{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. في ليلة الجمعة 13 من شهر شوال عام 1425ه امتدت يد المنون وأخذت أخي عبد الله وهو في بداية شبابه، وذلك الموت الغامض في سكونه لا يراعي أي خاطر ولا يترك للقلوب أحبة تعمر، رحل عن الدنيا جسداً ولكن يبقى في الذاكرة روحاً، رحيلك قاسٍ يا عبد الله اللهم لا اعتراض ولكن هذه سنة الحياة عوضك الله عن ذلك جنات تنعم فيها عند رب رحيم آمين. والدي العزيز.. ما أعظم مصابك.. بل ما أعز دموعك التي سقطت من عينيك لحظة سماعك الخبر، تلك الدموع الغالية التي نشعر في وقعها على خدودك كأنها جمر في قلوبنا وكان لسانك يلهج بالثناء والحمد لله والاسترجاع، إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا عبد الله لمحزونون ولا نقول إلا كما يقول الصابرون {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} هنيئاً لك صبرك على مصابك عندما أخذ منك ثمرة فؤادك وصبرت واحتسبت ونرجو الله أن يبني لك بيتاً في الجنة اسمه بيت الحمد كما وعدنا ربنا. لله درك يا أبي.. ما أحوجنا أن نكون ولو جزءاً من دماثة خلقك وصراحتك ونحن تلاميذ في مدرستك نتعلم منك كل حسن ونتعلم منك فنون الطيب في التعامل مع الآخرين، لقد ربيتنا أحسن تربية وعلمتنا أحسن تعليم، تعلمنا منك الكثير والكثير صلتك لأرحامك وأقاربك حتى صغارهم لا تريد جزاء ولا شكورا إلا من رب العالمين، تساعد الكبير والصغير القريب والبعيد تسلم على من عرفت ومن لم تعرف وتسأل عن الجميع، وها أنت اليوم زرعت زرعاً فأحسنت سقايته.. نقف أنا واخوتي عاجزين عن أن نفيك حقك ولو ملأنا الصحف كلها ولكن نرفع أكف الضراعة إلى الله بأن يمد في عمرك ويمتعك بالصحة والعافية على طاعته وان يبقيك لنا شجرة ظليلة نتفيأ ظلالها وألا يفجعنا فيك أبداً كما فجعنا بأخينا عبد الله ورأينا كيف تسابق الجميع لتعزيتك ومواساتك فوقفنا عاجزين عن ترجمة تقدير الناس واحترامهم لك، جزاهم الله عنا خير الجزاء راجين من الله أن يجبر كسرنا ويعوضنا خيراً وألا يري الجميع مكروهاً في عزيز لديهم.. {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} *أم سعود العقيّل