الإجازة الصيفية في بلادنا تصل إلى سبعين يوماً تُعطى للطالب كي يتمتع بأوقات مريحة تملأ بما يميل إليه الطالب ويحقق رغباته لتنمو شخصيته بشكلٍ متوازن في جو من الترفيه الصحي المناسب لمرحلة الطالب السنية في بيئة قيمية تتناغم مع الطالب نفسياً وعمرياً إلا أن شريحة كبيرة من الأبناء ما إن ينصرم أسبوع أو أسبوعان من الإجازة حتى يسود شعور بالملل من الروتين والأوقات الطويلة والفراغ الممقوت، تجعل الآباء والمهات يضيقون ذرعاً بأبنائهم ويضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً عليهم. ولكن يزول هذا القلق بمجرد تسجيل الأبناء في مدرسة صيفية أو نادٍ صيفي ويستمر ذلك النشاط المحبب ويجد الطالب نفسه يتنقل بين مختلف ألوان المناشط وتتحول إلى مهرجانات ثقافية أحياناً ورياضية أحياناً أخرى ومسرحية وشعبية وقل عن الإبداع والتجديد في إنتاج الطلاب وتنافسهم إضافة إلى كل ذلك هناك نصيب وافر للتدريب، فالدورات التدريبية المتعددة في مجالات الحياة وحل المشكلات والإبداع والفكر الإبداعي تلقى قبولاً من المستفيدين. إننا نحن الآباء نلمس الأرباح الطائلة والاستثمار الأمثل في أبنائنا، إضافات فكرية معتدلة، وعلمية متخصصة، وإدارية نافعة، وحياتية راضية، يكسبها الابن في جو من الترفيه والأريحية والشوق. وما إن تستمر عجلة تلك النوادي والمدارس الصيفية وتحلو الأوقات ويبدأ الإنتاج حتى توشك المدة على الانتهاء وتبدأ مرحلة تقويض التجهيزات وإغلاق النشاطات ويبدأ الطلاب في التأسف حيث يتمنون أن تستمر هذه النوادي والمدارس الصيفية إلى ما قبل الدراسة بأسبوع فقط، ونحن الآباء نتمنى استمرار تلك المناشط الصيفية (استكمالاً للمنهج المدرسي) وحفاظاً على أبنائنا من مسالك السوء والرذيلة والأفكار المنحرفة، وتدريباً لهم على الإنتاج والعمل والجدية. إنني وكل أب لمس الأثر الإيجابي على أبنائه من تلك البرامج التربوية والترفيهية الرائدة ندعو لولاة أمرنا بالتوفيق والسداد على دعمهم المستمر ومؤازرتهم المجزية لكل ما يخدم أبناءنا الشباب. فشكر الله لهم مسعاهم، كما نقدر جهود كلٍ من شارك في خدمة أبنائنا الطلاب وساهم في تهيئة الفرص لإفادتهم وفتح أبواب المعارف والمهارات والخبرات والإبداعات ليصبحوا - بإذن الله - دعاةً إلى الله على هدى وبصيرة يحملون رسالة الإسلام وحماةً لوطنهم يسهمون في مسيرة البناء والنماء في بلادهم المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة العالم والحمد لله رب العالمين.