تتكرر الإجازة الصيفية التي تعطى للطالب كل عام كي يتمتع بأوقات مريحة تُملأ بما يميل إليه الطالب ويحقق رغباته لتنمو شخصيته بشكل متوازن في جو من الترفيه التربوي المناسب لمرحلة الطالب السنية في بيئة قيمية تتناغم مع الطالب، إلا أن شريحة كبيرة من الأبناء ما أن ينصرم أسبوع أو أسبوعان من الاجازة حتى يشعروا بالملل من الروتين والأوقات الطويلة والفراغ الممقوت؛ ما يجعل الآباء والأمهات يضيقون ذرعاً بأبنائهم ويضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً عليهم. إن الآباء لا يهدأ لهم بال حتى ينهوا تسجيل أبنائهم في ناد من النوادي الصيفية أو مدرسة صيفية لتحفيظ القرآن الكريم. وقد دعيت لحضور فعاليات أحد النوادي، وحمدت الله على تلك البرامج التي تقدم لأبنائنا، حيث البرامج الترفيهية والتربوية والرياضية والمسرحية المشوقة الهادفة. إننا نحن الآباء لا نستطيع أن نقدم ما تقدمه هذه النوادي من برامج وإمكانات كبيرة تحتاج إلى مؤسسات دولة. فمن المعلوم أن دول العالم تحرص على أن تفتح البرامج الصيفية المتعددة لطلابها فهي ملتزمة أدبياً أن تقدم للطلاب البرامج المتنوعة حفاظاً على شبابها وتعويداً لهم على الجدية والانتاجية. لكني مع غيري من الآباء نقف حائرين أمام بعض الكتابات التي نقرؤها في بعض الصحف ونسمعها في بعض الفضائيات وهي موجهة لبرامجنا الصيفية في المملكة.. بالذات تحذرنا من النوادي الصيفية وحلق القرآن الكريم في المساجد..!!. وهنا تساؤل حائر: أليست تلك النوادي والحلق تابعة لمؤسسات الدولة؟ ولها ميزانيات مجزية؟.. ثم أليس لدينا مسؤولون على درجة من الوعي والإمكانات؟؟ إن الواقع يشهد بذلك ولله الحمد. أين نضع أبناءنا؟ هل نتركهم للشوارع ولأهل الأفكار الهدامة والمخدرات.. والأخلاق السيئة؟.. إن هؤلاء الكتاب تشكل كتاباتهم لنا نحن الآباء هاجساً، وإذا استحضرنا الظن الحسن فهم واهمون قطعاً، يغتالون مكتسبات الوطن من حيث يعلمون أو لا يعلمون؛ ولهذا فلا بد أن يؤخذ على أيديهم ويكفوا عن تلك الاتهامات التي اعتدنا أن نسمعها في بداية صيف كل عام، حيث يطل علينا ملف (بليد) يتهم الجميع جزافاً وبدون قرائن، وهذا سلوك غير سوي ولا يخدم المصلحة الوطنية. إنني وكل أب نشيد بتلك البرامج التربوية والترفيهية التي تربي الشباب على الرجولة والأخلاق وحب الوطن ومكتسباته، وندعو لولاة الأمر على دعمهم ومساندتهم لبرامج الشباب وحرصهم على كل ما يفيد أبناءنا ويحميهم من الفتن.. وأدعو أولياء أمور الطلاب إلى زيارة هذه المناشط ليستمتعوا مع أبنائهم بأوقات تعبق بالحكمة وسعة الصدر وتبهج النفس وتسعدها.