عجزت مشاعري أو ينطق لساني عندما بدأت في الكتابة ففي صباح يوم الجمعة بتاريخ 1-8-1427ه وبعد صلاة الظهر علمت بوفاة ابن عمي وصديق دربي في كل حال ضيف الله محمد الزهراني ولم أصدق علماً بأن الموت حق على كل نفس قال تعالى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} «26» سورة الرحمن. إن غيابه له واقع مؤلم وصدى مؤثر وجرح غائر في فؤادي لن يندمل بسرعة.. بكيتك يا بو محمد وسأظل أبكيك، غاب جسدك عنا وبقيت صورتك في أذهاننا تواريت عنا بجسدك لكن رسمك لم يتوار عن ذاكرتنا. ذهبت إلى ربك واستمرت سمعتك الطيبة يتناقلها أهل مسقط رأسك. كنت حسن الخلق بشوش الوجه كريم النفس طيب القلب، كنت أخي وابن عمي وصديقي وونيس روحي ولم أشعر بالملل حينما كنت بجواري لن أنسى الأيام التي قضيناها معاً في سعادة، كنت معي تلازمني دائماً ولا نفترق إلا عند النوم. فرفقتنا منذ 50 عاماً مرت كلمح البصر ولم يفرقنا فيها إلا الموت. رحلت غفر الله لك إلى دار الآخرة بعد أن أخذت نصيبك من الدنيا وهذه سنة الحياة. فخبر وفاتك كان أكبر صدمة على نفسي. فقبل وفاته بيوم ألقى قصيدة وطلب مني الرد عليها وكرر عليّ مرتان وألح علي ولكن لم أتمكن من الرد عليها في ذلك اليوم ولكن ذكرتها بعد وفاته وأردت أن ألبي رغبته رحمه الله وهذا هو الرد. يا قلبي أصبر كما تصبر جمالُ به ادرا على الذي من فراقه من القدر ون شايب حلفت ما عاد نندر من عراق المحله ففراقك يابو محمد صعب ورحيلك مؤلم وغيابك موجع والمكان من بعدك موحش مظلم لكن عزائي أن الموت مصير كل كائن حي.. فهذا قليل ما كتبته في حق هذا الصديق الغالي لكن الحزن كان مسيطر عليّ في تلك اللحظة. ولا أملك سوى الدعاء له، أسأل الله الحي القيوم أن يبدلك داراً خيراً من دارك وجواراً خيراً من جوارك ويسكنك فسيح جناته في صحبة من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. قصيدة الاعتزال (لابن عم المرحوم) بوعطيه يقول ما عادلي فيك يا لصاد يرشف بعد ما كنت أشوفك بالغلا والمحبة رأس مالي بعد ما كنت أقول للناس ما عندي أغلى منك احج ولماذا اليوم لو انسى محبتك وابدي بالقطاعة لا تسالين عالاسباب وانتي بنيت أسبابها كيف تبتغي ازورك واراودك من جاله لجاله وأنا ثوبي من الاحزان والعين تجفا نومها تدرين ان الطريق اللي نجيها مضى ضيف الله منها تدرين ان الموابير التي ازورها كم زارها كيف تبغني ازورك وضيف الله موته من جروحك تحرمني صديق العمر وتقول حبي لا يموت ما دام انك فرقتي بيننا لين يجي يوم القيامة فأنا يغنيني الله عن مبتك وانسى حبنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} كاتب هذه الكلمات ابن عم المرحوم وصديق دربه