صباح الجمعة 12 شوال 1427ه خرجت النساء في مدينة بيت حانون التي يشن عليها الصهاينة غيوم الخريف حصاراً وتدميراً وتقتيلاً وترويعاً.. خرجن في مظاهرة وأخرجن ستين من الشباب الذين حاصرهم الجيش الإسرائيلي في مسجد النصر واستشهدت منهن اثنتان.. وهكذا يصنعن النصر كما ينجبن المقاتلين والشهداء. في فلسطينَ بطولاتٌ.. تقيم المجد في الدنيا.. وفيها تضحياتْ ولها فوق جبين الشمس تتلى صفحات مشرقات * * * وعليها ألقٌ.. من عَبَق المهد.. وللإسراءِ فيها نفحاتْ.. * * * وبها من طهر (يحيى) أثرٌ باقٍ.. ومن نجوى خليلِ الله فيها نسماتْ.. ومن الفاروقِ.. ومن الميثاقِ.. والفتح المجلّى ومضاتْ.. * * * إنها مجد الرسالاتِ.. ولن ترضى بأن تصبح وكراً للغزاة إنها مهد النبوات ولن تقبل أن يستوطنها جيش الشتات إنها أرض القداسات التي لم يدخلوها حينما كانوا ملوكاً: وارتضوا التِّيه عليها سنواتْ * * * أترى.. ترضى بهم من بعد ما صاروا عصاباتٍ.. وأضحوا نكرات؟! * * * أترى.. تقبل أبناء الزنازين.. ونسل الغاز أن يغدو ثقات * * * إنهم تفيٌ خفي لضمير الظلم في الغرب إلى المستعمرات وهم التكفير عن بعض فصول الحرب.. بالصلح.. وبالصفح.. ووعد الأزمات.. * * * في فلسطين.. جهادٌ شامخ كالشمس عالي القسمات * * * في فلسطين رجالٌ يصنعون النصر بالموت.. وبالموت يعيدون الحياة * * * في فلسطين نساءٌ هن فوق المعجزات.. ونساء.. هن فوق الأمنيات ونساء هن فخر الأمهات.. لم ينل منهن بطشُ الظالم المحتل أو مكر الطغاة.. * * * هن بالإقدام والإيمان والعزم نساء شامخات.. ورموز للمعالي في زمان صار أهل الأرض جنداً في صفوف الإمّعات * * * في فلسطين دمار.. وخراب.. وعذاب.. ودماء نازفات.. غير أن النصر لا يأتي بنزف الحسرات.. أو نشيد شاحب اللحن.. تهاوى في متون الأغنيات إنما النصر: رجال ونساء.. في سبيل الله قاموا في ثبات