شهدت صفحات المحبوبة (عزيزتي الجزيرة) سجالاً بين بعض القراء حول موضوعين الأول: هل السكري والبرحي من بريدة أم من عنيزة؟ والفصل في هذا أن السكري من بريدة، وكانت تُعرف بنبتة الجمعة وأول ما نشأت في حويلان وحويلان لا تبعد عن مركز البلد أكثر من 3 كم، وهذه هي السكرية الصفراء التي عليها مدار اقتناء الناس وشرائهم، أما السكرية الحمراء فمنشأها المذنب، أما البرحي فالصحيح أن منشأه في جنوبالعراق في بلد (الزبير) قرب البصرة وجُلِب إلى الأحساء فلم ينجح ثم جُلِب إلى عنيزة فنجح، لكن نجاحه في بريدة أكثر. وقد احتج أحد الإخوة من عنيزة بوجود وصية تبين وجود السكري في عنيزة قبل 100 عام، لكن ليعلم أن لدى والدي وثيقة عن جده فيها شراء بيت عند الجامع الكبير في بريدة مقابل (قنيان سكري) وعمر هذه الوثيقة زهاء 100 عام، لكن الأقدم من هذا وصية (السبيعي) في نخل (الوجيعان) وهي قبل أكثر من 150 عاماً ويُوجد فيها ذكر السكري، أما جد عائلة (الجمعة) فأظهر النبتة قبل أكثر من 200 عام، لكن استوقفني في الحقيقة مداخلة الباحث (محمد الحمدان) في العدد 12402 حيث ذكر رأي علاّمة الجزيرة حمد الجاسر - رحمه الله - حول منشأ السكري وذكر أنه يُسمى (العُمَر والسكر) وأنه نشأ في هجر والعراق واليمامة والمدينة وسلجماسة ودرعة في المغرب وذلك من خلال الرجوع إلى كتب: تهذيب اللغة للأزهري ومعجم البلدان للحموي والقاموس.. ورغم ما في بحث العلاَّمة في مجلة (العرب) من تكلُّف فإنه لم يأت بما يدل على أن منشأ السكري في عنيزة وإنما ختم قوله ب: (ولعله انقطع بعد ذلك وأُعيد غرسه في عنيزة في أول الأمر حيث اشتهر بالنسبة إليها..) أقول: الشيخ حمد على عيني ورأسي، لكن الحق أحق أن يتبع فلم يأت بكلام من تلك المراجع التي رجع إليها يدل على أن منشأه في عنيزة وإنما قال (لعله) و(لعل) صيغة تمريض وتخمين وليست صيغة جزم بالدليل القاطع، فالشيخ حمد معاصر مثلنا ولكل واحد منا أن يقول: لعل وعسى وليت لكن أين البرهان القاطع؟. أما الموضوع الثاني: فهو حدود مزارع بريدة فالأخ إبراهيم الطاسان في مقاله في العدد 12401 قد أتى بالعجائب بتجريد بريدة من مزارعها فأقول وبالله التوفيق.. إن كل مدينة يتبعها عدد من الضواحي والأرياف وهناك قرى وهجر مستقلة لا تتبع لمدينة بعينها فكما يتبع مدينة عنيزة مثلاً: وادي جناح والوهلان والروغاني والمباركية فيتبع بريدة كذلك الخبوب القبلية والجنوبية والشرقية مثل: (خب البريدي والثنيان والحمر والمريدسية وضراس والحلوة وروضان والدعيسة والعريمضي والبصر واللسيب والقصيعة والجطيلي والخضر والوجيعان ورواق والعوشز والعكرش والهدية والقبر وخضيراء.. و.. و.. و.. وغيرها كثير) وعددها أكثر من 30 وهي تحيط بالبلد إحاطة السوار بالمعصم وهي مليئة بالمزارع العامرة والنخيل وأبعدها عن وسط بريدة 10 كم فقط وقد اعتبرها عدد ممن ألفوا عن تاريخ نجد من غير أهل بريدة أنها من بريدة، هذا علاوة على مزارع المليداء الشمالية والمزارع الكبرى مثل مزرعة سمو الأمير متعب بن عبدالعزيز ومزرعة الشيخ صالح السلمان - رحمه الله - وهي لا تبعد أكثر من 12 كم وكذلك المساعدية والحمزة ومزارع الراشد والتويجري والمشيقح ومزارع الشيخ حمود العقيل في الشقة وفيها أكثر من 20.000 نخلة.. هذا غير النخيل الموجود في البوطة والصباخ والوسيط وفي كل بيت. أما قوله بوجود 25 ألف نخلة في مزرعة النفيسي في البدائع فأقول: لعل الأخ إبراهيم خانته الذاكرة ونسي مزرعة الشيخ صالح الراجحي - حفظه الله - في الباطن وفيها أكثر من 200.000 نخلة وهي ثمانية أضعاف ما ذكر وهي لا تبعد عن وسط البلد أكثر من 5 كم كما أنها أكبر مزرعة نخيل في العالم. أما الخبراء فهي تقع في منطقة الدرع العربي التي تعاني من شح المياه التي هي الركن الأساس في الزراعة كما هو معلوم للجميع، ثم كيف تلوم مدير فرع وزارة الزراعة في القصيم الأستاذ عبد الكريم المعتق - وفقه الله - على معلوماته عن نخيل بريدة وهو مسؤول يعي ما يقول وهو صاحب الشأن أكثر من أي شخص آخر وأدرى الناس بواقع الزراعة في القصيم. وفوق كل هذا فسوق بريدة قوي وجيد في التسويق وطريقة العرض ومناسبة الأسعار واستيعاب جميع المعروض بدرجاته وكافة أنواعه فيوجد مشترٍ لكل نوع معروض وهذا هو المهم. عبد الله بن عبد العزيز الحميدة ص.ب: 3155