سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
4 محاور رئيسة انطلقت منها مكاتب دعوة الجاليات في مواجهة الإرهاب ...نشر الوسطية.. توثيق صلة الناس بولاة الأمر والعلماء.. نقض فكر الغلو.. وكشف أباطيل الإرهاب دراسة ميدانية ترصد دور المكاتب التعاونية في مواجهة الغلو
أكدت دراسة ميدانية عن (جهود المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في مكافحة الغلو)، أن المكاتب قامت بدورها في التعريف بالفكر التكفيري والإرهابي، منذ بداية الأحداث التخريبية، وفق خطة دعوية مدروسة من أربعة محاور رئيسة هي: نشر منهج الوسطية المعتدل بجميع اللغات، وتوثيق صلة الناس بعلمائهم وولاة أمرهم، والتحذير من دعاة الغلو ومناهجهم، ونقض شبهات الغلاة وكشف باطلهم، وذلك من خلال المحاضرات، والكلمات الوعظية، والمطويات، والكتب، والمقالات، والبوسترات، والمطويات، والحوارات المفتوحة مع طلاب العلم، إضافة إلى المشاركات الأخرى.واستعرضت الدراسة الجهود التي قامت بها المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد كنموذج للتصدي للفكر المغالي بالأرقام والإحصاءات، وعناوين الموضوعات التي تم التركيز عليها، ونشر قرارات وفتاوى هيئة كبار العلماء التي تحرم الإرهاب، وسفك الدماء، وتعرف بالغلاة وفكرهم وتحذر منه. الدراسة جاءت في خمسة محاور تناول المحور الأول وقفات تعريفية للغلو والتطرف والتشدد والمصطلحات الشرعية المتعلقة بهذا الفكر، وتناول المحور الثاني مظاهر الغلو وأشكاله وأنواعه، أما المحور الثالث فتناول (الآثار السلبية) للغلو، في حين تناول المحور الرابع الموقف الشرعي من ظاهرة الغلو، واختتمت الدراسة بالمحور الخامس الذي تناول جهود المكاتب التعاونية في معالجة الغلو والتطرف، واستعرضت الجهود التي قامت بها المكاتب التعاونية في مدينة الرياض كأنموذج، وألحقت الدراسة بقوائم بأسماء الكتب والأشرطة والمطويات والمحاضرات التي تم التركيز عليها في مكافحة الغلو، والفتاوى الصادرة عن هيئة كبار العلماء وسماحة مفتي عام المملكة وأصحاب الفضيلة العلماء. التطرف والجفاء واستعرضت الدراسة في مقدمتها التعريف بالظاهرة وخطورتها وضرورة التصدي لها على المستويات كافة، وقالت الدراسة: إنه مما ابتلي المسلمون به في العصور الأخيرة بروز ظاهرة التطرف يميناً وشمالاً؛ فمن متطرف باتجاه الجفاء عن الدين داع إلى الفساد والتحلل من خلق الإسلام وآدابه معجب بالغرب منبهر بحضارته المادية، ومن متطرف باتجاه الزيادة على حدود الشرع، متنطع في فهمه لدين الله تعالى يقدم هواه وجهله على مقاصد الشرع ونصوصه ويسعى في الأرض فساداً فيهلك الحرث والنسل، وقد شهدت المملكة وغيرها في السنوات الأخيرة عدداً من أحداث القتل والتفجير وتدمير المباني والممتلكات وغيرها، قام بها عدد من شباب المسلمين الغلاة الذين انحرفوا عن منهج الإسلام المعتدل وانخدعوا بالشبهات من أهل الضلال، والحاقدين على هذه البلاد، وقد بُذلت جهود كبيرة على كل المستويات لمقاومة هذا الفكر الوافد، وكشف زيفه وبيان انحرافه ومخاطره والتحذير منه. دور مهم وكان للمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات دورها المهم والبارز في معالجة هذا الفكر المنحرف والمتطرف، وقد استهلت الدراسة التعريف بالغلو لغة بأنه تجاوز حد الاعتدال والتوسط، والتطرف يضاد الوسطية، وكذلك ربط (الأصولية) بمعنى الغلو، وأن اللسان العربي لم يعرف هذا الربط، فالأصولية جاءت من الأصل، والأصولية تعني التمسك بالأصول، أما مصطلح الأصولية - كما يتداول في الإعلام الغربي بأنه يدعو إلى الغلو والتطرف - فهذا أمر لا يعرفه اللسان العربي. والإرهاب مشتق من رهب أي خاف والخوف والتخويف قد يكون محموداً في مواضع ومذموماً في مواضع أخرى وإن كان في الغالب مذموماً في خوف الخلق من غير الله تعالى، ولم يعرف الإرهاب كمصطلح في اللسان العربي كما هو شائع الآن، وقد أصبح هذا المصطلح مصطلحاً عالمياً، بل صار معياراً للتفريق بين الدول والهيئات. ومصطلح الإرهاب في تعريفه اختلاف كبير، ومع أن القضية لها وجه قانوني ومن طبيعة القضايا القانونية أنها محددة إلا أنها تحولت إلى كونها إعلامية، وأضحى استخدام مصطلح (الإرهاب) نوعاً من الإرهاب الفكري، وهناك عشرات التعريفات لجهات رسمية وعلمية في أنحاء العالم لم تتفق على معنى واحد لأن الغرب يحاول أن يفسر الإرهاب تفسيراً يتوافق مع سياساته وأهدافه، ومن ثم يدخل فيه كل من يخالفه أو يقاومه أو يقاوم إسرائيل، كما يريد أن يخرج تجاوزاته وتجاوزات إسرائيل من هذا المفهوم. ونحن في هذه الدراسة يهمنا الحديث عن الغلو في المعنى الشرعي كما جاء في النصوص وكما جاء في أقوال أهل العلم الراسخين قديماً وحديثاً وسنركز الحديث عن الغلو الواقع في بلاد المسلمين ومن أبناء المسلمين على أنفسهم وعلى بلادهم خاصة في الأحداث الأخيرة التي مرت بالمملكة وأدت إلى زعزعة الأمن وسفك الدماء وإتلاف الممتلكات. مظاهر وأشكال ثم تستعرض الدراسة مظاهر الغلو ومنها تغيير المنكر باليد واللسان دون الالتزام بالضوابط الشرعية، أو بما يترتب عليه منكر أكبر منه، كذلك الغلو في تكفير المسلم والحكم عليه بالردة والخروج من الملة، وهذه مسألة عظيمة يجب الاهتمام بها، والتحذير من الجرأة عليها؛ فالقاعدة الإسلامية المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة معروفة، بأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين. وتستعرض الدراسة صور الغلو في التكفير وهي عدم التفريق بين التكفير المطلق والتكفير المعين، والجرأة على تكفير المعين دون مراعاة لشروط التكفير وموانعه، ووقوع التكفير من غير أهل العلم الراسخين، والتسلسل في التكفير وإطلاق قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر دون علم بمفهومها، والخروج بالتكفير عن إطاره الشرعي وتوظيفه توظيفاً سياسياً. شق عصا المسلمين ولكن أكثر مظاهر الغلو هو شق عصا الطاعة والخروج على ولاة أمر المسلمين، وقد جاءت الأدلة الشرعية على وجود السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين بالمعروف وتحريم منازعتهم أمرهم والخروج عليهم، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)(59)) سورة النساء.) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) رواه مسلم؛ فالخروج على الولاة أساس كل شرّ ومنبع كل فتنة كما نص على ذلك كثير من أهل العلم قديماً وحديثاً؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة، 1-391): (لا يكاد يُعرف طائفة خرجت على ذي سلطان، إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته). استحلال الدماء والقتل ومن مظاهر الغلو استحلال دماء المسلمين والمعاهدين بتأويلات باردة وقتلهم بغير حق، وقد جاءت نصوص الشريعة بتحريم الدماء بل جعلت الأصل تحريم الدماء كما قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (32)) سورة المائدة( وتحريم قتل النفس يشمل: أولاً، قتل الإنسان نفسه؛ قال تعالى: )وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرً(29)- (30)سورة النساء. ثانياً، قتل مسلم بغير حق؛ قال تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)(93) (سورة النساء) ثالثاً، قتل المعاهد؛ جاء عن ابن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) أخرجه البخاري. التفجيرات ومن مظاهر الغلو التفجيرات الإجرامية التي تتعرض لها مجتمعات الناس ودوائرهم ومنازلهم فتأتي على الأخضر واليابس فيقتل النساء والأطفال والأبرياء وتتلف الأموال المحترمة وينشر الرعب والخوف ويضطرب الأمن، وهذه التفجيرات تشتمل على عشرات المفاسد التي تكفي واحدة منها لتحريمها؛ فكيف بها مجتمعة؟ وقد توالت بيانات أهل العلم على استنكارها وشجبها وتحريمها وتبرئة الإسلام منها. وتناولت الدراسة الآثار السلبية للغلو وحصرتها في عدة نقاط أساسية، هي: أولاً، مجاوزة حدود الشرع، ثانياً، نشر الفتنة وتفريق الصف وتمزيق الوحدة؛ الأمر الذي ينافي ما أمر الشرع به من وجوب الاجتماع وتحريم الافتراق، وثالثاً، إحراج العمل الدعوي والخيري والتضييق على المسلمين فيهما، وهذا ما حصل بالفعل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ فهذه التفجيرات جعلت غير المسلمين يجلبون بخيلهم ورجلهم على الأعمال الخيرية، والجامعات الإسلامية، والمراكز والمعاهد الدعوية تحت شعار (الحرب على الإرهاب)، رابعاً، فتح الذرائع لتسلط الأعداء على الإسلام والمسلمين من خلال وسائل الإعلام وغيرها حتى سب الله تعالى وكتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وشنت الحملات الإعلامية الجائرة على المملكة بسبب تطبيقها الحدود الشرعية ودعمها المسلمين في أنحاء العالم، وخامساً، تشويه صورة الدين الإسلامي عند المسلمين وغير المسلمين وتصويره على أنه دين عنف وترويع وقتل مما ينفر الناس من الدخول في دين الله تعالى. الموقف الشرعي واستعرضت الدراسة الموقف الشرعي من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم قديماً وحديثاً على تحريم الغلو والتطرف، وقد وقف السلف موقفاً حازماً من الغلاة، ومن أبرزهم هؤلاء الخوارج. وقد وقفت هيئة كبار العلماء في المملكة موقفاً حازماً من الغلاة وأفكارهم المتطرفة وأصدرت عدة بيانات تستنكر الفكر التكفيري. كما تناولت الدراسة جهود المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في المملكة ودورها المميز وجهودها الكبيرة في الوقوف أمام المدّ المغالي من بداية الأحداث التخريبية؛ نظراً إلى كون التوعية والإرشاد من أخص مسؤولياتها، والتزام الناس بمنهج الإسلام الوسطي المعتدل من أول أهدافها. ومن هذا المنطلق قامت المكاتب التعاونية ببرامج متنوعة مركزة على مكافحة الغلو ومعالجته بكل الوسائل الممكنة وحسب إمكاناتها المختلفة، وقد تركزت جهودها في معالجة الغلو على عدة محاور: المحور الأول: نشر منهج الإسلام الوسطي المعتدل بجميع اللغات، والمحور الثاني: توثيق صلة الناس بعلمائهم وولاة أمورهم، والمحور الثالث: التحذير من دعاة الغلو ومناهجهم، والمحور الرابع: نقض شبهات الغلاة وكشفهم وكشف باطلهم. ومن أبرز البرامج التي قامت المكاتب بتنفيذها: أولاً، المحاضرات: فقد تم التنسيق مع كثير من العلماء وطلبة العلم المعروفين لإقامة المحاضرات في المساجد والجوامع والإعلان عن ذلك عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وكان لهذه المحاضرات الأثر البارز في توعية الناس بخطورة الغلو وتحذيرهم منه. ثانياً، الكلمات: وهي كلمات تقوم المكاتب بتنسيقها مع طلاب العلم والدعاة الرسميين في المساجد والدوائر الحكومية والمدارس والقطاعات العسكرية لإيضاح كثير من المسائل المتعلقة بالأحداث وبيان الوجه الشرعي فيها وموقف أهل العلم منها. ثالثاً، الكتب: تم توزيع مئات الآلاف من الكتب التي تحذر من الغلو والغلاة وتبين حقوق ولاة الأمر والعلماء وخطورة الإخلال بالأمن والتكفير والقتل والتفجير، وكان لهذه الكتب أثر كبير في نشر الوعي بين الناس. رابعاً: المطويات والبوسترات: تم طبع وتوزيع الملايين منها في مجتمعات الناس وتضمنت المسائل المتعلقة بالغلو ونقل فتاوى أهل العلم فيها. خامساً، الأشرطة: تم نسخ وتوزيع مئات الآلاف من الأشرطة التي تحوي محاضرات وكلمات وفتاوي لمجموعة من كبار العلماء وطلبة العلم الذين أسهموا في علاج ومكافحة ذلك الفكر وبيان المنهج الصحيح والحكم الشرعي فيما قاموا به من أعمال تخريبية. سادساً: الحوارات: قام بعض طلاب العلم في بعض المكاتب التي لديها إمكانات تقنية ومواقع على الشبكة العالمية (الإنترنت) بحوار مَن تلوث فكرهم بشبهات الغلاة والرد عليهم بأسلوب مناسب مقنع عبر حوار هادئ وهادف؛ مما جعل البعض يتراجع عن تلك الأفكار والمفاهيم المغالية. وقامت المكاتب خلال الفترة من 1424ه حتى نهاية شهر جمادى الآخرة عام 1426ه بتنظيم 316 محاضرة، وإلقاء 564 كلمة، وتناولت المحاضرات موقف المسلم من الفتن، ولزوم الجماعة، والأمن وأثره في الحفاظ على الأمة، وحفظ الأمن، وأسباب الانحراف، وطاعة العلماء وولاة الأمر، وفتنة التكفير، والحاجة إلى الأمن، والغلو في الدين وحاجة الأمة إلى العلماء، والشائعات وخطورتها، والخوارج وسماتهم، وحقوق ولاة الأمر ووجوب طاعتهم، كما تم توزيع مليون و128 ألف نسخة من 18 كتاباً تتناول العقيدة الصحيحة والعلاقة بين الحاكم والمحكوم والجهاد وضوابطه والفقه في الدين والتحذير من التسرع في التكفير وطاعة ولي الأمر، وفتاوى الأئمة في النوازل، كما تم توزيع 1.9 مليون مطوية تحذر من التكفير وتؤكد على طاعة ولاة الأمر واتباع العلماء وحرمة التكفير والإرهاب وسفك الدماء، كما تم توزيع 25 مليون شريط لكبار العلماء والدعاة. وفي عام 1424ه، تم تنظيم 147 محاضرة و335 كلمة وتوزيع 379 ألف نسخة من الكتب الدعوية و 164 الف مطوية و 181 ألف شريط، وفي عام 1425ه تم تنظيم 470 محاضرة، و411 كلمة وطباعة 470 ألف نسخة من الكتب الدعوية و701 ألف مطوية، و 27 ألف شريط دعوي، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى عام 1426ه تم تنظيم 92 محاضرة و223 كلمة وعظية وطباعة 48 ألف نسخة من الكتب الدعوية و28 ألف شريط.