مكرمة جديدة تضاف إلى مكارم عدة أغدق بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على شعبه ورعيته ولكن يبقى لهذه الهدية مذاق خاص يستشعره أبناؤنا ممن ساقهم طريق العلم إلى قطع المسافات البعيدة كي ينهلوا المعلومة ويعودوا لخدمة وطنهم الكبير. فالزيادة دلت دلالة واضحة على ان أبناءنا الطلاب في قلب المليك ووجدانه لم يغفل لحظة واحدة عن تلبية حاجياتهم والاستماع إلى أصواتهم الآملة بالدعم في دنيا الاغتراب. ولأنني مشتغل بالعلم والتعليم منغمسا بحكم المهنة فى طوفان المشكلات والآمال والأماني الطلابية ألمس بحق تأثير هذه الزيادة على طلابنا في ظل الغلاء المتقافز والمتسارع الذي يعانونه في كثير من البلدان. انني مهما تحدثت واصفا دلالات المكرمة وتأثيراتها الإيجابية على أبنائنا لن أوفي هذا الحدث حقه ولن أمنح المليك - حفظه الله - قلادة الشكر والعرفان التي يستحقها بوصفه راعيا أمينا حريصا على رعيته وشعبه ولكنني سأتطرق الى جانب لا يمكن إغفاله وهي الجهود التي بذلتها اللجنة الرباعية المكونة من التعليم العالي والمالية والخارجية والخدمة المدنية في دراسة أمر تثبيت المخصصات وزيادة المكافآت ومن ثم رفعها الى مقام المليك لاعتمادها. هذه الجهود الملموسة من المخلصين بالوزارات المعنية تستحق منا أيضا وقفة التقدير لأنهم لامسوا احتياجات فئة غالية طرقت باب العلم وتحملت سنوات الاغتراب عن الأهل والوطن من أجل أن تعود بغنيمة هي في نظري ونظر المنصفين أغلى غنائم الحياة. جميل حقا أن ترصد عيوننا ما يعانيه المبتعثون خارج البلاد من غلاء وايجارات سكن مرتفعة ومصاريف كتب دراسية مرهقة, وجميل أن ترفع القيادة المعاناة عن كاهل أولياء الأمور البسطاء وجميل أيضا أن نؤكد لأبنائنا في بلاد الغربة أنهم قلب الوطن النابض ولكن يبقى الأجمل أن يظلل مليك البلاد الطلاب بهذه العباءة الكريمة وأن يراهم بعينه الثاقبة سفراء يستحقون الدعم والتقدير والاحتفاء. انني سأظل أؤكد على سطور الورق وأمام الجميع كلما دعاني الموقف والمقام أننا نعيش عصرا متسارعا في انجازاته. عصرا تعميريا تعلو فيه الصروح والهامات فخرا ومباهاة، واننا مطالبون في خضم هذا السباق أن نؤكد لمليكنا بالعمل لا الكلام اننا قادرون على صناعة مجد جديد لبلادنا مطالبون أن نعطي مثلما نأخذ, مطالبون بالاجتهاد قدر الطاقة من أجل رفعة هذا الوطن الكريم. تحياتي موصولة للمخلصين وشكري لا ينقطع لمقام خادم الحرمين الذي يرانا اليوم بعين جديدة ويدفعنا بعطاءاته الكريمة الى طريق الانجاز والتعمير هذه كلمتي اكتبها بقلم محب لوطنه عاشق لمنهجية المليك ونظرته الثاقبة لهموم رعيته.. وعلى الله قصد السبيل.