أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس الأربعاء أن المسلح الرابع الذي هاجم مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة السورية توفي متأثراً بجروحه بعد أن قتلت قوات الأمن ثلاثة مسلحين آخرين في العملية التي تم إفشالها. وقالت الوكالة: إن (الإرهابي الرابع الذي شارك في العملية الإرهابية التي استهدفت مقر السفارة الأمريكيةبدمشق (الثلاثاء) قد فارق الحياة متأثراً بجروحه البالغة التي أصيب بها أثناء الاشتباك بين عناصر مكافحة الإرهاب والمجموعة الإرهابية المسلحة). وأضافت الوكالة أنه (لم يسمح الوضع الحرج للإرهابي الذي كان يعالج في المستشفى باستجوابه من قبل السلطات المختصة التي تتابع التحقيقات لكشف خيوط هذه العملية الإرهابية). وأكدت الوكالة أن المعلومات الأولية تشير إلى أن (الإرهابيين الأربعة الذين نفذوا العملية الإرهابية ضد السفارة الأمريكية يحملون الجنسية السورية). ويتناقض تقرير سانا مع مزاعم مسؤول أمريكي بارز قال في واشنطن في وقت متأخر من الثلاثاء: إن المسلح الذي القي القبض عليه خلال الهجوم يتعاون مع السلطات السورية. وأكّد وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد للقائم بالأعمال الأمريكي مايكل كوربين أن (المهاجم يقدم معلومات لسلطات الأمن السورية)، حسب توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية. وقتل ثلاثة مسلحين وأحد عناصر مكافحة الإرهاب في سوريا الثلاثاء عندما أحبطت قوات الأمن السورية هجوماً استخدمت فيه القنابل والأسلحة الأتوماتيكية وعربتان مفخختان. وجرح في الهجوم نحو 14 شخصاً. وقالت السفارة الأمريكية انه لم يصب أحد من موظفيها بأذى في الهجوم. ومن جانب آخر قال السفير السوري في الولاياتالمتحدة عماد مصطفى أمس الأربعاء: إن الهجوم الفاشل ضد سفارة الولاياتالمتحدةبدمشق قد يشكل مناسبة لتحسين العلاقات السورية الأمريكية. وقال مصطفى لصحيفة (الثورة) أن (السياسة التي اتبعتها هذه الإدارة (الأمريكية) لا تساعد في تطوير العلاقات بشكل إيجابي) لكن (هناك فرصة لتطوير هذه العلاقات لأن سوريا دائماً كانت تؤمن بالحوار لحل كل المشكلات والقضايا العالقة). وشدد على أن (الكرة في ملعب الإدارة الأمريكية). وقال مصطفى: إن (وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا) رايس عبّرت عن امتنانها لقيام الحكومة السورية بإحباط الهجوم الإرهابي)). وأشار إلى أن السفارة السورية في واشنطن تلقت (اتصالاً من وزارة الخارجية الأمريكية لشكر سوريا وامتنانها لما قامت به). وقالت رايس في مؤتمر صحافي: (أريد أن أقول: إننا نقدّر تدخل قوات الأمن السورية للمساهمة في ضمان أمن سفارتنا). وأعرب المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو أيضاً عن الامتنان الأمريكي. وقال: إن القوات السورية (قامت بعملها) وتصرفت بطريقة (محترفة). ومن جهتها، دعت الصحيفة الرسمية السورية (تشرين) الأسرة الدولية إلى (تضافر الجهود من أجل مكافحة حقيقية للإرهاب)، معتبرة أن (تجربة سوريا الطويلة والناجحة في التصدي ومكافحة الإرهاب تؤكد أن العالم قادر على النجاح وتحقيق النصر ضد كل ما هو إرهابي). وأضافت الصحيفة أن (سوريا ومنذ أواسط السبعينات من القرن الماضي مستهدفة من قوى الإرهاب - الاخوان المسلمين- نفسها...). واستطاعت بفضل وعي شعبها وقيادتها وأجهزتها الأمنية الساهرة أن تضع حداً للإرهاب والإرهابيين حتى صارت تجربتها في التصدي للإرهاب يحتذى بها في العالم). وأشارت (تشرين) إلى انه (مرة أخرى تمتد يد الإرهاب إلى قلب العاصمة السورية في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار...) والإرهابيون سيجدون على الدوام إرادة سورية قوية توقف جرائمهم). كما رأى محللون ودبلوماسيون أن الهجوم غير المسبوق الذي تم إحباطه الثلاثاء ضد السفارة الأمريكية في العاصمة السورية قد يؤدي إلى بداية انفراج بين واشنطنودمشق. وسارعت سوريا فور وقوع الهجوم إلى التعهد ب(تعاون كامل) مع الولاياتالمتحدة في هذا الملف، وفق ما أفاد متحدث أمريكي. وبعد قليل أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس (أود القول إننا نقدّر تحرك قوات الأمن السورية للمساهمة في ضمان أمن سفارتنا). ورأى دبلوماسي غربي عامل في دمشق على الفور في هذا التصريح مدخلاً لانفراج في العلاقات بين البلدين وقال الدبلوماسي طالباً عدم كشف اسمه: (ان تصريح كوندوليزا رايس يبدو ميالا إلى التهدئة. وهو كذلك إن كانت تفتح من خلاله سبيلاً لاستئناف الحوار مع دمشق).