لا حق لنا في الاكتتاب..!! أو في فتح الحساب..!! حركة المرأة آخذة في النشاط في عالم المال والاقتصاد... بحكم أن حجم السيولة التي تمتلكها مرتفعة جداً... ولأنها صادقة في تعاملاتها التجارية، والاستثمارية.. وفيّة في وعودها أكثر من الرجل... ولأنها كذلك سطع ضوءها.. وعلا صوتها.. وعم نشاطها الأرجاء فاستحقت أن تمنح مساحة وعدة صفحات في صحفنا. ولأن حركة تداول الأسهم والاكتتاب نشطة اعترضن على تحديد فترة واحدة للتداول وأنه لا يخدم المستثمرات العاملات...!! وطالما أن مدار الجدال أسهم فإني امتد به إلى قضية مهمة جداً عانت أو تعاني منها ثلة من نساء المملكة ألا وهي: - عدم أحقية الأم في الاكتتاب بأسماء أبنائها ما لم تحصل على وكالة شرعية من الزوج/ الأب يُسمح لها، فيها بالاكتتاب. - ليس من حق الأم فتح حساب في البنوك بأسماء أبنائها (أيضاً)..!! ولأن القضية شائكة رأيت ضرورة الوقوف على جوانبها.. وعلى دواعي ودوافع المنع!! لم تعد المرأة تلك الفقيرة، المغلوب على أمرها، والمعتمدة على (هللات) يجود بها زوجها عليها نفقة.. أو مصروفاً شهرياً لها وللأبناء..!! تعليمها.. وعيها.. إدراكها.. انتماؤها إلى عائلة اقتصادية.. سيولة المال بين يديها.. جميعاً وغيرها كانت لها دافعا لمنافسة الرجل في عالم المال والاقتصاد.. والوقوف وإياه في ذات المركب بعد أن نالت مقعداً تستحقه في عضوية (الغرف التجارية) أو بعض منها. وحصة أو بضع حصص من أسهم الشركات والمؤسسات.. وحصلت على مرتبة العضو المؤسس في بعضها.. وحينما تنوي تأمين مستقبل أبنائها بفتح حساب لهم في البنك تصدم بالرفض.. وبأنه لا حق له في فتح الحساب وإن كانت مقتدرة مادياً!! وإذا أرادت أن تواكب حركة الاكتتاب في الأسهم النشطة حالياً وتكتتب بجانب اسمها بأسماء أبنائها وتجيره لهم مستقبلا ترتطم - أيضاً - بأنه لا حق لك في الاكتتاب لهم..!! الأب يود مضاعفة السيولة التي يمتلكها بهم.. والأم تود تأمين مستقبلهم باكتتاب يستفيدون منه على المدى البعيد.. - لماذا كان لها سابقاً حق فتح حساب لهم بأسمائهم والآن سحب منها هذا الحق وألغي في عشية وضحاها.. والبنوك لا تقدم مبررات مقنعة..!! - لماذا اضطررت على سلك طرق ملتوية قد لا تكون في صالح علاقة الأبناء ببعضهم مستقبلاً.. كأن تفتح لهم باسمها حساباً تحفظ فيه مالهم، وما جادت به عليهم من مالها.. ودرءاً لمشاكل مستقبلية تلجأ إلى تسجيل - في مفكرة خاصة - اسم كل ابن لها ومقدار ما له من مال في الحساب المسجل باسمها.!! ليس لها - (وهي الأم) بالمفهوم العام والدور الرياضي والمؤسس لأبنائها - فتح حساب لهم إلا بتوكيل شرعي من الأب.. القرار البند الذي لم يراعِ أن الأم قد تكون منفصلة عن الأب (طلاقاً أو خلعاً) ولجوء الأب إلى تضييق الخناق عليها بعدم منحها الوكالة..!! ولو أعطيت لها هل لن تجيز للزوج إمكانية التصرف في الحساب المودع لهم باسمها..!!؟؟ - توالي طرح أسهم الاكتتاب في السوق حرّض الزوج على جبر زوجته على التفريخ/ الإنجاب سنوياً.. وعلى الزواج بالنساء مثنى وثلاث ورباع.. وإن لم يكن مقتدراً مادياً.. وغير قادر على العدل بينهن، وهو الجائر في حق الأولى أصلاً..!! - قد يقال إن إسقاط حق الزوجة في الاكتتاب.. وفتح حساب.. خشية التضارب بإتيان ذلك من الوالدين في وقتٍ واحد.. وأن الولاية حق شرعي للزوج.. وهنا أأجل التطرق للولاية التي كثيراً ما يحملها قاصر.. سفيه.. متخبط.. وأناني.. لذا لِم لا نقطع الاحتمال الذي هو وجه من أوجه الشك..نقطعه باليقين..!! فالأب ربما غير راغب في الاكتتاب.. وربما إمكاناته المادية لا تسمح.. وقد يكون غير راغب ويعاند في منح الوكالة فيضيّع على أبنائه فرصتهم من الأسهم.. والأنظمة عندما تسن لا بد أن تراعي نقاطاً مهمة: - إمكانات الأم المادية. - هدفها الرفيع والحاني في تأمين وبناء مستقبل الأبناء منذ نعومة أظفارهم بحساب نودع فيه مبلغاً مالياً شهرياً أو كلما أمكنها ذلك.. وفي اكتتاب يستفاد منه على المدى البعيد. - هدف الأب الأناني في إثراء أرصدته في البنوك بما تحقق له من أسهم باسمه واسم أبنائه. نحن نبني للمستقبل، وليس للماضي.. أو حاضر في طريق الماضي يسير..!! نُدرك الإرث ومشاكله.. وعداوة الأبناء الواقعة بسببه.. فعندما يشب الابن أو البنت وحساب لهم في البنك ومحفظة تضم عدة أسهم ينشئون على عقلية اقتصادية ليكملوا مشوار الأب إن كان واعياً وليس أنانياً.. أو مشوار أم تفطر قلبها لأجل أبنائها ويكملوا الطريق عنها باكتتاب أو إيداع واستثمار بحيث لا يُعطى الابن مفتاح حسابه ومحفظته إلا وقد أسس على الفكر الاقتصادي.. وأن الأمة والوطن ينهض بفكر اقتصادي يبني.. ويرمم ما انهدم.نشوء الابن وأب يكتتب باسمه ثم يبيع بمجرد ارتفاع ثمن السهم وضم الثمن إلى رصيده!! يولّد لديه عقدة الكره لجشع أبيه.. باستثناء آباء هدفهم النماء المستقبلي، والبناء لصالح أبناء سيرثونهم من بعدهم. ويهم الآباء أن يرث الأبناء ما يستحق.. وليس ذلك فقط.. بل ان يكملوا مشوار النماء والبناء.بأن يدمجوا أبناءهم معهم إذا كبروا في مشروعاتهم الاقتصادية، ويقفوا بهم على أرض البدء والجهد والنجاح والكسب ثم النماء والبناء والامتداد. وعندما لا يكون الآباء كذلك..!! لماذا ليس للأمهات أن يكتتبن، أو يفتتحن حساباً لأبنائهن في البنوك..!!!؟؟ ص.ب 10919 - الدمام 31443