ما يتعرض إليه المسلم في حياته الرمضانية اليومية هو الامتناع عن الأكل والشرب ومن الشهوات الأخرى، لكن هل هناك من تأثيرات إيجابية على الصائم وما دور ذلك على عدد من وقعوا في الإدمان شفاهم الله؟.. وما دور الصيام في العلاج؟.. كل ذلك عرفناه في حوارنا مع استشاري الصحة النفسية في مركز التأهيل النفسي بالقصيم الدكتور زكي خريبة. في البداية نهنئ مركز التأهيل النفسي وإدارته والمرضى والفريق العلاجي والعاملين بشهر الخير ونهنئكم شخصياً دكتور زكي ونأمل منكم دكتور زكي التعرف على آثار الصيام الإيجابية على الصحة العامة للفرد وعلى الصحة النفسية خاصة؟ - شكراً لكم على التهنئة وأعاده الله على الأمة الإسلامية عامة بالخير وعلى الشعب السعودي خاصة.. ولا بد أن يعرف الجميع أن شهر رمضان يجعل المسلمين يعيشون في مناخ روحاني متميز عن باقي الأشهر، ولعل الصيام تمتد آثاره لتشمل كل نواحي الحياة لدى المسلمين، والحقيقة للصيام آثار إيجابية نلاحظها ونرصدها من وجهة النظر النفسية هي الامتناع عن الأكل والشهوات خلال النهار وما يحصل في هذا الشهر من تنظيم للحياه اليومية من حيث العبادة والعمل في فترات محدودة وتخصيص الإفطار الجماعي مع الأهل، وهذه المشاركة هي في ذاتها لها الأثر النفسي الرائع، كذلك ما للصيام والتقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم من وقاية تقي الصائم من الوقوع في اضطرابات نفسية ومشكلات أخرى يكون فيها الفرد بحالة يسودها الطمأنينة والاستقرار والاتزان النفسي. * دكتور زكي بالنسبة للمريض النفسي ومن ابتلوا ووقعوا في براثن الإدمان هل للصوم من آثار إيجابية على صحتهم النفسية وتحسن أحوالهم؟ - بالطبع نعم فالصوم له آثار إيجابية على الفئتين وأقصد المرضى النفسيين ومدمني المخدرات، فالصوم يقوي الإرادة لدى كل منهم والتي تعتبر نقطة ضعف لديهم ولما في ذلك التقرب إلى الله في أجواء ربانية كبيرة ويعطي الأمل في الثواب ويساعد على التخلص من المشاعر السلبية المصاحبة للمريض النفسي أو المدمن كما أن الصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى خلال نهار رمضان يسهم في مضاعفة قدرة المريض النفسي على التحمل مما يقوى مواجهته ومقاومة الأعراض المرضية وكذلك مدمن المخدرات، فالصوم يقوي إرادته وقدرته على مواجهة الإلحاح والرغبة والاشتياق للمادة المخدرة وهو ما تمت ملاحظته على المرضى المنومين لدينا للتخلص والعلاج من الإدمان فجميعهم يصوم رمضان ولله الحمد وهناك تحسن ملحوظ وخاصة من اللذين يعانون من التوتر والقلق نتيجة التوقف عن التعاطي (فالصوم وذكر الله وقراءة القرآن كانت سبيلاً لراحتهم النفسيه). * هل هناك علاقة لدى الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة (أصحاء نفسياً) والوازع الديني؟ - بالطبع نعم ولا شك في ذلك حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة ولديهم وازع ديني قوي ويلتزمون بأداء العبادات وروح الدين في تعاملهم أقل إصابة بالاضطرابات النفسية ويكون أكثر استجابة للعلاج عند إصابتهم لا قدر الله بأي مرض نفسي والسبب يكمن في أن الشعور بالطمأنينة النفسية المصاحب للإيمان بالله له علاقة بقوة بجهاز المناعة الداخلي الذي يقوم بدور حكم في مقاومة الأمراض. * دكتور زكي نأمل منك في حكم اختصاصك استشاري صحة نفسية أن توجه كلمة أخيرة للمجتمع ولمن تقوم بعلاجهم أو ممن يعالجون في مراكز أخرى بشهر الصيام؟ - نقول للجميع ان ننتهز فرصة الصيام كفرصة ذهبيه لتحقيق مكاسب، فالصيام وذكر الله في رمضان من الأمور الإيجابية التي تنعكس على الصحة النفسية بشكل إيجابي كما سبق ذكره والفرصة كبيرة للإخوة الذين وقعوا في مأزق الأدمان على المواد المخدرة (شفاهم الله) فيمكنهم في هذا الشهر من تقوية إرادتهم والاستفادة بالوصول للتعافي من الإدمان والحفاظ عى انفسهم ليعيشوا بخير.