تطالعنا (الجزيرة) من حين إلى حين بالعديد من القصص والأخبار والحوادث المؤسفة لقضايا تهريب وتعاطي المخدرات في مجتمعنا المحافظ، من قبل مقيمين من مختلف الجنسيات، وبعضها من أبناء البلد، للآسف الشديد، وخاصة في الفترة التي تسبق الامتحانات، وفي الإجازات؛ إذ تنشط تجارة الفساد والخراب. ومن يطالع أعداد الحبوب المخدرة والشحن المصادرة يتعجب من أعدادها الكبيرة وطرق تهريبها اللئيمة، وقد يتخيل بعضهم أن التعاطي وشرب المسكرات شيء عادي، وأنه مسموح به في الأمكنة العامة والمطاعم لكثرتها، مع أن لدينا العديد من المحاضرات والمنشورات التي تطبعها إدارة مكافحة المخدرات وفروع وزارة الشؤون الإسلامية التي تحذر من التعاطي، وتركز على جانب التحريم، وعلى الأضرار النفسية والاجتماعية والمادية لها، ومع هذا تضجر مستشفى علاج الإدمان بالمدمنين. والسؤال الأهم يطرح عندما نقرأ أنه تم القبض على مروج من الجنسية الفلانية أو المواطن السعودي دون ذكر للأسماء والصور أو متابعة القضية؛ فلا نسمع بعد فترة أنه صدر الحكم الفلاني في حق ذلك المروج، وكما نعرف أن القصاص حدّه الذي يستحقه؛ فلماذا لا تكون هنالك صفحة أو زاوية مخصصة في الصحف لتعلن تنفيذ الحكم فيهم، وأن يطبق الحكم على مرأى ومسمع من المواطن والمقيم، وتعلق صورهم وأخبارهم على لوحات الإعلانات في الشوارع بدل المطاعم ومسابقات الأسواق، وذلك ولو لأسبوع واحد؛ حتى تكون رسالة قوية للمقيم الذي قد لا يفهم اللغة، فالصورة تكون معبرة أكثر، وحتى يتعاون المواطن مع أجهزة الدولة ضد المروجين الذين يفسدون شبابنا واقتصادنا ويشوهون مجتمعاتنا الإسلامية بجمعهم البشع للمال الحرام، وتحايلهم على الأنظمة للهروب من العقاب الصارم، ولكي نخفف من العبء على أجهزة الأمن، ويا حبذا لو خصص رقم مجاني وفاكس للتبليغ مع ضمان السرية؛ حتى يكون المواطن والمواطنة شريكاً حقيقياً وفعالاً لحفظ وطننا من مخططات تجار الفساد والإدمان التي تستهدف تدمير العقول والأموال بوجه بشع.