إن مادة الكولاجين Collagen هدف للعديد من العلاجات الجلدية الموضعية سواء كانت على هيئة كريمات أو على هيئة الضوء مثل الليزر. ومادة الكولاجين هي إحدى المواد المهمة في الجلد والمسؤولة عن شد البشرة. إن تكسّر مادة الكولاجين بسبب التعرض المديد لأشعة الشمس أو عامل التقدم في السن هو الذي يؤدي إلى ظهور التجاعيد، لذلك كانت هذه المادة هدفاً لتحسين مظهر البشرة، وإن كانت هي ليست الهدف الوحيد. هناك عدة أنواع من العلاجات تؤثر على الخلية التي تفرز مادة الكولاجين (Fibroblast) بصورة إيجابية. أ?) كريمات موضعية ومن أهمها كريم فيتامين (Vit A) وله تأثير فعّال على مدى بعيد لاستثارة خلية ال(Fibroblast) لإفراز مادة الكولاجين الذي يتسبب في شد البشرة، إلا أن فعالية هذه الكريمات عادة ما تكون ضعيفة ومؤقتة. ب?) التقشير الكيميائي العميق: وهناك عدة مواد كيميائية تستخدم لهذا الغرض من أشهرها مادة TCA) Trichloracetic acid) ولها تأثير ضعيف في شد البشرة وزيادة مادة الكولاجين في الجلد وقد يكون تأثيرها أقوى من فيتامين (أ). ج) الليزر: وهناك عدة أنواع من الليزر: 1- ليزر التقشير ablative laser: والطريقة القديمة هي استخدام ليزر Co2 أو Erbium، وهذان الليزران يتم تقشير الوجه كاملاً بهما. ويتسبب هذا التقشير بإزالة كاملة للطبقة السطحية من الجلد وجزءاً من طبقة الأدمة وينتج عن ذلك بعض النزف الدموي الخفيف الذي يستمر لمدة أسبوع أو أكثر ومن ثم يحدث الالتئام خلال أسبوعين. وينتج عن ذلك احمرار شديد في البشرة قد يستمر لعدة أشهر، يشعر المريض بعد هذا الإجراء بشد في البشرة وقد ينتج عن ذلك تصبغات غير مرغوب بها أو حدوث ندبات شبه دائمة أو التهابات فيروسية أو بكتيرية، لذلك يفضّل أن يعطى المريض المضادات الفيروسية والبكتيرية قبل وخلال وبعد عمل الليزر وعادة ما تكون نسبة التحسن 30%. 2- ليزر الشد بدون تقشير: Non ablative وقد ظهرت أنواع كثيرة جداً من الليزرات. لهذا النوع الذي لا يتسبب في حدوث جروح للطبقة السطحية من الجلد وهو يخترق الجلد إلى خلية Fibroblast ويتسبب في تحسين الجلد وإفراد مادة جيدة من الكولاجين. ولا يحتاج المريض إلى أخذ إجازة عن العمل لأنه لا يحدث جروحاً ولا يحتاج إلى إعطاء أي مضادات فيروسية أو بكتيرية، وقد اشتهر هذا النوع من الليزر قبل خمس سنوات إلا أن نتائج هذا النوع من الليزر عادة غير مرضية لأن نسبة التحسن ضعيفة جداً ولا يراها المريض مرضية، لذلك قلّ كثيراً استخدام هذا النوع من الليزرات. 3- الثيرماج Thermage: وهي تقنية نسبياً حديثة، والذي يحدث هو عبارة عن تسخين طبقات الجلد العليا وبخاصة مادة الكولاجين بوساطة أشعة Radiofrequency (التردد الإشعاعي السعوي) وهي مؤلمة جداً وعبارة عن جلسة واحدة تتسبب باحمرار بسيط بعد الجلسة، ويتم معاينة النتائج بعد أشهر وهي شد في البشرة. ورغم أن الحديث عن هذا الجهاز كان فيه من المبالغات الطبية الفائقة التي أضرت بسمعة هذا الجهاز حيث إنه في أوائل استخدامات هذا الجهاز كان يسمى جهاز شد الوجه بدون جراحة، من شدة المبالغة في نتائجه الممتازة، إلا أن الدراسات الحديثة أوضحت أنه عندما يعمل عينة أو خزعة من الجلد فإنها توضح أن هناك كمية كبيرة وجيدة من الكولاجين الصحي الجيد قد ظهرت ولكن حينما تقارن صور المرضى الخارجية قبل وبعد هذا الجهاز تكاد لا ترى فرقاً واضحاً لكثير من المرضى، مما جعل الحديث عن هذا الجهاز مؤخراً يكون أقل مبالغة. وميزة هذا النوع من العلاج أن المريض يحتاج إلى جلسة واحدة فقط وأنه لا يستوجب فترة نقاهة بعدها. والكلام العدل في هذا الجهاز هو أنه فعال لبعض المرضى ونسبة فعاليته أحياناً تكون ممتازة، وهذا نادر، وأحياناً تكون مقبولة، وغالباً ما تكون غير مرضية؛ وسبب عدم الرضا وهو المبالغة من قبل بعض الأطباء بنتائج هذا الجهاز. لذلك أنصح كثيراً من الأطباء بعدم المبالغة لكي لا يصدم المريض بنتائج غير مرضية ويكون فيه ضرر لسمعة هذا الجهاز. والمشكلة الحقيقية مع كثير من المرضى هو أنه في البشرة السمراء قد يحتاج الطبيب إلى التقليل من الجرعة مما يجعل نسبة النجاح أقل. وليس ت هناك أضرار طبية من هذا الجهاز لأنه آمن نسبياً ونادراً ما يسبب تصبغات بنية في الجلد. 4- ليزر الفراكسل Fraxel: وهناك أربعة أنواع من هذا الليزر، وهو يعتبر آخر صيحة في الليزر وفكرته بسيطة جداً، هو عمل أو إحداث نقط حرارية ليزرية صغيرة في الجلد ذات عمق معين تتسبب في آثاره وتكوين كولاجين جديد يشد البشرة دون حدوث جروح في الجلد، فقط احمرار قد يدوم أياماً. ويحتاج المريض أربع جلسات بين كل جلسة والأخرى شهر. ورغم أن الحديث عن هذا النوع من الليزر الآن كثير جداً ولكن ننصح بعدمالاندفاع الكبير والمبالغة بالنتائج لأن نسبة نجاحه محدودة وليست لكل الحالات، وهو يفيد في شد البشرة والكلف وندبات حب الشباب. نصيحتي العامة هي ألا يستعجل المريض باستخدام الليزر وأن يتجنب الإصغاء إلى كثير من الدعايات الطبية التي أصبح ينقصها الأمانة العلمية، حيث إن الطب التجاري وللأسف يزداد، وألا ينخدع بصور قبل وبعد لأنها قد تكون أفضل صورة عملها الطبيب فلا تشكل الأغلبية بل النادر من المرضى. وأتمنى من زملائي الأطباء تحري الصدق وإعطاء المعلومات الكاملة للمرضى قبل عمل الليزر. *استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر