هذه القصة رواها فهد بن فردوس العجمي ووثقها الأستاذ إبراهيم اليوسف في كتابه (قصة وأبيات).. وهي تدور حول اكرام الضيف واغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج.. ففي احدى السنين كان هناك ركب من قبيلة زعب مرتحلين وفي أثناء سيرهم نفد ما معهم من طعام وماء وقد قاموا بحزم بطونهم من الجوع ومشوا حتى قيل انه كاد يدركهم الهلاك إلا ان الله انقذهم وكتب لهم حياة جديدة.. وأول ما ظهر أمامهم بيت رجل من قبيلة العجمان يدعى مقيت بن صليفيح فحثوا ركايبهم حتى اناخوا عند بيته واذا ركائبهم تتساقط من شدة العطش والجوع وهم كذلك تساقطوا ما بين جوع وظمأ.. ولما رأى صاحب البيت حالهم استقبلهم بالترحيب ثم اشعل النار وعمل لهم القهوة وقدم لهم صحنا مملوءا بالتمر والسمن ولما جهزت القهوة و(تقهوا) وارتاحوا اذا بعشائهم جاهز وفي اليوم التالي قدم لهم الغداء وما يلزمه.. وعند ذلك استأذنوا من مضيفهم وتوادعوا بعد ان اكرمهم غاية الإكرام وقد زوّدهم بالزاد والماء.. وكان من ضمن هؤلاء الشاعر دواس رمضان وقد جسّد هذا الموقف النبيل بالأبيات الآتية: يا ركب ياللي من ديار الخطر هيت شيلوا على ونياتكم والفلاحي ماظنتي تقلونها ظيفة امقيت لو كان تاتون العرب من جناحي سليماني فجالهن غرة البيت ايضا وطبقها كثير الصماحي ربعه اليا جات البرايز عناتيت الى زبنهم من عناه استراحي الكل منهم بالوفاء شايع الصيت كرمان فرسانٍ نهار الصياحي عجمان ياما طوعوا كل عفريت وعدوهم من همهم ما استراحي وهكذا الشعر يخلّد الفعل الجميل وتتداوله الاجيال ويبقى رصياد لكاسبه يذكر به. وإلى اللقاء مع سالفة أخرى.. ولكم تحياتي.