* تتصدر وزارة التربية والتعليم مسؤولية تقديم الخدمات التربوية والتعليمية والترفيهية والتدريبية للطلاب والطالبات لأكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة وذلك بتكليف من ولاة الأمر - وفقهم الله وسدد خطاهم -. * وعملت الوزارة لصيف هذا العام 1426ه على فتح قرابة (500) نادٍ صيفي وقرابة (100) مدرسة صيفية لتحفيظ القرآن الكريم موزعة على أنحاء المملكة تجاوزت ميزانيتها (11) مليون ريال ورسمت لها خططاً تتسم بالتجديد والإبداع والترويح وتدربهم على مهارة الحوار وآدابه وتكسبهم منهج الوسطية في فهم الدين وتستهدف تحصين الشباب من الإفراط أو التفريط وغرس الانتماء إلى وطنهم المملكة العربية السعودية. * إضافة إلى برامج صيفية أخرى متعددة تتعلق بالتدريب والمهارات والمنافسات الحاسوبية والرياضية والرحلات السياحية داخل المملكة، كل ذلك وفق تعليمات واضحة من المسؤولين في الوزارة. * حيث وجهت الدعوة إلى عموم القائمين على البرامج الصيفية حيث قام معالي نائب وزير التربية والتعليم للبنين الدكتور سعيد المليص بالاجتماع بهم في الوزارة، وجميع من في المناطق والمحافظات الأخرى قد شارك عن طريق البث المباشر وطرحت رؤية الوزارة حول البرامج الصيفية وتوجهاتها وآلية عملها وأهدافها ودار نقاش تربوي حولها، انتهى برؤية واضحة للجميع لتحقيق أهداف الوزارة المرجوة بكل دقة وعلمية. * وبدأت المدارس الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم والنوادي الصيفية والبرامج الأخرى فتح أبوابها ابتداء من يوم السبت 18-5-1426ه لاستقبال جميع شرائح طلابنا لدرجة أن بعضها استوفى قدرته الاستيعابية من الأيام الأولى، وسوف تستمر كافة الأنشطة التي يرغبها الشباب من علمية وثقافية وأدبية وترفيهية وإبداعية ورياضية وجمالية بإشراف نخبة منتقاة من التربويين. * أصحاب الخبرة والقدرة على التعامل مع تلك الفئات من الشباب ممن تتوفر فيهم الأخلاق الحميدة والفكر السوي والقدوة الحسنة والنصح للدين والوطن. * إضافة إلى (600) مدرسة ونادٍ صيفي هناك جهود حكومية أخرى تسهم مع وزارة التربية والتعليم في فتح نادٍ ومدارس ومراكز صيفية مثل وزارة الشؤون الإسلامية، والجامعات السعودية، ووزارة الشؤون الاجتماعية (35) مركزاً. الرئاسة العامة لرعاية الشباب، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، الإدارة العامة للسجون، والإصلاحيات بها مراكز صيفية. ومع هذا العدد الكبير للبرامج الصيفية إلى أنه لا يغطي ذلك العدد الكبير من شبابنا، فشبابنا بحاجة إلى المزيد من الخدمات التربوية المقدمة لهم في كل حي بل في كل مدرسة سواء في المدينة أو القرية أو الهجرة، لنحمي شبابنا وفلذات أكبادنا من الأفكار الضالة والتصورات الخاطئة وإهمالهم سبب لا قدر الله إلى كل انحراف.. * وتستهدف البرامج الصيفية جملة من الأهداف أهمها: 1- تمكين العقيدة السليمة في نفوس الشباب وجعلها ضابطة لسلوكهم وتصرفاتهم وتنمية محبة الله وتقواه ومراقبته في نفوسهم. 2- تحقيق الولاء والوفاء للوطن المملكة العربية السعودية لدى الشباب بما يوافق سنه مع تسامٍ في الأفق وتطلع للعلياء وإسهام في البناء والنماء. 3- توسيع مدارك الطلاب وتنمية معارفهم الشرعية والعلمية والأدبية والثقافية. 4- تهيئة الجو التربوي الترفيهي المريح الذي يجد فيه الشباب رغباتهم وسعادتهم وينمي تفكيرهم وهواياتهم وإبداعاتهم في جو تزدهر فيه شخصية الشباب بشكل متوازن. 5- استثمار أوقات الشباب وشغلها بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفائدة. وللإشراف على تلك البرامج الصيفية آليات متعددة منها: أولاً: يقوم المشرفون التربويون في إدارات التوعية الإسلامية والنشاط الطلابي في إدارات التربية والتعليم بالإشراف الميداني المستمر على ما لديهم من برامج. ثانياً: تنظم الوزارة من خلال المشرفين التربويين في جهاز الوزارة سواء في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية أو النشاط الطلابي أو الموهوبين أو غيرهم من جهات الإشراف زيارات ميدانية للوقوف على كل برنامج وفحصه وتقويمه والمشاركة فيه ومعرفة ما يدور فيه من فعاليات ومن يشرف عليه من المعلمين ومستوى أدائه وفكره وفق أدوات قياس مقننة، ثم اللقاء بالأقسام المعينة في الإدارة ومع مدير التعليم لمناقشة أي ملاحظة تبدو في تلك المناشط. * في بعض الأوساط الثقافية البعيدة عن الميدان التربوي والنفسي والاجتماعي للشباب تساؤل حول مدى الحاجة إلى فتح تلك المناشط الصيفية وهل لها ضرورة؟ وهذا يعيدنا إلى خطبة الجمعة بتاريخ 10-5- 1426ه التي تحدث فيها معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، وفقه الله (حول ضبط الوقت وأثره في إنتاجية المجتمع). فأشار فضيلته إلى أن كل عام (ومع هبوب رياح الصيف وحلول موسم الإجازات في كثير من البقاع والديار وارتباط الإجازة عند بعض الناس بالتعطيل والبطالة وإضاعة الوقت وقتله يحسن الوقوف وقفة تأمل في العمل والإنتاج وساعات العمل وحفظ الوقت وضبط ساعات العُمر وأوقات الراحة، إن قدرة المجتمعات على الإنتاج والعطاء وضبط ساعات العمل وكسب المحاسن وأوقات الراحة من أدل الدلائل على القوة بل حُسن الإيمان والعمل الصالح وإدراك معنى الإصلاح). انتهى كلامه وفقه الله. وبالنظر إلى مجتمعنا في المملكة العربية السعودية وأنه مجتمع شبابي فتي يشكل الشباب فيه نسبة 60% من السكان تقريباً يتساءل المرء أن يذهب هؤلاء في الصيف؟؟ أسرة الشاب تقول أثناء الدراسة: الابن يبقى في المدرسة من الساعة 7-1 ظهراً ثم يخلد بعدها للراحة ثم الغداء ثم يرجع إلى إنجاز واجباته المدرسية ثم المذاكرة ثم الارتباطات العائلية وهذا يستنفد ساعات يومه ثم ينام مبكراً لأنه على موعد مع المدرسة في الغد - إن شاء الله -. * لكن السؤال الآن في الصيف أمام ساعات طويلة كيف يقضيها؟ وأين يقضيها؟ ومع من يقضيها؟ كل أسرة تضع يدها على قلبها خوفاً على ابنها، ولها الحق في ذلك. - الأسرة تخشى من أن يتحول النهار إلى نوم وسبات والليل إلى سهر لا فائدة منه والنتيجة.. ما هي؟ تخشى على ابنها وفلذة كبدها.. من.. * مشاكل مرورية، عائلية، إجرامية، تبذير الأموال. - تعرض لشياطين الإنس والجن... * هدر للوقت والعمر..! * الحل بسيط وقريب وفي متناول يدك!. * فالأسئلة الثلاثة المطروحة في غاية الأهمية حول صرف ساعات اليوم، وأين يقضيها؟ ومع من؟ وكيف؟ لأن البرامج الصيفية تجيب عليها جميعاً وهي المكان الآمن تحت السمع والبصر من الجميع، فهي عبارة عن كتاب مفتوح لمن شاء أن يتصفح كيفما شاء ومتى شاء. * والدولة -وفقها الله- تدرك كل ذلك ومن أجله وجهت وزارة التربية والتعليم وغيرها من القطاعات الأخرى إلى استيعاب الشباب وتوجيههم بالمفيد ورصدت الأموال الطائلة من الميزانيات، كل ذلك من أجلك أيها الشاب، فدولتك تنصح لك وتفتح لك أسباب الراحة والسعادة واستثمار الوقت الذي هو عمرك أيها الأخ الكريم.. * فهل تقف مع نفسك وتتأمل كل تلك الجهود التي تبذل من أجلك، نعم من أجلك.. * إنهاء دعوة للشباب من الأعماق لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة وأن تكون قرة عين لوالديكم ولبلادكم. * وأوصيكم بتقوى الله في السر والعلانية {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ(3) } . والاعتزاز بالإسلام والتمسك به.. * عمر الإنسان عبارة عن عدد من الأيام كل يوم يمضي من عمرك فماذا سوف تعمل فيه؟ * الحرص على استثمار الوقت بالصالح المفيد ومع الجلساء المستقيمين الناصحين. * بلادنا في أشد الحاجة إلينا لنضاعف الجهد ونكون على مستوى المسؤولية فنحن من تقوم علينا نهضة بلادنا وتقدمها وحمايتها من كل فكر دخيل وعدو متربص. * بلادنا بذلت في تعليمنا وأمننا وعيشنا وصحتنا، فكيف نرد هذا الجميل أو نسهم في ركاب الكرماء الباذلين لبلدهم دون حساب أو انتظار ثناء؟. * أيها الأب، أيتها الأم، مسؤوليتكما قائمة بالرعاية والمتابعة واليقظة حول أوضاع أولادكم وبناتكم، وفي الختام: * أنت أيها الشاب الموفق. * أوجه لك دعوة خاصة شخصية لزيارة أقرب برنامج صيفي حول منزلك، اختر ما تشاء، أرجو أن تبادر وتقبل الدعوة. نتائج مفرحة * كم أسرة نعمت واطمأنت أن ابنها في أمن وأمان في مؤسسات الدولة -رعاها الله- يكسب من السلوك الحسن والخلق العظيم.. كم استقامت أوضاع شباب وحسنت سيرتهم وتعافت صحتهم وشعروا بالمسؤولية تجاه بلدهم جراء هذه البرامج الناجحة المرسومة بعناية. * كم تخرج من تلك البرامج الصيفية من قضاة ومعلمين وأطباء ومديرين وعسكريين في مرحلة شبابهم نهلوا من تلك البرامج فاستفادوا منها فائدة لا تكاد توصف وخبرات لا تحصر. * الدراسات التربوية أثبتت أن الطالب الناجح في النشاط ناجح في تحصيله الدراسي. * شهادات رجال الأمن البواسل في بلادنا تشير إلى أن نسبة الجريمة تنخفض أو تنعدم أحياناً إذا ما فتحت البرامج الصيفية ولله الحمد. * وفق الله ولاة أمرنا لكل خير وحفظهم الله وأعز بهم الإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.