إنَّ القلم لا يكاد يستطيع أن يكتب بين الأسطر ما تكنه خلجات القلوب من الأحزان على فراقك يا أبا عبد الله فآهٍ وآهٍ وكم من الآهات محبوسة في صدورنا حزناً عليك، لقد أعياك المرض وصارعته عامين كاملين حتى هدَّ قواك، فآمنت بقضاء الله وقدره، ولم تقنط من رحمته ممتثلاً لقوله تعالى: {لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}، فصبرت واحتسبت الأجر عند الله وكنت تسأل عن الصغير والكبير وأنت على فراش المرض نعم لقد فقدنا في يوم الاثنين الخامس من شهر ربيع الأول العام ألف وأربع مئة وسبع وعشرين للهجرة أخاً وعديلاً وصديقاً ومعيناً ذلك هو الشهم الكريم صاحب القلب الرحيم (فهد بن عبد الله الربدي)، الذي نثر محبته في كل قلوب فئات المجتمع صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً لقد أخذته عنَّا إرادة الله سبحانه وتعالى، فآمنا بقضاء الله وقدره، وآمنا بقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. وقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} فالحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه ولكن ستبقى ذكراك يا أبا عبد الله في قلوبنا ما حيينا، وأفعالك راسخة في أذهاننا. فلله درك يا مَن صبرت واحتسبت الأجر من عند الله، ولله درك يا من شيعه القريب والبعيد، ولله درك يا من ذرفت لأجله دموع الصغير قبل الكبير، ولله درك يا من ملكت قلوب الناس ومحبتهم، ولله درك يا من دعا له الطفل والشاب والكهل، فهنيئاً لك محبة الناس ودعاؤهم، وهنيئاً وهنيئاً لك لقياك ربك مرضياً عنك بإذن الله. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عبد الله لمحزونون، فاللهم ألهمنا وأهله الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.