إن القيم الإنسانية في كل حضارات الدنيا تجعل الوفاء واحداً من أبرز شيمها كما أنه يعتبر كما يقول المعري مقياساً دقيقاً على أخلاق المرء ومكانته، والذين عرفوا صاحب السمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن يدفعهم للوفاء لهذا النبيل لما علموا من حنكته وتواضعه وحلمه، ونهجه في كسب القلوب والعقول بالحكمة واحترام الإنسان والمحافظة على حقوقه أيًا كان. إن رحيله كان فاجعة عظيمة على الجميع، فالكل يعرفه ويحبه ويجلّه، والأحاديث والقصص في بذله وكرمه وشفاعته وحبه للخير كثيرة.. فهو دائم التواصل مع ولاة الأمر ومن الحريصين على صحبة العلماء إضافة إلى عطفه واحترامه للعامة كباراً وصغاراً. إن لسمو الأمير سعد مواقف مشهودة وذكريات طيبة لا تنسى، لا سيما في مثل هذه الأيام الفضيلة والليالي المباركة من شهر رمضان الكريم.. فقد كان رحمه الله كريماً يستقبل زائريه ويرحب بضيوفه، وما من مناسبة إلا ويدعو إليها، كما كان يعاود المرضى ويزورهم ويساعد المحتاجين ويلقى القادمين إليه بوجه طلق بشوش.. فنعم الرجل بهذه الصفات الحميدة من مثل أبي خالد رحمه الله. فامضِ أيها الأمير الجليل إلى مثواك الأخير.. ترافقك وتحفك دعوات المحبين المخلصين الذين أغنيتهم بالحب والصدق.. ومنزلتك - إن شاء الله - في عليين مع الأبرار والشهداء والصديقين. ولم يبقَ لنا من عزاء بعد الله سوى الدعاء لك بالمغفرة وأن يلبسك من فضله الحلل.. ويسكنك برحمته الظلل وأن يجعل بمنه وكرمه مثواك (جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين).. وإلى أنجاله وكريماته وآل بيته الكرام وكل أفراد مجتمعنا الطيب.. نعزي بهذا الفقد الجسيم.. ونسأل الله جلّت قدرته أن يلهم الجميع الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون).