أعلن رئيس وزراء ساحل العاج شارل كونان باني مساء الأربعاء استقالة حكومته التي قبلها الرئيس لوران غباغبو وكلفه مجدداً تشكيل حكومة، إثر قضية نفايات أدت إلى تسمم 1500 شخص على الأقل في أبيدجان توفي ثلاثة منهم. وقال باني في مؤتمر صحافي مشترك مع غباغبو بثه تلفزيون ساحل العاج أقدم لكم استقالتي لأن الوضع خطير ويحتاج إلى معالجة، ورد غباغبو أقبل استقالة حكومتكم وأنتظر منكم حكومة جديدة. وكان باني رئيس حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية الذي اختارته الأسرة الدولية منذ كانون الأول- ديسمبر الماضي للإشراف على تنفيذ عملية السلام، شكل حكومته في نهاية الشهر نفسه. وكانت حكومته تضم أعضاء في التيار الرئاسي وآخرين من الأحزاب اليسارية والمعارضة وحركة التمرد التي تسيطر على شمال البلاد منذ محاولة الانقلاب على الرئيس غباغبو في أيلول- سبتمبر 2002 بينما ما زال الجنوب بما فيه أبيدجان يخضع لسلطة الحكومة. وأضاف غباغبو لا يمكن القتل بدون معاقبة المسؤولين في ساحل العاج ومن المهم أن نكون قدوة على أعلى مستوى. وأعلن عن (عقوبات إدارية) مؤكداً أن عملية إفراغ نفايات سامة ليل 19 إلى 20 آب- أغسطس سهلها (العمل الروتيني) لبعض الإدارات التي توقع أحياناً أوراقاً حتى بدون التمعن فيها. من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة أوبير أولاي على التلفزيون أيضا مساء الأربعاء وفاة شخص ثالث متسمماً، بعد وفاة فتاتين، وأكد أن أكثر من 1500 شخص أصيوبا بالتسمم وتلقوا العلاج في المؤسسات الصحية في أبيدجان، وأصيب الضحايا بالقيء والإسهال وآلام في الرأس. وقال المتحدث إن التحاليل التي أجريت حتى أمس أثبتت أن المياه الجارية ليست ملوثة، إلا أنه لم يستبعد احتمال (نقل) السكان من بين الإجراءات الوقائية. كما أعلن أن عدداً كبيراً من الأشخاص اعتقلوا في إطار هذه القضية بينهم ثلاثة موقوفين على ذمة التحقيق. وأخيراً طلب أولاي من سكان أبيدجان الذين يتظاهرون منذ ثلاثة أيام احتجاجاً على التلوث عبر إقامة حواجز، عدم عرقلة تحرك الأشخاص لأن ذلك قد يضر بتقديم المساعدة إلى السكان. ولمواجهة هذا الوضع طلبت حكومة ساحل العاج مساعدة دولية لبته فرنسا بالإعلان عن إرسال بعثة للخبراء (فورا). وقالت مصادر متطابقة إن النفايات وصلت في عدة شحنات لشركة (تومي) التي القتها من سفينة (بروبو كوالا) وهي سفينة عائدة إلى الشركة اليونانية (برايم مارين مانيجمنت آي ان سي) وتستأجرها الشركة المتعددة الجنسيات (ترافيغورا). وأكدت الشركة اليونانية أن السفينة (أفرغت) نفايات سامة لكنها أكدت أن العملية (قانونية) وتمت بالاتفاق مع سلطات ساحل العاج، موضحة أن النفايات هي مزيج من المحروقات والمياه والصودا الكاوية. وقالت قنصلية فرنسا في أبيدجان أن النفايات أفرغت بدون تنظيم وفي الهواء الطلق (...) في تسعة مواقع على الأقل من العاصمة الاقتصادية لساحل العاجالمدينة التي تضم حوالي أربعة ملايين نسمة. وكان تجمع الجمهوريين المعارض اتهم الاثنين الحكومة بانها سمحت بحدوث هذا التلوث رغم علمها به بينما عبرت القوى الجديدة الأربعاء عن (استغربها بطء تحرك الحكومة) في مواجهة هذا (الفعل المشين).