ما أسرع انقضاء الليالي والأيام، وقد مضى عام على البيعة المباركة، وكأني أنظر إلى تلك الأيادي، وهي تتسابق إلى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- وفقه الله ورعاه- وسدد على درب الخير خطاه، فكان خير خلف لخير سلف يواصل المسيرة المباركة في بناء هذا الوطن وتوفير سبل الراحة والسعادة لهذا الشعب الذي يكن له كل محبة وتقدير وإجلال كيف لا، ونحن نرى الآثار الطيبة والإنجازات المتعددة التي تركت بصماتها واضحة على محيا كل مواطن ومقيم، والكل يلهج بالدعاء بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكافة الأسرة المالكة، وأن يجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين. إن الناظر في تاريخ المملكة وما هي عليه الآن من تقدم وحضارة في مختلف المجالات وخاصة المجال الأمني والتعليمي والاقتصادي ليدرك مدى الحكمة وعلو الهمة التي تتمتع بها حكومتنا الرشيدة من خلال تلك الإنجازات في تلك الفترة الوجيزة مما يجسد حرص الدولة- وفقها الله- على أمن وسلامة شعبها ومواكبته للتطور التقني الذي يشهده العالم اليوم. فلقد بذلت المملكة كل مافي وسعها من أجل رفعة هذا الوطن، والواقع يشهد لذلك، فقد شهدت بلادنا خلال العام المنصرم تقدماً ملحوظاً في مختلف قطاعات الدولة، ومن الأمثلة على ذلك ما حظي به قطاع التعليم العالي من إنشاء عدد من الجامعات في مختلف مناطق المملكة مما كان له أبلغ الأثر في نفوس المواطنين، وهذا يدل على ما توليه الدولة - وفقها الله - لقطاع التعليم بوجه عام من عناية واهتمام ولا غرو في ذلك فبلاد الحرمين الشريفين هي منبع العلم والنور، فمنها شع نور الإسلام ودستورها القرآن، وتقوم على تحكيم شرع الله، وهي بلاد التوحيد ولاتزال كذلك - والحمد لله - بفضل الله ثم بفضل قادتها المخلصين، وقد أعلنها خادم الحرمين الشريفين في خطاب البيعة بأنه يعمل جاهداً على تطبيق شرع الله مستنداً في ذلك على الكتاب والسنّة، وهذه هي سيرة سلفه (عقيدة ومنهجاً ودستور حياة)، ولا تتغير ولا تتبدل مهما طال الزمن، وقد عاهدوا الله على ذلك ووفوا بعهدهم فعلا ذكرهم، ونالوا محبة شعبهم. ولم يقتصر الأمرعلى قطاع التعليم فحسب فقد حرص - حفظه الله - على توفير الأمن والاطمئنان والعيش الرغيد لأبناء شعبه، وهذا ما نراه واضحاً من خلال النمو الاقتصادي الذي تشهده الدولة وتوفير سبل الاستثمار المالي على اختلاف أنواعه، وزيادة الدخل الشهري لكل موظف، وتخفيض أجور بعض الخدمات الضرورية وتوفير عدد من الوظائف المدنية المستحدثة لخريجي الجامعات، وتكليف القطاع الخاص بسعودة الوظائف لديه كل ذلك وغيره كثير جزء من ذلك العطاء، وذلك النماء الذي تشهده بلاد الحرمين الشريفين في ظل هذه القيادة الحكيمة التي هي فضل من الله على هذه البلاد.