أقام الجيش اللبناني المدعوم من الجنود الدوليين، أمس السبت للمرة الأولى مواقع على الخط الأزرق الذي هو بثمابة الحدود مع إسرائيل، وأوضح ناطق باسم الجيش إن سرية من الدبابات ووحدة مشاة تضم 200 جندي لبناني تمركزتا في موقعين في القطاع الغربي من الحدود عند الخط الأزرق في رأس الناقورة على الساحل وفي اللبونة على بعد ثلاثة كيلومترات شرقاً. وأقام الجيش اللبناني برفقة قوة مؤلفة من الكتيبة الغانية في قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) مواقع ثابتة في نقطتين مواجهتين لمواقع إسرائيلية على بعد مئة متر على الجانب الآخر للحدود، وهو أول انتشار للجيش اللبناني عند الحدود مع الدولة العبرية منذ عقود. من جهة أخرى اعتبرت بعض الصحف اللبنانية الصادرة أمس السبت أن الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية يشكل مرحلة إيجابية في حين وصفته صحف أخرى بأنه تحد خطير. وأثنت الصحف الموالية لسوريا على الدعوة التي أطلقها نصر الله لتشكيل حكومة وحدة وطنية التي فتحت بحسب صحيفة (الديار)، (عصراً جديداً) في السياسة اللبنانية. وكتبت صحيفة (السفير) في افتتاحيتها (ها إن أبواب الحوار مفتوحة على مداها لكي تعود القيادات إلى إثبات أهليتها بإنجاز مهمتها الوطنية الجلية في بناء الدولة القوية القادرة والعادلة). وقالت صحيفة (ديلي ستار) الصادرة بالإنكليزية إن نصر الله بمطالبته بدولة قوية وحكومة وحدة وطنية أطلق تحدياً للطبقة السياسية اللبنانية وعلى جميع اللبنانيين تلبيته بحماسة. واعتبرت صحيفة (المستقبل) إن المواقف التي أعلنها نصر الله تعتمد النهج التصعيدي نفسه الذي يتبناه حزب الله منذ فترة. ونقلت صحيفة (النهار) الواسعة الانتشار عن الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل قوله: إنه (نصر الله) يربط تسليم سلاح حزب الله بتغيير النظام في لبنان وبتغييرات جذرية على مستوى الحكومة اللبنانية، إن الأمر مفاجئ وخطر ويقودنا إلى السؤال عن نوع الحكومة التي يريدها السيد حسن، ولأي نوع من لبنان؟. ومن جانبها كتبت صحيفة (لوريان لو جور) الصادرة بالفرنسية أنه (لم يعد هناك مجال للشك بأن نصر الله فاز بالجولة) بعد التظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله وضمت مئات الآلاف في ضاحية بيروت الجنوبية. إلا أن الصحيفة انتقدت بشدة رفض نصر الله نزع سلاح حزب الله كما تطالب الأممالمتحدة في قرارها 1701 وقالت الصحيفة: (إن رفض نزع أسلحة (حزب الله) حتى قيام دولة قوية يعني تأخيراً إلى ما لا نهاية قيام مثل هذه الدولة وإطالة أمد وجود دولة ضمن الدولة). ونظم حزب الله التظاهرة في ضاحية بيروت الجنوبية التي دمرها القصف الإسرائيلي للاحتفال (بانتصاره) في حرب ال 33 يوماً مع إسرائيل بين 12 تموز- يوليو و14 آب - أغسطس.