سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المهاجمون الأربعة سوريون تزنروا بأحزمة ناسفة وانتقلوا في سيارتين مفخختين . إحباط هجوم على سفارة اميركا في دمشق : مقتل 3 "تكفيريين" وواشنطن تعرب عن "تقديرها"
أحبطت قوات الأمن السورية امس"عملية ارهابية انتحارية"كانت تستهدف السفارة الاميركية في دمشق، ما أسفر عن قتل ثلاثة من افراد"الجماعة التكفيرية"الأربعة وعنصر أمن سوري وجرح 12 شخصاً بينهم حارس في السفارة الاميركية وديبلوماسي صيني صعد الى سطح مبنى سفارة بلده الواقعة في مقابل مكان الاشتباك. وأبدت واشنطن"امتنانها"و"تقديرها"لأداء الحكومة السورية وقيامها باحباط عملية استهداف السفارة، لكنها اعتبرت انه"لا يزال من المبكر جداً التكهن بأسباب هذا الهجوم وما يعنيه بالنسبة الى سورية". وقالت مصادر مطلعة في دمشق ل"الحياة"إن القائم بالأعمال الأميركي مايكل دوربان طلب، خلال لقاء وزير الداخلية اللواء بسام عبدالمجيد ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس"تعزيزات امنية اضافية"حول السفارة. ولم يعلن أي تنظيم مسؤوليته عن العملية، لكن اللواء عبدالمجيد قال انها"مجموعة تكفيرية ارهابية"، من دون أي اشارة الى تنظيم"جند الشام"الذي حاول اعضاء فيه القيام باعمال ارهابية في السنتين الماضيتين. وأوضح مسؤول آخر ل"الحياة":"انها مجموعة ارهابية متطرفة، والارهاب لا دين ولا لون له. حاولوا مهاجمة السفارة، لكن المحاولة باءت بالفشل نتيجة يقظة رجال الأمن". وعلمت"الحياة"ان المهاجمين الأربعة سوريون، وان التحقيقات تجري مع الجريح منهم للبحث في ما اذا كان هناك فارون، وان كان شاهد عيان تحدث عن بطاقة هوية لشخص فلسطيني - سوري. ويتوقع ان تجري تحقيقات مع اشخاص قريبين من افراد هذه المجموعة المتشددة. وفي التفاصيل، قام أربعة اشخاص يستقلون سيارة سياحية من نوع"ميتسوبيشي"محملة بالذخيرة، بالنزول من السيارة في حدود العاشرة وعشر دقائق ليبدأوا باطلاق النار من رشاشات في اتجاه باب السفارة الأمامي الواقع في مقابل مكتب رعاية المصالح العراقية. وروى شهود عيان ان عناصر الشرطة تبادلوا اطلاق النار مع افراد المجموعة الاربعة، قبل ان يستخدموا قنابل يدوية. وقال أحد هؤلاء إنه بعد حوالي ساعة حصلت انفجارات عدة، تطايرت بعدها اشلاء بشرية الى محيط المدرسة على بعد 15 متراً. وشاهد مراسل"الحياة"اشلاء بشرية ودماء كثيفة وقطع ألبسة وأحذية متناثرة في اماكن بعيدة من بوابة السفارة. وافاد شهود عيان، ان القسم الاساسي الذي تضرر من اجسام الثلاثة هو الخصر، ما يعزز فكرة الاحزمة الناسفة، مشيرين الى ان منطقة الصدر لم تتضرر بسبب وجود سترات واقية من الرصاص. وقال مسؤول سوري ل"الحياة":"يبدو ان العملية كانت انتحارية، اذ جرى تفخيخ السيارة بالذخيرة مع وجود سيارة مفخخة اخرى تم تفكيكها على بعد عشرات الامتار من السفارة"، مضيفاً:"ان التعامل الجدي والسريع مع العملية ادى الى احباطها". وأعلن وزير الداخلية السوري من جهته:"تم احباط العملية ولم تحقق اهدافها المرسومة من الجهات الاجرامية التي تقف وراءها"، مشيراً الى ان التحقيقات الاولية كشفت ان"السيارتين المستخدمتين مسروقتان"وبلوحات سورية. واضاف"ان مكان وقوع العملية الارهابية هو طريق عام يمكن ان تسلكه اي سيارة وتتوقف للحظات، وهو الأمر الذي استغله افراد المجموعة"، ما يفسر اسباب طلب القائم بالأعمال الاميركي بتعزيزات أمنية اضافية. وبعد الاشتباك، اغلقت سفارات غربية ابوابها موقتاً. كما ضرب طوق امني مشدد وهرعت سيارات الاسعاف ورجال الامن ووزير الداخلية الى المكان. كما قام عناصر"المارينز"بأخذ مواقع على سطح السفارة الاميركية بالسلاح الكامل. وأكدت السفارة الاميركية في بيان تعرضها ل"هجوم مسلح"، مشيراً الى ان"جميع موظفي السفارة وعائلاتهم في خير". واشنطن: تقدير وامتنان وفي واشنطن، أبدت الادارة الاميركية"تقديرها"لأداء الحكومة السورية وقيامها بإحباط عملية استهداف السفارة الأميركية في دمشق، وأعربت عن"امتنانها"لجهود حماية مبنى السفارة. وأعرب البيت الأبيض، على لسان الناطق باسمه توني سنو، عن"امتنان الادارة الأميركية للمساعدة التي قدمتها سورية في ملاحقة المعتدين". ورأى فيها"مبادرة من المسؤولين السوريين لنصرة الأميركيين"، متمنياً"أن يصبحوا حليفاً في الحرب على الارهاب باتخاذهم خيار محاربة الارهابيين". وقال سنو إنه لم يتم بعد تحديد مسؤولية الجهة التي نفذت الاعتداء، لافتاً الى"جديته"والى أنه يعكس"أهمية قيام السوريين بدور بناء في محاربة الارهابيين". وفي ستيلارتون كندا - أ ف ب، أعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن"امتنانها"لسورية، بعد تدخل قوات الأمن السورية لصد الهجوم على السفارة في دمشق. وقالت رايس في مؤتمر صحافي عقدته في ستيلارتون مع نظيرها الكندي:"اريد ان اقول اننا نقدر تدخل قوات الامن السورية للمساهمة في ضمان امن سفارتنا"، مضيفة انه"لا يزال من المبكر جداً معرفة من يمكن ان يكون مسؤولاً عن هذا الهجوم... ولا يزال من المبكر جدا التكهن بأسباب هذا الهجوم وما يعنيه بالنسبة الى سورية". وقالت رايس:"يبدو ان الاميركيين في السفارة بخير وهذا خبر سار جداً". ووجهت تعازيها الى أهل رجل الامن السوري الذي قتل في الهجوم. وزادت:"اعتقد بأن السوريين ردوا على هذا الهجوم بشكل اتاح ضمان أمن العاملين في السفارة وهو الأمر الذي نقدره كثيرا". لكنها اضافت:"للأسف لا يزال هناك اشخاص قادرون على شن هجمات من هذا النوع رغم الجهود الجبارة التي نبذلها لحماية العاملين معنا ومنشآتنا من الهجمات".