الهربس هو اسم لمجموعة من الفيروسات التي تسبّب بثرات وقرح مؤلمة، وعند الإصابة بنوع واحد من الهربس يطلق عليه الهربس البسيط (Herpes simplex) ويسبب قرحاً حول الفم وحول الأعضاء التناسلية وهو ما يُسمى بالهربس التناسلي، أما هربس زوستر (الهربس المنطقي) فيسبب الجدري والقوباء. وبخصوص هذا المرض وأسبابه ومضاعفاته التقينا الدكتور محمود سلطان استشاري أمراض النساء والولادة بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي. * كيف ينتشر الهربس التناسلي? ينتشر فيروس الهربس التناسلي بسهولة وذلك عن طريق ملامسة الشخص المصاب بالعدوى فهو يدخل إلى جسم الشخص السليم من خلال جرح في الجلد أو من خلال جلد الفم أو القضيب أو المهبل أو فتحات الجهاز البولي.. أو عنق الرحم أو فتحة الشرج. وينتشر الهربس عندما تُرى القرح والبثرات في الشخص المصاب.. لكن من الممكن أن ينتشر في أي وقت بدون ظهور أية أعراض. وينتشر الهربس التناسلي غالباً من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي، ومن الممكن أن ينتشر في جسم الشخص من مكان لآخر مثل انتشاره من الأعضاء التناسلية إلى الأصابع ثم إلى العينين وأية مناطق أخرى في الجسد. كما أنه من الممكن أن ينتشر الهربس من الأم لجنينها عند الولادة. ويمكن تشخيص الهربس التناسلي بسهولة إذا ظهرت القرح ويمكن البدء في العلاج على الفور الأمر الذي يخفف من آلامه وآلام العدوى. * من خلال حديثك يتضح أن للهربس التناسلي مراحل للعدوى، فهل لك أن توضحها لنا؟ - هذا صحيح فالبنسبة للمرحلة الأولى: تبدأ بعد مرور 2- 8 أيام من العدوى أو قد تأخذ أكثر من ذلك، وغالباً ما تسبّب العدوى مجموعة من البثرات الصغيرة المؤلمة وقد يكون السائل الذي يوجد بها صافٍ أو عكر والمنطقة المحيطة بالبثرات حمراء وقد تفتح بسهولة وتتحول إلى قرح مفتوحة.. وقد لا تظهر البثرات مطلقاً. بالإضافة إلى ظهور البثرات والقرح في المناطق التناسلية يكون هناك ألم يصاحب عملية التبول، أو ظهور حرارة أو أعراض تشبه الإنفلونزا. وعلى الرغم من أن غالبية الأشخاص تمر بهذه المرحلة عند إصابتها بالهربس التناسلي إلا أن البعض الآخر لا يمر بها مطلقاً وقد لا يعوا الإصابة بعدوى الهربس التناسلي. وهناك مرحلة فترة الحضانة فخلال هذه المرحلة لا تظهر أية أعراض أو بثرات أو قرح، حيث ينتقل في هذه المرحلة من الجلد إلى الأعصاب الموجودة عند العمود الفقري. مرحلة النشاط (الانتشار) والذي يتضاعف فيها الفيروس في الأعصاب وينتشر في سوائل الجسم مثل اللعاب والسائل المنوي وسوائل المهبل.. ولا توجد أعراض أيضاً خلال هذه المرحلة لكنها مرحلة كبيرة للانتشار. مرحلة عودة الإصابة مرة أخرى قد تعود البثرات والقرح للظهور مرة أخرى بعد ظهورها لأول مرة واختفائها وهذا ما يُسمى بإعادة الحدوث أو الإصابة ولا تكون الأعراض مثل المرة الأولى في السوء. والسبب في الوصول لهذه المرحلة الضغوط، المرض، التعرض للإجهاد، التعرض للشمس، أو أثناء فترة الحيض عند السيدات. وقد تكون هناك أسباب أخرى لعودة الإصابة به مرة أخرى. وقد يعرف الشخص عودة الإصابة بالهربس التناسلي وذلك بظهور بعض الأعراض مثل الهرش - التنميل - أو الألم في المناطق المصابة سالفاً بالعدوى. * وهل يوجد علاج للهربس التناسلي؟ - لا، ولكن الأدوية تساعد مثل (Acyclovir) على سرعة الشفاء وتقلل من آلام القرح والبثرات عند العديد من الأشخاص. وتوجد منه أقراص تعالج المرحلة الأولى أو مرحلة حدوث أو عودة الإصابة مرة أخرى، ومن الممكن أن يوقف أو يقلّل من مرات حدوثه.. كما يوجد منه كريم يوضع على البثرات لتقليل الآلام. وغيرها من الأدوية الأخرى التي تساهم في منع حدوث الإصابة مرة أخرى بالهربس التناسلي أو علاجه. * وكيف يمكن التخفيف من آلام الهربس التناسلي؟ - العلاج بالعقاقير الآتية: الأسبرين أو أستيامينوفين أو إيبوبروفين. - وضع قماشة أو ضمادة بماء فاتر أو بارد على مكان التقرحات. - أخذ حمام ماء فاتر (وقد تتبول السيدات في نهاية الحمام إذا كانت تشعر بألم أثناء التبول) لأن الماء يخفف من تركيز البول لذا لا يعرض التقرحات للحرقان إذا مر عليها. - الحرص على بقاء المنطقة المصابة جافة ونظيفة - ارتداء ملابس قطنية. - ارتداء ملابس فضفاضة واسعة. * هل ينتقل الهربس التناسلي مباشرة بالاتصال الجنسي؟ - لا مفر من العدوى بالهربس التناسلي عن طريق الاتصال الجنسي وخاصة عند وجود تقرحات لأنه من السهل انتقال العدوى أيضاً بمرض الإيدز عن طريق هذه التقرحات. يمكن استخدام الواقي لتقليل مخاطر العدوى لكنه لا يمنع الإصابة كلية بالهربس التناسلي. * وهل تنتقل العدوى من الأم الحامل لجنينها؟ - إذا كانت المرأة حاملاً ومصابة بالهربس التناسلي أو إذا قامت بممارسة الاتصال الجنسي مع الشخص المصاب عليها بإخبار الطبيب المتابع لها على الفور لأنه قد تنتقل العدوى لجنينها وخاصة في وجود التقرحات. وإذا انتقلت العدوى للجنين فالحالة ستكون صعبة وخطيرة للغاية، فالطفل ما دام في رحم الأم فهو آمن لكن إذا مرَّ بقناة الولادة المصابة بالعدوى فستنتقل إليه العدوى. وحينئذ يلجأ الطبيب إلى الولادة القيصرية حتى لا يمر الطفل بقناة الولادة والمهبل.