في حواره مع صحيفة الجزيرة أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمنطقة تأتي في إطار زياراته لمختلف مناطق المملكة للوقوف على ما تم إنجازه و تلمس احتياجات المواطنين . مشيراً سموه إلى أن جميع أبناء منطقة جازان ينتظرون بشوق كبير زيارة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، وقال: إن الترتيبات لهذه الزيارة الكريمة تقوم على قدم و ساق ولن تختلف بأي حال من الأحوال عن ترتيبات و استعدادات المناطق التي سبق أن زارها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من حيث الإعداد و الترتيب لاستقباله أيده الله و الاحتفال بمقدمه الكريم مشيراً إلى أن أبناء منطقة جازان يتطلعون للقاء قائدهم و مليكهم وولي أمرهم الذي أينما حل فإن الخير يحل معه و أكد سمو أمير منطقة جازان بأن خادم الحرمين الشريفين كعادته رعاه الله سيبارك عدداً من المشروعات التنموية المتعلقة بخدمة المواطن و المقيم في هذه المنطقة التي تحظى باهتمامه و رعايته كما تحظى باهتمام و رعاية سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله . و أضاف بأنه من السابق لأوانه أن نعلن عن شيء قبل زيارة الملك حفظه الله ونوه سمو أمير منطقة جازان بالنهضة التي تعيشها المنطقة في جميع مناحي الحياة مبيناً بأنها ستشهد العديد من المشروعات التنموية الهادفة إلى بناء المواطن وتحسين مستوى خدمته. خطة متكاملة لضخ التنمية في شرايين جازان ودعا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز رجال الأعمال إلى الاستثمار في المنطقة التي ستشهد في السنوات المقبلة قفزة هائلة تستهدف تنميتها في شتى المجالات من خلال استراتيجية واضحة . تقوم على استغلال الإمكانيات المتعددة لها . وأشار إلى انه سيتم التركيز على خدمات البنى التحتية في استراتيجية التنمية الجديدة و توفير جميع الخدمات ووضع آليات لاستثمار المناطق الجبلية من أجل استقطاب رؤوس الأموال وربط جميع محافظات المنطقة بشبكة طرق مزدوجة . إلى جانب القطاعات الترفيهية في دعم تنويع القاعدة الاقتصادية مع إعطاء ميناء جازان ميزة تفضيلية عن الموانئ الأخرى في إطار تشجيع القطاع الخاص . وقال سموه إن المنطقة ستشهد توسعاً في أعداد المخططات العمرانية لاستيعاب الزيادة السكانية . مؤكداً سموه وجود دراسة لإنشاء ميناء جديد و شبكة سكة حديد وتقويم مسار الطرق الدولية .مشيراً إلى أن التيار الكهربائي سيصل إلى بقية القرى و الهجر خلال 3 سنوات قادمة .. وإلى الحوار: ملامح التنمية في المنطقة * صاحب السمو/ : تولي الدولة اهتماماً ملحوظاً في منطقة جازان هذه الأيام إدراكاً لأهميتها ولما تمتاز به من ميزة نسبية في القطاعين البحري والزراعي ، فما هي أبرز ملامح التنمية في المنطقة؟ ** فرضت طبيعة جازان على جميع مشاركي ومتخذي القرار بالمنطقة في الآونة الأخيرة محاور التنمية المستدامة نظراً لإمكاناتها الطبيعية والبشرية و التي تؤهلها لتحقيق منظومة تنموية ذات معدلات ربحية عالية اقتصادياً ... ونستطيع إيجاز الملامح التنموية للمنطقة في الآتي : مجال التنمية العمرانية، مجال التنمية الزراعية , مجال البني التحتية ، مجال التنمية الصناعية , وقد تبلورت أهم ملامح التنمية العمرانية في المنطقة من خلال المخطط الإقليمي و المخططات الهيكلية التي قامت أمانة المنطقة بالإشراف عليها بمشاركة مع استثماريين وطنيين مؤهلين لتلك النوعية من الدراسات بحيث قامت أمانة المنطقة بوضع تصور لملامح التنمية باقتراح ميناء جديد وخط سكة حديد و تقديم مسار الطريق الدولي ، بالإضافة إلى توسع في إعداد المخططات العمرانية بما يكفل استيعاب الزيادة السكانية وتفعيل دور الاستثمار العقاري بالمنطقة ... أما فيما يخص مجال التنمية الزراعية فإن أمانة منطقة جازان قد اتجهت منذ فترة ليست بقليلة إلى تفعيل الاستفادة من الزراعات المحلية و المساهمة في توفير أماكن السقيا بمشاركة فرع وزارة الزراعة مع وضع عدة رؤى للاستفادة المثلى من بعض أراضي السبخات لتكون نواة لإقامة مناطق استزراع سمكي حديثة تعمل على تطوير استخدامات تلك السبخات و إقامة منظومة تبادلية تركز على عمليات التبادل التجاري السمكي و تتفاعل مع الاستخدامات السياحية المحيطة . ويحظى مجال تنمية خدمات البنى التحتية بأولويات قصوى بالتنسيق مع فرع وزارة المياه حيث بدأ إقامة خطوط صرف صحي في مدينة جازان ، بخطة ذات مراحل تنفيذية لتغطية المناطق المستهدفة من خلال خطط زمنية بالإضافة إلى قيام شركة الكهرباء والاتصالات السعودية والأمانة بإقامة لجان مشتركة لمتابعة تنسيق تلك الجهود ، وبالنسبة للطرق وخطوط النقل فتولي الأمانة لهذا القطاع أهمية خاصة حيث أعدت خططاً خمسية وعاجلة لأمانة الطرق ذات الأولوية القصوى والجسور ومشاريع درء أخطار السيول بحيث يتم استيفاء الفئات المختلفة من التجمعات والمقرات العمرانية ، أما في مجال التنمية الصناعية ، فإن النشاط الصناعي يمثل 6% من إجمالي رؤوس الأموال الصناعية بالمملكة ويوجد بالمنطقة حوالي 52 مصنعاً ، منها 28 في مدينة جازان وحدها ، ومعظم الصناعات القائمة بالمنطقة عبارة عن صناعات صغيرة ، ويوجد مصنع أسمنت واحد بالمنطقة في أحد المسارحة ، ويتركز النشاط الصناعي بالمنطقة بمدينة جازانومحافظات أبوعريش وصامطة وصبيا ، ومما سبق نرى نوعية التركيز للمصانع لأنه يعيبها صغر نطاق تأثيرها وعدم توفر رؤوس الأموال القادرة على دفع عجلة التنمية بالمنطقة . ونرى أنه من خلال تفعيل دور مشاركة اتخاذ القرار وبلورة الاهتمامات الخاصة بمتخذي القرار نجدها تتركز على كيفية أنماط التنمية المستدامة واستقطاب رؤوس الأموال لإعطاء قفزات تنموية خاصة في البنى التحتية لتدوير عجلة العرض والطلب وتحقيق طفرات النمو المنشودة من قبل ولاة الأمر وخصوصا ان منطقه جازان ذات كثافة سكانية كبيرة. الاستراتيجية العمرانية * سمو الأمير .. تبنت بعض مناطق المملكة استراتيجية للتنمية العمرانية ورسم خريطة التنسيق بين البلديات والمجمعات القروية والأجهزة الحكومية الأخرى ، فما هي ملامح الاستراتيجية العمرانية لمنطقة جازان ؟ وهل تساعد في رأي سموكم على تنفيذ خطوط التنمية المستدامة الشاملة ؟ ** من أبرز نقاط القوى في الاستراتيجية العمرانية للمنطقة هو التركيز على خدمات البنية التحتية والتي بدأ يتضح تأثيرها مع بداية خطة التنمية الثامنة ، وكذلك تخليص مساحات لعمليات التنمية العمرانية للمدن والتأكيد على أنماط المناطق المختلفة وحاجة كل منطقة إلى آليات خاصة تختلف من حيث منهجيتها وطبيعة مخرجاتها التنموية . مشاركة القطاع الخاص * سمو الأمير - الدولة تدفع بالقطاع الخاص إلى المشاركة في مشاريع التنمية وتقدم له الكثير من التسهيلات . فكيف يرى سموكم مساهمة القطاع الخاص في منطقة جازان ، مع شكوى هذا القطاع من ضعف البنى التحتية . ** في اعتقادي يجب أن تكون هناك آليات لجذب الاستثمارات واستقطاب رؤوس الأموال ومنها تطوير وتنمية الأجهزة الخدمية بمراكز النمو بما يتناسب ومستواها الوظيفي وتوجيه النمو العمراني من مدن التركيز الحضري إلى التجمعات الأقل نمواً لمنع تضخم المراكز الحضرية والضغط نحو المناطق الريفية الرئيسية الأقل كثافة ، التي تحقق أقصى اقتصاديات ممكنة في توطين الخدمات وشبكة البنية التحتية ، وكذلك دعم تنويع القاعدة الاقتصادية ومشاركة القطاعات الريفية في تدعيم القاعدة الاقتصادية عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة محلياً ، ويمكن أن نستعرض بعض الإمكانات الداعمة لعمليات تدوير عجلة العرض والطلب ، وهي على النحو التالي: * إجمالي الأراضي الزراعية تشكل حوالي 46.55 % من مساحة المنطقة . * تغطي المنطقة حوالي 13% من المساحة المحصولية بالمملكة . * يمثل إنتاج المنطقة من الدواجن حالياً 59% من إنتاج المملكة . * تغطي المنطقة 50% من إنتاج المملكة للأسماك . ونجد هنا قوة الفوائد الاقتصادية من استغلال منظومة إنتاج الأسماك ومكانتها والتأكيد على استزراع الأسماك مما يعمل على زيادة الاتجاه للتصدير الإقليمي . كما يبلغ إجمالي السياحة المتجهة إلى منطقة جازان 3 % على الرغم من امتلاك المنطقة للعديد من الإمكانات والمقومات السياحية ، وتتنوع المقومات السياحية بالمنطقة من حيث الجبال ومناطق التلال ، والسهول والمناطق الأثرية والسواحل الشاطئية، وعلى الرغم من وجود إمكانات سياحية بالمنطقة إلا أننا نتفق مع المستثمرين على ضعف البنى التحتية الشديدة ، مما يجعلنا نطمح في أن تكون شراكة بين الهيئة العليا للسياحة وهيئة الاستثمار العامة مع الأمانة وإمارة المنطقة لوضع آليات تنفيذ خطة لاستثمار الجزر في فرسان والمناطق الجبلية وتبادل السياسات وآليات تنفيذها لزيادة قدرة الاستقطاب ورؤوس الأموال . تحسين وسائل النقل وطرقه * سمو الأمير .. ما هي الخطة لتحسين وضع الطرق ووسائل النقل البرية والبحرية والجوية التي تربط المنطقة بمناطق المملكة الأخرى بصورة تجعلها قادرة على المنافسة ؟ ** تولي وزارة النقل اهتماماً كبيراً من خلال عقود الصيانة الوقائية ، وسوف يتم ربط جميع المنطقة بشبكة طرق مزدوجة حيث يجري العمل حالياً في تنفيذ ازدواج طريق جازان / أبوعريش / الشقيق الدرب بيش صبياجازان وطريق جازان الأحد صامطة الطوال، وهذا العام تم اعتماد ازدواج طريق صبيا / العيدابي دراسةً وتصميماً ، وكذلك اعتماد طريق أبوعريش / العارضة دراسةً وتصميماً، كما تم اعتماد تنفيذ ازدواج طريق الدرب / أبها ، و تمت ترسيته على أحد المقاولين, ومما سبق يلاحظ أن جميع طرق منطقة جازان تم ازدواجها تقريباً بخلاف المشاريع الجديدة للطرق المنفذة في المناطق الجبلية . كما تم تصميم الطريق السريع الساحلي من الشقيق إلى الطوال بطول 230 كلم ، وهو بخلاف الطريق الحالي المزدوج المعتمد خلال ميزانية العام الماضي ، أما بخصوص النقل البحري فيوجد هناك عدة أنشطة هي : نقل الركاب بالسفن ، نقل البضائع بين موانئ المملكة . كما تم اعتماد بناء ثلاث عبّارات لنقل الركاب بين جازان وفرسان بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 6 وتاريخ 19 / 6 / 1426 ه ، حيث تم تأمين عبارتين وصلت إحداهما وننتظر الأخرى وهناك خطة السعودية لتحسين وسائل النقل الجوي والتي تربط منطقة جازان بمدن المملكة المختلفة ، وبعد توسعة مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز تمكنت الخطوط الجوية السعودية من تشغيل الطائرات العريضة ذات السعة المقعدية العالية ، وهي تربط المدن الرئيسية برحلاتها اليومية حسب جدول منظم ليفي بطلب المسافرين والسكان والزوار وهي على النحو التالي : - الرياض - جازان ، ثمان رحلات يومياً ، وتمثل 56 رحلة أسبوعيا ذهاباً وإياباً معظمها من الطائرات العريضة . - جدة - جازان ، 58 رحلة أسبوعية أغلبها من الطائرات العريضة . - الدمام - جاران ، رحلتان في الأسبوع . كما تربط المحطات التالية : شرورة ، نجران ، الطائف ، تبوك . وصول الكهرباء * سمو الأمير - حسب المعلومات المتوفرة ، فإن الكهرباء تغطي ما يقارب 40% من قرى المنطقة ، فما هي الخطط المرسومة والموضوعة لوصول الكهرباء لكل أجزاء المنطقة ، حتى يمكن الرفع من مساهمة المواطن في مشاريع التنمية ؟ ** نسبة تغطية الشركة للكهرباء في المنطقة 95% ولدى الشركة خطة لإيصال الكهرباء لبقية القرى والهجر خلال ثلاث سنوات قادمة بمشيئة الله تعالى . الزراعة والحيازات * سمو الأمير - منطقة جازان تشتهر بالزراعة ، وهي مهنة موروثة لدى أهل المنطقة وكانت الحيازات ومساحة الأرض المملوكة تتناسب مع الوسائل والجهود القديمة ، ويرى البعض أنها لا تتناسب مع استخدام التقنية في الزراعة في الوقت الحاضر ، فكيف يرى سموكم إيجاد حل مناسب لا يحرم أصحاب الأرض من حقوقهم ولا يجعلهم عقبة في طريق الاستثمار للأراضي الخصبة - فهل يمكن مثلاً قيام شركة مساهمة يشترك فيها ملاك الأراضي بنسبة حيازاتهم مع رجال الأعمال ، ويمكنهم الاستثمار على نطاق واسع ؟ ** تشتهر منطقة جازان بزراعة الغلال مثل الذرة والدخن قديماً ، وهاهي اليوم تشهد تطوراً نوعياً ومستمراً من الحسن للأحسن نظراً لاهتمام المزارعين مؤخراً بتطوير منتجاتهم وتنويعها من محاصيل الفواكه الاستوائية المانجو والجوافة والباباي والخضار والأعلاف والحبوب ، كما أن المزارعين يعتمدون على الميكنة الزراعية والآليات ابتداءً من تجهيز الأرض والزراعة والري ، وهذا يوفر الأيادي العاملة المطلوبة ، كما يقوم المزارعون بالمنطقة بتسويق منتجاتهم إلى خارج المملكة وداخلها ، وحيث أن محاصيل الفاكهة المنتجة تسوق إلى دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول الأوروبية ، نظراً لكون الإنتاج يأتي في موسم لا يكون هناك إنتاج لهذه الفاكهة في تلك الدول ، أما بخصوص صرف الحيازات الزراعية والسؤال عن جدوى إنشاء شركة زراعية مساهمة لهؤلاء المزارعين ، فإن العمل الجماعي دائماً فيه الخير والبركة ، وأرى أن الأجدى هو الجمعية التعاونية للمزارعين ، حيث تقوم على خدمتهم جميعاً بالإضافة إلى دعم الدولة لها ، فبإمكان الجميع الحصول على قرض من البنك الزراعي ، كذلك الحصول على أرض منح من الدولة ، وكذلك على إعانة من وزارة الشؤون الاجتماعية بعد أن تبدأ قريباً عملها ، وبإمكانهم أن يحققوا أهدافاً وحل كثير من مشكلهم عن طريق الجمعية التعاونية متعددة الأغراض . 45% من إنتاج الأسماك * سمو الأمير - تشير المعلومات إلى أن منطقة جازان تنتج 45% من إنتاج الأسماك في المملكة ، لكن العاملين في هذا القطاع يشكون من نقص في وسائل التخزين ، وضعف وسائل النقل ، مما يعرّض انتاج المنطقة إلى الفساد وخاصةً في فصل الصيف ، فهل هناك خطة على مستوى المنطقة للاهتمام بهذا الموضوع ووضع حلول له ؟ ** هناك العديد من المجالات المهمة التي يمكن الاستثمار فيها في مجالات صناعة الأسماك في منطقة جازان ويمكن تلخيصها فيما يلي : - الاستزراع السمكي حيث تتميز منطقة جازان بوجود مناطق واسعة وملائمة لإقامة مشاريع للاستزراع السمكي سواءً بالنسبة للأسماك البحرية مثل أسماك العربي والسيجان والقشريات ، مثل الروبيان بأنواعه ، أو بالنسبة لأسماك المياه العذبة وشبه المالحة مثل اسماك البلطي بأنواعه المختلفة . - إنشاء مراكز تسويق متكاملة حيث إن بهذه المنطقة مشكلة التسويق ، ونظراً لأن الأسماك من المنتجات سريعة التلف خصوصاً تحت الظروف المناخية بمنطقة جازان ، فإن إنشاء مراكز تسويق متكاملة تشمل مخازن تبريد ومستودعات تجميد تحت الصفر ، مصانع ثلج ، معارض لبيع الأسماك ومصانع تغليف وتجهيز وتصدير الأسماك ، والروبيان يعتبر ذا أهمية كبيرة بتطوير مصائد هذه المنطقة . - إقامة مراسٍ وأرضية حيث يعتبر إنشاء مثل هذه التجهيزات الساحلية من الخدمات الأساسية اللازمة لنمو وتطور المصائد البحرية . - إنشاء مصنع لأعلاف الأسماك ، تستخدم فيه أسماك النفاية والأسماك التجارية الغير صالحة للاستهلاك الآدمي ، وبقايا تنظيم الأسماك ، وتُشير البيانات الإحصائية إلى توافر الأسماك اللازمة لمثل هذه الصناعة طوال العام . -إنشاء ورش لصيانة قوارب الصيد ومحركاتها وبناء حوض جاف لإصلاح وصيانة سفن وقوارب الصيد ، وتوفير قطع الغيار بأسعار مناسبة ، وبالنسبة لما أشير في الفقرة الأولى من نقص في وسائل التخزين ، وضعف وسائل النقل ، مما يعرض الإنتاج إلى التلف ، وخاصةً في فصل الصيف إضافة إلى أن مشروع الري الذي ستقوم بتنظيمه وزارة الزراعة ، ويشتمل على نظام متكامل لتداول وتحضير الأسماك وهي : * جمع الأسماك وحفظها على القارب . * سرعة نقلها إلى مخازن الفرز والتنظيف . * حفظها مبردة أو مجمدة بصورة سليمة ، علماً بأنه في الوقت الراهن ، يتم تداول ونقل الأسماك بصورة لا بأس بها - حيث بدأ الصيادون في جمع الأسماك في ثلاجات متوفر فيها الثلج بصورة جيدة ، وكذلك نقلها في سيارات بعضها مبرد وبعضها تحفظ بها الأسماك بواسطة الثلج المجروش . السياحة في المنطقة * سمو الأمير ..المنطقة تمتاز بتنوع بيئاتها الطبيعية ( سواحل - شواطئ - جزر - غابات - جبال تكسوها - الخضرة وشلالات طبيعية ) فكيف يمكن أن تتحول إلى منطقة سياحية مهمة ؟ وما هي البرامج التي ستساعد رأس المال الوطني للدخول في هذا القطاع ؟ ** تتمتع المنطقة بميزات سياحية تجعلها تتميز عن المناطق الأخرى فهي غنية بطبيعة أرضها ففي السهول أراضي زراعية تتخللها الأودية التي تجري المياه في معظمها طوال أيام السنة و بها غابات ومراع كثيفة كما يزيد من جمال المنطقة الجزر وشواطئها الرملية الذهبية بالإضافة إلى الجبال الشامخة . ولعل ابرز أنواع السياحة التي يمكن أن تتوافر في المنطقة : -السياحة الترفيهية مثل الاستجمام والراحة - السياحة الاقتصادية نظراً لكون منطقة جازان مركزاً لرجال الأعمال بالمنطقة الجنوبية و تعدد نواحي الأنشطة الإقتصادية من زراعة وصيد ووجود ميناء جازان . -السياحة الاجتماعية نظراً لوجود العيون الحارة بمنطقة جازان التي تعتبر مصدراً للشفاء من الأمراض وخاصة الأمراض الجلدية . - السياحة الرياضية مثل صيد الأسماك - التزحلق على الماء - قيادة القوارب - الدراجات البحرية - رياضة الغوص. كما إن المنطقة قامت بالعديد من البرامج التعريفية التي تشجع المستثمرين للدخول في هذا المجال من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات السياحية وتعريف المستثمرين بالفرص الاستثمارية المعتمدة من قبل أمانة المنطقة بالإضافة إلى ان المنطقة أقامت العديد من المهرجانات التسويقية للمنطقة سياحياً مثل مهرجان الحريد ومهرجان المانجو ، كما نعتقد ان وجود إدارة تنفيذية للهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع لجنة التنشيط السياحي بالإمارة و اللجنة السياحية بالغرف التجارية الصناعية بجازان سوف يساهم من زيادة المشاريع السياحية . * سمو الأمير .. وانتم ترأسون مجلس المنطقة في جازان ما هي أبرز المهام المناطة به في خدمة المنطقة و المواطن فيها ؟ ** إن من المهام التي يقوم بها مجلس المنطقة هي ما نصت عليه المادة الثالثة والعشرون والتي فيها يختص مجلس المنطقة بدراسة كل ما من شأنه رفع مستوى الخدمات في المنطقة و له على وجه الخصوص ما يلي: - تحديد احتياجات المنطقة و اقتراح إدراجها في خطة التنمية للدولة . - تحديد المشاريع النافعة حسب أولوياتها واقتراح اعتمادها من ميزانية الدولة السنوية . - دراسة المخططات التنظيمية لمدن وقرى و هجر المنطقة و متابعة تنفيذ ما يخص المنطقة من خطة التنمية والموازنة والتنسيق في ذلك , كما إن المجلس يقوم وفق المادة الرابعة و العشرين التي تنص على ان يقوم مجلس المنطقة بإقتراح أي عمل من أعمال النفع العام لمواطني المنطقة وتشجيع إسهام المواطنين في ذلك ورفعه الى وزير الداخلية. القضايا التنموية * سمو الأمير .. قياساً بمتطلبات جازان واحتياجاتها ماهي اهم القضايا التنموية و الاجتماعية التي سعى مجلس المنطقة لمعالجتها وتقديم حلول إيجابية لها ؟ ** مما لاشك فيه إن مجلس المنطقة يهتم بمناقشة كافة الأمور الخدمية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وذلك وفق ما سبق الإشارة إليه من نصوص ومواد النظام ولوائحه التنفيذية واحتياجات منطقة جازان كثيرة ولا يمكن تلبيتها وتحقيقها دفعة واحدة و إنما هنالك خطط من قبل الدولة للتنمية و تطوير المناطق وفق ما يسمى بالتنمية المستدامة ، وقد ناقش المجلس أموراً عدة لتنمية وتطوير المنطقة منها العشوائية و حجج الاستحكام و الاقتراض بالوثائق العادية في المحافظات وغيرها من الأمور وقد تم معالجة الكثير منها واتخذت لها الحلول المناسبة وعملية الاستمرار في التنمية تسير بخطى حثيثة . مجالس المناطق صاحب السمو ، مجالس المناطق تمثل حلقة الوصل بين المواطن و الجهاز التنفيذي للدولة , كيف ينظر سموكم إلى هذه المجالس في إطار النظام المؤسساتي للدولة ؟ ** مجالس المناطق هي إحدى التطبيقات التي صدرت عام 1412ه وهي من الأنظمة الحديثة لتطوير الإدارة المحلية في المملكة تشمل محورين رئيسيين يتمثل الأول في تحديد هياكل التنظيم الإداري المحلي و الآخر يعمل على توسيع قاعدة المشاركة في صناعة القرارات على المستوى الإقليمي ، وقد أنشئت مجالس المناطق لتكون عوناً للمسئولين في الجهاز الحكومي حيث تشكل قناة في استقبال وعرض آمال وهموم وطموحات المواطنين في كل منطقة وتبادل المشورة والرأي بما يحقق تلبية احتياجات المواطنين من الخدمات و التنمية من أجل بناء الحاضر وتأمين المستقبل , وتباشر مجالس المناطق مهامها وفق اختصاصاتها المخولة لها بحكم ما ورد في نصوص مواد النظام ولوائحه التنفيذية التي تؤكد جميعها على تنمية المجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية لكل منطقة بشكل خاص و المملكة بشكل عام . * سمو الأمير .. التجربة في نظام المناطق من خلال مجالسها لم تعد بالجديدة .. فمنذ ما يقرب من خمسة عشر عاماً من بدايتها الأولى .. ما هو تقييم سموكم لهذه التجربة ؟ ** إن مجالس المناطق من خلال تجربتها التي مضى عليها أكثر من أربعة عشر عاماً والتي تركزت في دراسة ما تحتاجه كل منطقة على حدة وفق إمكانياتها والفرص النسبية التي تتميز بها كل منطقة ، ودراسة كافة احتياجات المواطنين والتوصية بتنفيذها و دائماً ما تواجه تلك التوصيات بعقبات منها اتخاذ القرار المركزي من الجهة التي تتبع لها فروع الإدارات في المناطق ومن أهمها وزارة المالية .. وبالتالي فإن مجالس المناطق بحاجة إلى صلاحيات واسعة فيما يتعلق بالتخطيط لمشاريع التنمية ومتابعتها ، إضافة إلى وضع ميزانية مستقلة لكل منطقة تمكنها من تنفيذ البرامج والمشاريع التي تراها ضرورية . * سمو الأمير .. من بديهيات القول التطلع إلى مزيد من العطاء والتطوير في مجلس المنطقة .. ما هي نظرة سموكم للمستقبل في مجال الدور المنوط بمجالس المناطق ومن بينها مجلس منطقة جازان ؟ ** من خلال الفترة السابقة لتطبيق نظام مجالس المناطق وما نتج عن ذلك من المشاركة بالرأي والمقترح والتوجيه بتوفير احتياجات المواطن ولتنمية المجتمع وما صاحب ذلك من عدم تنفيذ الكثير مما تدارسته وناقشته وأوصت به مجالس المناطق وذلك بفقدان مجالس المناطق إلى الصلاحيات التي تساعدها في تنفيذ ما تراه وفق المنظور العملي والفعلي في المنطقة فإن الدور المطلوب لمجالس المناطق في المستقبل أن تعطى الصلاحيات والتخلي عن مركزية اتخاذ القرارات من الجهاز الرئيسي وإعطاء المناطق ميزانيات مستقلة وهذا سوف يمنح الإدارات المحلية في المناطق المرونة الكافية لمعالجة احتياجات المواطن من الخدمات الأساسية المختلفة وذلك لكون مجلس المنطقة الأقرب لمعرفة احتياجات مناطقهم وكيفية تلبيتها ، وهذا سيخلق التنافس الشريف بين المناطق وفي رفع مستوى الخدمات من حيث الكم والنوع وابتكار حلول جديدة في تقديم الخدمات وتطورها إضافة إلى إتاحة الفرصة لممارسة التخطيط الاقتصادي على مستوى المناطق والذي سيسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني على ضوء المعطيات الجغرافية والسكانية والفرص النسبية في كل منطقة .. وهذا يقلل من الاعتماد على الجهاز المركزي للدولة . تسويق المنطقة سياحياً * سمو الأمير ، الإمكانات السياحية التي تمتلكها منطقة جازان والتي تؤهلها لتكون منطقة سياحية على مدار العام وهي محل اتفاق الكثيرين .. لكن السؤال هو كيف يمكن تسويق المنطقة سياحياً لاستقطاب المستثمرين والسياح على حد سواء ؟ ** أنا اتفق معك .. بل الجميع يعرف أن منطقة جازان مؤهلة لتكون منطقة سياحية على مدار العام وما ينقصها إلا الاستثمار الفاعل الجاد من قبل رجال الأعمال من أبناء المنطقة وخارجها .. ولكن المستثمر لن يقدم على الاستثمار بأي مشروع إلا بعد التأكد من نجاحه وإعداد دراسات جادة له وعندما يكون المستثمر والسائح على غير علم بالمواقع والإمكانات السياحية بالمنطقة ولا يجد من يعرفه بها ويرشده إليها فإنه لن يغامر بالاستثمار في تلك المواقع لأن رأس المال كما يقال- جبان- ومن هنا فإنني أحمل الإعلاميين من أبناء المنطقة مسؤولية التعريف بمنطقتهم والدعاية لها والترويج لها ، ولا أقول أحملهم مسؤولية التقصير ولكن أكرر مسؤولية التعريف بها ، ونقل الصورة الصحيحة والحقيقية عنها وإبراز ما تزخر به من مقومات ومواقع سياحية من خلال بث مواد تحريرية وصور على شكل تحقيقات عن تلك المواقع السياحية والأثرية حتى يعلم المستثمر والمواطن العادي ببقية مناطق المملكة وبما تزخر به جازان من مقومات سياحية , ونحن بذلك قد وصلنا لجميع المواطنين بجميع فئاتهم وأنا هنا لا أصادر جهود أبنائنا الإعلاميين بالمنطقة ولكني أطمح في المزيد وهم دائماً عند حسن الظن بهم . الجزر السياحية * سمو الأمير / تنفرد جازان عن غيرها من المناطق بتوفر العشرات من الجزر .. فهل سيتم استثمار هذه الجزر سياحياً ؟ ** تتبع لمنطقة جازان أكثر من 164 جزيرة من أهمها أرخبيل جزر فرسان التي يوجد به العديد من المواقع السياحية ، وقد تم اختيارها ضمن المواقع السياحية بالمنطقة من قبل الهيئة العليا للسياحة ، وإن كانت المواقع السياحية كثيرة في فرسان فإن المواسم السياحية ليست بأقل حظاً من سابقاتها ففي فرسان العديد من مواسم الصيد والطيور والأسماك المهاجرة التي يحتفي بها أهالي جزر فرسان ومنها سمك الحريد الذي يزور الجزيرة مرة كل عام في فترة لا تتجاوز الأسبوع ، وكذلك فإن الجزيرة تشهد سنوياً وصول أنواع من الطيور المهاجرة من مختلف بقاع العالم .. ونحن نعمل جاهدين على استثمار هذه المواسم في المجال السياحي ويتم الاحتفاء بها وإقامة احتفالات وبرامج إعلامية وتعريفية بها . عيون جازان الحارة * سمو الأمير / ما مدى أهلية العيون الحارة في جازان للسياحة العلاجية وهل من مشاريع استثمارية مرتقبة فيها ؟ ** عُرفت المياه المعدنية منذ القدم كنوع من أنواع العلاج لبعض الأمراض وهي عادة ما تكون مياهاً كبريتية توجد بالقرب من الجبال البركانية الخامدة ، وقد وهب الله تعالى جازان هذه العيون التي تعد بحق معلماً سياحياً استشفائياً ، وتوجد هذه العيون في ثلاثة مواقع بالمنطقة ، الأولى على مقربة من سد وادي جازان والثانية بمحافظة بني مالك والثالثة شمال محافظة الخوبة على الطريق المؤدي إلى العارضة ، وعن مستوى نجاح السياحة الاستشفائية أعتقد أنها ناجحة .. وهناك جهود مشكورة تقوم بها شركة جازان للخدمات السياحية لتنمية هذه المواقع وتعمل على تحسين خدماتها المقدمة لمرتادي العيون الحارة والتي تهدف للوصول إلى توفير المرافق الخدمية المناسبة من شاليهات ومطاعم وكافتيريا وحمامات للمياه المعدنية الساخنة للرجال والنساء بما يتفق وخصوصية وعادات وتقاليد المجتمع السعودي . قطاع الفندقة * سمو الأمير .. كيف يرى سموكم قطاع الفندقة والخدمات السياحية بجازان ؟ وهل لمستم تجاوباً من رجال الأعمال للاستثمار بالمنطقة ؟ ** هناك العديد من الفنادق والشاليهات والشقق المفروشة بمنطقة جازان ولكنني لا أعتقد أنها تلبي الاحتياج ونأمل أن نرى رجال الأعمال وقد سعوا للاستثمار في هذا المجال , ونحن لن نتأخر في تقديم كل الدعم والمساندة وتذليل الصعوبات أمامهم ليس بمدينة جازان فقط بل في مختلف محافظات ومراكز المنطقة والمواقع السياحية بها ، وما يمكن الإشارة إليه هنا أن هناك مشروعاً سياحياً ترفيهياً تجارياً ستشهده مدينة جازان وتحديداً على الكورنيش الشمالي بجازان ونأمل أن يكون نقلة نوعية في قطاع الإيواء السياحي في المنطقة ، وأكرر تأكيدي على حاجة المنطقة للمزيد من الاستثمارات في الفنادق والشقق المفروشة و الشاليهات ، وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فإنني أرى أن رجال الأعمال في المقام الأول هم مواطنون وتهمهم رفعة المنطقة والوطن ، ولكن رجال الأعمال دائماً لا يقبلون على أي مشروع حتى يدرسونه من كافة جوانبه ، وما لمسناه نحن في جازان هو التجاوب التام والكامل من قبلهم في جميع الدعوات التي قدمت لهم سواءً لحضور الندوات أو اللقاءات الاقتصادية والاستثمارية بالمنطقة أو المشاركة الفاعلة في المشاريع المنفذة بجازان والتي تحتاج لمشاركة ملموسة من قبل المستثمرين خاصة في المشروعات التي تحتاج لمبالغ كبيرة , ونقدر لهم ما يقومون به ونعدهم بتقديم كل ما يعينهم ويذلل لهم الصعوبات التي تعترض تنفيذ مشروعاتهم. طموحات وآمال * سمو الأمير في ختام هذا اللقاء .. هلا حدثتمونا عن طموحاتكم وآمالكم وتطلعاتكم من المشاريع التي تلبي احتياجات الأهالي في منطقة جازان ؟ ** لعل من المطالب الحقيقية والملحة للمنطقة توفير التعليم العالي فالآلاف من الطلاب والطالبات الذين يتخرجون سنوياً من المدارس الثانوية بالمنطقة يتطلعون ونتطلع معهم لاستكمال تعليمهم الجامعي بالقرب من أهاليهم وذويهم . وقد حظيت المنطقة ولله الحمد بهذا المطلب من ولاة الأمر يحفظهم الله حيث صدرت الموافقة السامية الكريمة بإنشاء جامعة جازان كرافد من روافد التعليم العالي وهي نواة للتعليم العالي بالمنطقة وما نطمح إليه في المجال الصحي قد تحقق ولله الحمد فقد حظيت المنطقة بإنشاء مدينة طبية متكاملة تلبي احتياجات أهالي المنطقة في المجال الصحي .. والمنطقة مقبلة على طفرة تنموية في جميع المجالات .