وتتطاير أشلاء تفاصيل الخفي الأدنى لظاهر التراب ..... لا يزال مقعدي لم يتحرَّر من لجوئي..... كأنه المساحة الضيقة التي تغلق عني منافذ الانطلاق..... أتلمس أطرافي ,....هل من حياة تنسرب في أوردتي.....؟ حتى تجويفة الرأس أنكرت علاقتها بإحساسي..... قانا للمرة الثانية.....؟ كيف.....؟ وهذا الهاطل المدرار بفجائعه ليس في صدر الفاتك ...ولا رغبة البومة أن يصدَّاه.....؟ يأتيني من تلافيف الذاكرة وجهه..... هي أجل هي ذاتها خطيئة الشَّر... تراكمات القهر ... انتقام العِرْق..... بؤس الجذْر...تمرد الواقع.....غرور السُّلطة..... فأعتذر لهذا الطائر..... قانا... تتفتَّت لحماً طريّاً..... لا يغسلها دمي ولا دمعي..... عدتُ خطفاً لبدء علاقتي بالبوح ..... استعدْتُ من أرفف الذَّاكرة صفحاتٍ من جدلٍ... إذ لم أكن الكاتبة المسالمة..... لم يكن يمرقُ لي مقالٌ دون أن ينزلني ساحة وغى ..... غالبا ما أخرج من المعركة سليمة السُّلامات... نشطة العظم...أتباهى بنصري..... تجلّى فارق النصر.... عندما تداخلت الحقائق... وعج الغبار الأبدي من حول البشر..., وارتفعت الأسوار تفصل بين المواقع... وتداخلت النَّوايا... وازدحمت القواميس بمصطلحات السَّياسة وجُمل السَّاسة..... وتفنَّنت اللُّعب الخفيَّة ...وتلوَّنت الكلمات... وغرقت الدَّلالات... واغتيل الحق..... ووئدت الحقيقة... وضج موج الطَّحالب ...وتفشت أوبئة العفن ..... أدركت أنَّني لا أساوم على هدر..... التففتُ على رؤيتي وصمت بها عن صوتي ..... قانا.... ليست الثانية..... لن تكون الأخيرة..... إذ: كلُّما امتدَّت الكفوف للمصافحة... وانبسطت الجباهُ على الموائد..... كلّما أيقنتُ بأن وجبات قاناتية آتية..... أتشبَّث بمزاريبي عن الانفلات أخبِّئها لدواتي..... وأفتح دفاتري للتَّدوين...