بل إن المدافع جاء من الخلف، عموماً الحكم لم يوفّق في عدم احتساب الهدف، وكذلك حرمني من ركلة جزاء ولكن أنا أهنئ خليل جلال على مستواه عموماً فهو من أفضل الحكام في آسيا رغم أخطائه التي لا تقلل مطلقاً من إمكاناته. * عندما تسجّل الأهداف تقوم بحركة باتت شهيرة عندما ترمي بيدك على طريقة روبن هود أو القنّاصة، ما هي قصة هذه الفكرة؟ - الحركة كانت عفويه جداً وذلك في مباراة السعودية والكويت في بطولة الخليج الماضية عندما سجّلت هدفاً في الكويت عملت هذه الحركة بشكل عفوي جداً وبعد ذلك شعرت بأنها حركة جميلة واستمررت عليها. * بعد أن قمت بهذه الحركة ألتصق بك لقب القنّاص وظهرت ألقاب أخرى مثل الكاسر، فما هو اللقب الذي تفضّله؟ - كل الألقاب سواء القنّاص أو الكاسر أو روبن هود أو كما أطلق علي الأستاذ صالح الورثان الذي أوجه له التحية عبر (الجزيرة) لقب الفاتك وهناك أيضاً الملك الأزرق وكلها ألقاب محببة لي لأنها تنم عن محبه جماهير الهلال لياسر القحطاني وإن كان لقب القنّاص هو الأشهر لأنه يشير إلى حركة فرحتي بالأهداف. * البعض يقول إنك تستعرض مهاراتك وفريقك لم يضمن الفوز بعد، هل أنت كذلك؟ - أنا لاعب لدي مهارات أحب أن أستغلها وليس مشكلتي أنني ألعب الكرة سواء كنت ضامناً الفوز أو خاسراً أو متعادلاً بطريقة مهارية، فهذا أسلوب لعبي وطبيعتي فأنا لا أستهتر مطلقاً، وهناك على سبيل المثال زميلي في الفريق طارق التائب الذي مرَّر لي كرة سجّلت منها هدفاً أمام الاتفاق ومرَّر الكرة في اتجاه وهو ينظر في الاتجاه الآخر وهذه مهارات طارق وليست لا مبالاة، وعلى فكرة طارق التائب سبق رونالدينهو بهذه الحركة ولكن لأنه لاعب عربي لم يشعر أحد به. * هل تؤمن بالمقولة (يا مدوّر الهيّن ترى الكايد أحلى) وهل تطبّقها في لعبك للكرة؟ - أنا مؤمن بهذه المقولة جداً ولكن في لعب الكرة والمباريات فأنا أبحث عن الأسهل للوصول للشباك والمرمى. * تبدو علاقتك بجماهير الهلال مميزة، هل للنجومية وحدها دور في هذه العلاقة؟ - أعتقد أن السبب هو أنني مهاجم وأسجّل الأهداف والمهاجمون دائماً لهم النصيب الأوفر من حب الجماهير وأنا أشفق على لاعبي الدفاع والوسط لأنهم يقومون بكل الأدوار ولكن من يضع الكرة في الشباك يحصد تعبهم. * لكن علاقتك بجماهير الهلال فيها خصوصية لك عن المهاجمين الآخرين؟ - لا أخفيك أن بيني وبين جماهير الهلال حاسة سادسة، فمن قبل انتقالي للهلال وجماهيره هي الأكثر تعاطفاً معي وبصراحة الشعور متبادل، فجماهير الهلال تحب ياسر وتغار عليه وأنا أقدرها كثيراً. * هناك من ينظر إلى أن قيمة انتقالك للهلال كانت عالية، ألا يضايقك ذلك؟ - أنا نسيت قيمة انتقالي، فالجماهير وزملائي اللاعبون والإدارة أعطوني ثقة كبيرة نسيت بعدها كل شيء، أما من ينظر لقيمة انتقالي فهذا لن يرضيه أي شيء فقد لا يرضى حتى لو سجلت 28 مليون هدف كقيمة انتقالي. * تبدو غير ميال للقاءات الصحفية، هل ذلك من معاناة أم قرار شخصي؟ - أسمع يا أحمد يبدو - والله أعلم - أن لقائي معك في (الجزيرة) راح يسبب لي مشاكل، لأن الكثيرين يطلبوني لعمل لقاءات والأمر بالنسبة لي محرج، لكن دعني أحدثك عن سياستي مع الصحافة، فالإعلام له فضل كبير علي ولكن الظهور من خلاله يجب أن يكون بحدود معيّنة لأن الظهور الدائم يضر ما ينفع وأنا لا أحب أن أكون مكرراً، ولكن إذا كان عندي موضوع فسأعمل لقاء صحفياً. * من هو أقرب اللاعبين إليك، ومن هو اللاعب الذي تتمناه في فريقك؟ - اللاعب القريب جداً لقلبي في الهلال هو محمد الشلهوب، وكذلك سامي الجابر وكل لاعبي الهلال ولكن الشلهوب قريب لي جداً، أما اللاعب الذي أتمنى أن يكون معي فأعتقد أن الهلال مليء باللاعبين الرائعين ولكن لأن الإنسان طماع فأنا أتمنى أن يكون كل لاعبي المنتخب في الهلال مع أن لاعبي الهلال مميزون. * الشلهوب صديقك وقريب منك خارج الملعب ماذا عنه داخل الملعب؟ - أقول ما شاء الله على هذا الشلهوب الموهوب بصراحة محمد في الملعب قريب من المهاجمين جداً لأنه يمرر بحرفنة رائعة وهو للحق لاعب كبير جداً وموهوب وقريب مني في الملعب أيضاً. * الكثير من الناس يقولون إن ياسر (ستايل) الهلال وأنك خُلقت لتكون لاعباً هلالياً، ما رأيك في هذا؟ - بالفعل أنا سمعت الكثير مثل هذا الكلام وقد يكون ذلك لميولي الهلالية التي سيطرت على قلبي وبالتالي جوارحي فظهرت على نفس ستايل نجوم الهلال دون أن أشعر وهذا فخر لي. * في كأس العالم سجّلت حضوراً بالتسجيل في مرمى تونس، كيف كانت أجواء المونديال وماذا يعني لك هذا الهدف؟ - قبل كأس العالم قال لي سامي الجابر بأن هدف في المونديال يسوى كل الأهداف وسمعت منه ولم أشعر بحقيقة كلامه سوى عندما سجلت في مرمى تونس، فبالفعل الهدف في المونديال له مذاق جميل جداً، فالعالم كله يصفق له بمختلف أعراقه وألوانه، باختصار كأس العالم هو بطولة ليس من الممكن وصفها لمن يشارك بها. * في الهلال حضر لكم مدير جديد للكرة هذا الموسم وهو عادل البطي، ما هو رأيك به؟ - والله شهادتي في (أبو فهد) مجروحة وأول لقاء لي معه كان بعد أن تم تعيينه مديراً للكرة في الهلال ولم التق به من قبل رغم أنني كنت معجباً بتحليله في الأوربيت فكنت متابعاً جيداً له، وهو شخص محترم جداً ويعمل باحترافية كبيرة واللاعبون يحبونه كثيراً، بل نحن نحاول أن نعطي أكثر مما نملك من أجل الأستاذ عادل، وكذلك لا أنسى أن أشيد بالإداري الآخر خالد المغيربي الذي يقوم بجهد كبير قد يكون غير واضح. * على مستوى الدوري الأوربي ما هو فريقك المفضّل؟ - فريقي المفضّل هو برشلونة في إسبانيا وتشيلسي في إنجلترا، ولكن عندما يتقابل الفريقان أشجع برشلونة. * ماذا عن لاعبك المفضّل عالمياً؟ - يعجبني كثيراً اللاعب البرتغالي في برشلونة ديكو، فهذا اللاعب لديه طريقة خاصة في لعب كرة القدم وإمكاناته كبيرة جداً. * بعد أن أصبح لك عدد كبير من المعجبين ألا يضايقك المعجبون؟ - بالعكس، أنا أبادلهم نفس الشعور ولكن أتمنى منهم أن يقدِّروا ظروفي عندما أكون مشغولاً أو لا أستطيع تنفيذ طلباتهم. * ماذا أعطتك الشهرة وماذا أخذت منك؟ - أعطتني حب الناس، وأخذت مني أشياء كثيرة؛ فقد أخذت مني البقاء مع أهلي مثل الناس، وكذلك أخذتني إلى حد ما من أصدقائي، بالإضافة إلى أن الناس باتوا يحاسبوني على كل شيء حتى على شرب القهوة، فتصرفاتي كلها أشعر بأنها مراقبة. * بالمناسبة كيف هي علاقتك بأصدقاء ما قبل لعب الكرة؟ - ما زالوا هم أصدقائي والحمد لله لم أتغيّر عليهم ولن أتغيّر بإذن الله. * انتقالك للعيش في الرياض هل يقلقك؟ - لا ولله الحمد فأنا أشعر براحة كبيرة هنا لأن الكثير من أعمامي وأخوالي موجودون في الرياض لذلك فالروابط الأسرية ما زالت موجودة. * هل تقرأ الصحف، ومن هم كتّابك المفضّلون؟ - أنا قارئ جيد للصحف من خلال موقعي على الإنترنت (موقع القنّاص) ولكن أنا أتابع التلفزيون بشكل أكبر، أما كتابي المفضَّلون فهم صالح السليمان وأحمد الرشيد ومحمد البكر وصالح الحمادي وصالح الورثان. * ماذا عن قنواتك المفضَّلة؟ - قنواتي المفضّلة هي قنوات المجد وكذلك جميع القنوات الرياضية. * هل تميل للشعر؟ - نعم، أنا أحب الشعر ولدي عدد من الشعراء الذين أتابع أشعارهم ومعجب بهم أمثال الأمير عبد الرحمن بن مساعد والسامر والشاعر الأمير تركي. * ماذا عن السياسة؟ - أنا أتابع السياسة عندما أكون مع والدي أطال الله في عمره فقط (قالها ضاحكاً). * ما هي حدود السرية لرقم هاتفك الجوال؟ - رقم هاتفي سري للغاية ولكنه مفضوح للغاية (قالها ضاحكاً) وأنا أستقبل على أرقامي المتعددة اتصالات لا تعد ولا تحصى ورسائل لا أستطيع أن ألحق على قراءتها. * كلمتك الأخيرة؟ - أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا اللقاء وأن لا أكون ضيفاً ثقيلاً على القارئ العزيز، وأتمنى ل(الجزيرة) التوفيق وأشكرك على هذا اللقاء. البطاقة الشخصية * الاسم: ياسر بن سعيد القحطاني * العمر: من مواليد مدينة الخبر ويبلغ من العمر 24 عاماً. * الحالة الاجتماعية: خاطب (متملِّك).
