أقيم المؤتمر الصحفي التعريفي بمهرجان بسمة يتيم الذي سترعاه حرم خادم الحرمين الشريفين في الفترة القادمة من 18 إلى 20-9- 1427ه بفندق الهيلتون، وقد عقد مؤتمر صحفي أجاب فيه مدير فرع الجمعية بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ سعيد النغيص على بعض الأسئلة ومنها. * المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام تعمل في مجال العمل الخيري، ما الحاجة التي كانت تدعو إلى إنشاء مثل هذه المؤسسة، وما هي رسالتها، وما الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟ - كما تعلمون إن فعل الخير بأشكاله كافة طبع متأصل - ولله الحمد - في نفس كل مؤمن على هذه الأرض المباركة، وتتعدد ميادينه، ويتأكد تطبيقه متى ما دعت الحاجة الملحة إليه، ولم يكن إنشاء المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام إلا تطبيقا عمليا لهذه القناعة، حيث لاحظنا معاناة العديد من الأيتام ومن في حكمهم جراء عجزهم عن تلبية متطلبات العيش الكريم بسبب انتهاء مدة إقامتهم في مؤسسات ودور التربية الاجتماعية للأيتام، ولأهمية الوقوف معهم، ومساعدتهم لتجاوز أي ظرف طارئ يعترض مسيرة حياتهم، وكذلك لحاجة بعض الفئات التي ترعاها وزارة الشؤون الاجتماعية أو تشرف على تربيتها، أو رعايتها، فقد تقدمت وزارة الشؤون الاجتماعية بمقترح في ذلك الوقت لمجلس الوزراء لتأسيس مؤسسة خيرية تحت اسم (المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام)، لتسهم مع الدولة - أيدها الله- في جهودها المباركة التي تبذلها في مجال رعاية الأيتام ومن في حكمهم، ولتكمل الخدمات الرعائية التي تقوم بها وزارة الشؤون الاجتماعية، كما أنها امتداد لسياسة ولاة الأمر -وفقهم الله- لفتح المجال للجهود الأهلية والخاصة لتقديم تلك الخدمات، وقد صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر بقراره رقم 14 في 14-1-1424ه على إنشاء المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام. وتنطلق الرسالة السامية للمؤسسة من الإيمان بقول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (220) سورة البقرة، وتنطلق كذلك من الإيمان بالبشارة النبوية التي جاءت في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا). وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئاً، البخاري. وتتلخص رسالة المؤسسة في أن هؤلاء الأيتام ممن نشأوا منذ نعومة أظفارهم أيتاما لم يتهيأ لهم ما تهيأ لأقرانهم العيش في كنف أسرة تمنحهم الإشباع العاطفي والأمن الاجتماعي والنفسي، ورغم ظروفهم تلك استطاعوا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بقوة عزيمتهم وإصرارهم وتصميمهم على مواصلة تعليمهم أن يكونوا متميزين سلوكياً وعلمياً ووظيفياً، مما أدى إلى مكافأتهم من قبل المؤسسة وهي تمثل المجتمع السعودي في مسعى لإشعارهم أن هذا المجتمع المبارك يمثل أسرة كبرى تحوط جميع أفرادها المودة والرحمة على اختلاف مواقعهم ومناصبهم. أما عن أبرز أهداف المؤسسة، فهي تتمثل في السعي لتطوير منهجية الرعاية اللاحقة المقدمة للأيتام ومن في حكمهم، بما يكفل لهم - بإذن الله - تحقيق القدر المناسب من الإشباع العاطفي والأمن النفسي والاجتماعي، ومن ثم قدرتهم على تحمل مسئوليتهم بأنفسهم، والإسهام في بناء مجتمعهم، معتمدين في ذلك -بعد الله سبحانه وتعالى- على سماحة الدين الإسلامي في الجوانب التي تعنى بشؤون الأيتام والرأفة بهم وتناول شؤون حياتهم كافة، مع تقديم المساعدات النقدية والعينية للمحتاجين إليها، إضافة إلى تأهيل الحالات التي يرى ملاءمتها لذلك، وتدريبهم على أي مهنة يطلبها سوق العمل، ويكون هذا التدريب منتهياً بتوظيفهم من قبل جهة التدريب، أو أي جهة أخرى، كذلك تقديم الرعاية المناسبة للحالات التي تتطلب حصولها على الخدمة المطلوبة عينياً، فضلاً عن تقديم القروض الميسرة لهم لمساعدتهم على الاعتماد على أنفسهم بعد الله تعالى في ترتيب شؤون حياتهم، وأي خدمات أخرى يتم الاحتياج أليها في هذا السياق. مع توفير السكن المناسب للفتيان والشباب، يراعى فيه الابتعاد عما يظن به تقويض استقامتهم، كذلك تتويج استقامة الأيتام ومن في حكمهم من وتعميق شعورهم بالمسؤولية من خلال السعي لتزويجهم متى ما توافرت الشروط المعتبرة شرعاً، وتتويج استقامة الأيتام ومن في حكمهم في تعميق شعورهم بالمسؤولية من خلال السعي لتزويجهم متى ما توفرت الشروط المعتبرة شرعاً، وتقديم العون اللازم لهم، وتحقيق هذا المطلب الشريف، ومن ثم مساندتهم عند وجود خلافات بين الزوجين. * ما هو المجال الجغرافي للخدمات التي تقدمها الجمعية؟ - لا حدود جغرافية لعمل المؤسسة، فخدماتها تمتد إلى مناطق المملكة ومدنها كافة لتصل إلى كل يتيم ومن في حكمه، وهذا يتسق مع الحاجة التي دعت إلى إنشاء المؤسسة وهي استكمال الخدمات الرعائية اللاحقة التي تقوم بها وزارة الشؤون الاجتماعية، وتحقيقاً لرغبة المعنيين بهذا الأمر بعد تدارسهم لواقع الحال، ولمساعدة الموسرين والقادرين من أهل الخير على توجيه أموالهم وجهودهم إلى جهة تحقق لهم ما يأملون في كفالة الأيتام ورعايتهم وتلمس حاجاتهم في أرجاء الوطن. * ما مدى إسهام وزارة الشؤون الاجتماعية في دعم برامج المؤسسة؟ - المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام شأنها شأن الجمعيات الخيرية الأخرى تحظى بالاهتمام والدعم المتواصل من وزارة الشؤون الاجتماعية، وتجد منها أنواع الدعم كافة سواء كانت مادية أم معنوية تتمثل بالاستشارة والدعم الفني، ولم يكن للمؤسسة أن ترى النور وتمارس مهماتها بمعزل عن دعم وزارة الشؤون الاجتماعية. * ما الفرق بينكم والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام وبقية الجمعيات الخيرية الأخرى من حيث الرسالة والخدمات، وهل سيكون هناك تعاون وتنسيق بين المؤسسة وتلك الجمعيات؟ - الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام سباقة في مجال رعاية الأيتام، ولهم جهود جبارة في هذا الميدان، ويقوم عليها رجال أكفاء نذروا أنفسهم لخدمة أبنائهم وأبنائنا الأيتام، ولا فرق بين المؤسسة والجمعية في هذا الصدد وان كان ثمة فرق فهو أن جهود المؤسسة تمتد إلى كافة أرجاء الوطن، وجهودها قد تكون مقتصرة على الفئات التي كانت ترعاها وزارة الشؤون الاجتماعية، ولاشك أن هناك تعاوناً سابقاً بين المؤسسة والجمعية ولازلنا على تواصل معهم وسنعمق هذا التواصل لتحقيق التفاعل المطلوب والذي سيصب في مصلحة أبنائنا الأيتام، وسيكون التعاون والتنسيق بيننا هو السبيل الأمثل لتحقيق أهداف كلا الجهتين، أما الجمعيات الأخرى فلا يمكن بحال التقليل من شأنها، غير أن جهودها تفتقد للتخصص في مجال واحد، لذا تجد أن رعاية الأيتام تعد أحد مجالاتها مما قد يقلل من توجيه اهتمامها بشكل متخصص لتلك الفئة، رغم أن جهودها تظل وسام فخر لأبناء هذا البلد المبارك، وعطاؤهم السخي للفئات المحتاجة، والتعاون معها سيكون موجوداً من شأنه تحقيق تكامل الخدمات وضمان عدم ازدواجيتها. * لا شك أن المؤسسة في جعبتها الكثير من البرامج والمشروعات الخيرية، هل لكم أن تلقوا الضوء على أبرز تلك المشروعات، وهل تم تنفيذ شيء منها؟ - لقد أفاء الله سبحانه وتعالى على هذه المؤسسة من فضله الكثير، وقد تقدمت هذه المؤسسة العديد من البرامج والمشروعات لصالح الأيتام منذ إنشائها، الأمر الذي نحسبه يزيد من مسؤوليتنا تجاه أبنائنا الأيتام، إضافة إلى أن ثقة الكثيرين من أبناء هذا البلد تحدونا لأن نكون عند حسن ظنهم بنا، لذا فإننا بصدد تنفيذ عدد من البرامج التي منها ما تم تفعيله وأصبح واقعاً ملموساً ومنها ما هو طور التفعيل والتطوير ومنها: الحج الأسري، وهو برنامج يمنح الأيتام ومن في حكمهم وزوجاتهم فرصة أداء الحج لهذا العام، مع تهيئة كافة الظروف الملائمة لهم مادياً ومعنوياً لكي يتحقق لهم أداء هذا الفرص بكل طمأنينة وراحة بال. وهناك أيضاً برنامج الإسكان، يتمثل في دعم الأيتام في استئجار مساكن لهم تتوافر فيها مقومات السكن الملائم لمن طوي قيدهم من الدور التابعة لوكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية، أو ممن تخلت عنهم الأسرة البديلة، أو المراجعين من خارج مدينة الرياض لأي أمر يتطلب مكوثهم في الرياض، أو ممن ليسوا مستقرين في حياة زوجية أو وظيفية، ويكون السكن فيه مؤقتاً وليس دائماً، لإيماننا، بأن المكان الطبيعي للشباب هو في بيته مع زوجته وأبنائه تحت إشراف فريق متابعة ميدانية تتألف من المشرفين الاجتماعين، ومن الأهداف الهامة لهذه المساكن، حماية أبنائنا الأيتام من الضياع أو المكوث في أماكن يظن بها تعريضهم للانحراف أو الشبهة به، أو ما يعرضهم لأي مخاطر، والتأكد من أنهم يأوون إلى مكان موثوق بعيداً عن الاختلاط برفقاء السوء. ومن برامج المؤسسة أيضاً برنامج المساعدات للأيتام، وهو ثمرة التعاون بين المؤسسة ووكالة وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية والتنمية الاجتماعية سعياً لتوفير سبل العيش الكريم للأيتام ومن في حكمهم ليشقوا طريقهم في الحياة بيسر وسهولة مما يجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع معتمدين بعد الله على أنفسهم، قادرين على التعامل مع ما قد يمر بهم من صعوبات في الحياة، وحيث يلزم الأمر أحياناً حصولهم على فرصة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمادي، فإن هذا التعاون المثمر بين الوكالة والمؤسسة، وانطلاقاً من واجبات الطرفين تجاه هذه الفئة يتيح المساعدات لكل حالة حسب ظروفها وبما يتماشى مع الضوابط العامة وما يحقق فاعلية البرامج اللاحقة بصورتها العملية التي تحقق أهداف الأطراف المتعاونة فيحصل اليتيم على المساعدة اللازمة لتأمين احتياجه من مركبة أو سكن وخلافه، وتحقق الوكالة والمؤسسة ما قصد من أهداف تربوية. ومن برامج المؤسسة كذلك برنامج رعاية الحالات الخاصة، يقصد بالحالات الخاصة هي فئة من الأيتام ومن في حكمهم يشتكون نقصاً في قدراتهم (الجسمية أو العقلية) لا يمكنهم من خدمة أنفسهم أو التعايش مع المجتمع أو التواصل معه بشكل متوافق سليم كأقرانهم الأسوياء، المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام أنشئت لتخدم الأيتام ومن في حكمهم كافة (الذكر والأنثى - الصغير والكبير - الصحيح والسقيم)، لذا فإن الأيتام ومن في حكمهم ممن يشتكون علة أو بهم سقم كعاهة جسمية أو عقلية يندرجون ضمن الفئات التي تعنى بهم المؤسسة ويستظلون بظلها وينعمون بخدماتها، وهم المقصودون بالحالات الخاصة، واتساقاً مع مبادئ الرسالة السامية التي تؤديها المؤسسة ومقتضياتها، فإنها لم تترك الاهتمام بهؤلاء الأيتام إلى حين النظر إلى غيرهم، بل تنظر إلى جميع الأيتام على أنهم أبناء لها كل له الحق ذاته في الخدمة، لا إفراط ولا تفريط، وهي تراعي عند تقديم خدماتها نوعية المستهدفين واختلاف حاجاتهم، وتنوع متطلباتهم. إضافة إلى برامج التدريب والتوظيف والتزويج وتأثيث المساكن والتوعية والتثقيف والتأهيل وغيرها التي تصب في مصلحة الأبناء. * وماذا عن المرأة وإسهامها في تنفيذ برامج المؤسسة، وما المنتظر منها سواء كانت من منسوبات المؤسسة، أو من نساء المجتمع؟ - المرأة دائماً لها نصيب وافر في أي عمل من الأعمال التي تنهض بالأمة، ويبرز من ذلك إسهامها في مجال العمل الخيري، والمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ولله الحمد يعمل ضمن كادرها الوظيفي العديد من الأخوات الفاضلات اللاتي أبدعن في هذا المجال وأسهمن فيه أيما إسهام، ولم يكن للمؤسسة أن تصل إلى ما وصلت إليه من نجاح بمعزل عن إسهام المرأة فيه، إضافة إلى أن وظيفتها في المؤسسة تعد من الوظائف المهمة. ذلك أن المؤسسة تقدم خدماتها للأيتام واليتميات على حد سواء، فاليتيمة يجب أن ينظر في أمرها امرأة مثلها لاعتبارات كثيرة مراعاتها على قدر كبير من الأهمية. أما عن نساء المجتمع، فقد كن يتنافسن في البذل والعطاء السخي للمؤسسة، سباقات إلى الإسهام في رعاية الأيتام، فقد كن يجدن بما هو عزيز لديهن، متفاعلات كما هو حالهن دائماً، وفق ما جبل عليه طبعهن من الرحمة والمودة والرأفة بكل محتاج، ونسأل الله أن لا يحرمهن أجر ما يقدمنه وأن يجعله ذخراً لهن في الدنيا والآخرة. س- هل لكم أن تتحدثوا عن تفاعل المجتمع مع البرامج، ومدى استجابة أفراده ومؤسساته نحو التبرع مادياً ومعنوياً لدعم تلك البرامج؟ - كما يعلم الجميع أن المجتمع السعودي المسلم مجبول على حب الخير والإسهام فيه، وهو بهذه الصفة لا يقول ما لا يعمل، بل هو سباق لفعل الخير أينما كان، وقد حظيت المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بتفاعل المجتمع بفئاته وشرائحه مع برامجها، وتلقت إعانات نقدية وعينية تفوق ما كنا نتوقع ولله الحمد، خاصة وأن المؤسسة حديثة الإنشاء، إضافة إلى من تطوع بجهده وخبرته دعماً للمؤسسة ونهوضاً بخدماته، فللجميع منا الشكر والتقدير والعرفان، ونسأل الله تعالى ألا يحرمهم الأجر والمثوبة على ما يقدمونه ويبذلونه.