تكتمل اليوم فرق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بالعودة إلى تدريباتها بعد أن توقّفت خلال اليومين الماضيين بمناسبة عيد الفطر المبارك. ورغم اختلاف أحوال وظروف هذه الفرق إلاّ أنّ (الأربعة الكبار) ما زالوا يفرضون أحوالهم على الساحة .. وسنحاول خلال السطور القادمة التعرُّف على واقع هذه الفرق (الهلال، النصر، الأهلي، الاتحاد) واستشراف مستقبلها القريب بعد استئناف الدوري. (النصر) حاصرت المشاكل فريق النصر قبل انطلاقة الموسم الكروي ومنذ إقامة الفريق معسكراً في برشلونة الذي وصفه يوسف خميس (المدرب الثاني للفريق) بأنّه أحد أسباب تعثر الفريق حتى الآن لسوء تنظيمه وإعداده وسوء تنفيذه بقيادة المدرب السابق آرثر جورج الذي لم يصمد مع الفريق النصراوي بعد معسكر برشلونة سوى مباراة واحدة أمام الفيصلي كانت كافية لأن تقتلع المدرب من موقعه، وتدخل الفريق النصراوي في نفق مظلم وطويل ما زال يعاني منه حتى الآن، ودفع النصر ثمناً له تنسيق نصف عدد عناصره (ستة لاعبين) وإقالة المدربين آرثر جورج ومن ثم يوسف خميس، قبل الاستقرار أخيراً على الأرجنتيني هايبكر الذي يبدو مصيره مع الفريق غامضاً حتى الآن، ومرتبطاً بنتائج الفريق القادمة غير الموثوقة. وقد حاولت الإدارة النصراوية معالجة وضع الفريق والتجاوز به نحو طريق سهل وانسيابي لتحقيق الانتصارات، ولكن كل تلك المحاولات لم يكتب لها النجاح، وتبقّت في يدي الإدارة والمدرب الحالي ورقة واحدة متمثلة في اللاعب البرازيلي دي نيلسون الذي سيشارك في مباراة النصر القادمة أمام الطائي والذي طال انتظار جمهور النصر لإطلالته، وقد تحمل كثيراً من الصدمات والانكسارات على أمل ظهور دي نيلسون الذي زاد الحمل عليه وأصبحت مسؤولية إخراج النصر من أزمته الحالية ملقاة على عاتقه - بعون الله - مما سيجعل الضغوط عليه تزداد، ولن يقبل الجمهور النصراوي أي إخفاق أو خسارة بوجود دي نيلسون لأنّ ذلك كفيل بإعادة الفريق إلى المربع الأول، حيث كارثة الفيصلي والخسارة الرباعية المؤلمة. (الهلال) رغم الاستقرار الإداري والعناصري إلاّ أنّ الفريق الأزرق ما زال يعاني فنياً بشكل واضح وهي معاناة مستمرة معه منذ الموسم الماضي ومنذ أن ترك المدرب باكيتا مهام الإشراف الفني على الفريق وتوجُّهه نحو المنتخب الوطني، حيث ما زال بيسيرو غير مقنع للهلاليين .. فمستوى الفريق ونتائجه لا ترقى أبداً للطموحات وعليها الكثير من الملاحظات رغم أنّ المدرب أخذ فرصته الكافية لوضع بصمة فنية واضحة على الفريق ابتدأت منذ معسكر الفريق في تونس الذي لم يستفد منه الفريق شيئاً،حيث خرج الفريق مبكراً من بطولة مجلس التعاون كما كانت نتائجه في الدوري ضعيفة جداً، ومما زاد في تعجُّب الهلاليين من (بيسيرو) أنّه يطلب مزيداً من الوقت ريثما تكتمل جاهزية اللاعبين الدوليين .. وهو عذر غير مقبول كون الفريق يملك عناصر مميزة غير دولية ولكنها لم توظف بالشكل الأمثل. ويؤكد كثير من الهلاليين أنّ مدرب فريقهم ينتظر اكتمال مشاركة اللاعبين الدوليين لينقذوه من الورطة التي يعيشها التي جعلت عقده مع النادي في مهب الريح. (الأهلي) بعد أزمة الثنائي ميودراج وداركو التي صنعها المدرب نيبوشا يبدو أن الفريق الأهلاوي بات يسير في اتجاه صحيح ومطمئن لجماهيره، ولا أدل على ذلك من نتائجه الإيجابية في الدوري المحلي وكذلك النتائج الرائعة في دوري أبطال العرب التي توِّجت بتأهُّل الفريق إلى دور ال(16) في البطولة. ويتفاءل الجمهور الأهلاوي كثيراً بالمرحلة القادمة التي يؤكدون أنّ فريقهم سيكون خلالها صاحب الصولة وفارس الجولة. (الاتحاد) كان الفريق الاتحادي آخر الفرق التي توقّف ركضها قبل العيد السعيد حيث كان الفريق مرتبطاً بمشاركات حتى آخر يوم من شهر رمضان المبارك. وكم كانت النهاية سعيدة ورائعة للاتحاد بذلك الانتصار الثمين الذي حققه العميد على أرض خريبكة المغربية عندما تحدى الصعوبات والعراقيل والظروف القاهرة وتجاوزها بانتصار كبير نقله إلى دور ال(16) في دوري أبطال العرب. ويعيش الفريق الاتحادي مرحلة تصاعد فني بقيادة مدربه القدير وحيد خليلوفتش الذي استطاع الإمساك بزمام الفريق فنياً في أصعب المراحل والسير به إلى بر الأمان فالفريق الاتحادي افتقد في آخر مبارياته لحارس مرماه الدولي الكبير مبروك زايد وافتقد لقلبه النابض ومحركه القوي محمد نور وهدافه المخضرم والكبير حمزة إدريس، ولكنه استطاع التغلب على كل ذلك وتحقيق الفوز مما يؤكد أن الفريق الاتحادي يعيش حالة فنية جيدة .. مؤكداً أنّه تجاوز كبوة الخروج الآسيوي وستكون المرحلة القادمة للفريق محلياً وعربياً مثمرة جداً وستكون جماهير العميد موعودة بمزيد من الانتصارات والنجاحات وذلك ما تؤكده المؤشرات الفنية للفريق.