وجهت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي نداء عاجلاً إلى الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة السيد كوفي عنان، بشأن الحرب على لبنان، والمجازر الدموية التي أحدثتها إسرائيل في المدن والقرى اللبنانية، والدمار الذي عم أنحاء لبنان، وما نزل فيه من كوارث وويلات ورعب في صفوف المدنيين، مما يوجب وقف الحرب، وإحالة ملفها إلى محكمة العدل الدولية، وفيما يلي نص النداء: معالي السيد كوفي عنان الموقر الأمين العام لهيئة الأممالمتحدة لقد تابعت الرابطة والشعوب والمؤسسات الإسلامية الممثلة فيها العدوان الإسرائيلي الواسع الذي شمل أنحاء لبنان، وحول العديد من المناطق اللبنانية إلى كتل من الدماء والخراب، وأراق دماء الأبرياء من المدنيين، بينهم كثير من النساء والأطفال والعجزة والمرضى، مما اضطر مليوناً من اللبنانيين إلى النزوح من المدن والقرى، تاركين بيوتهم الخربة، التي يتوالى عليها القصف الجوي والبري من القوات الإسرائيلية. إن العدوان على لبنان جعل من هذا البلد محرقة كبيرة تشب فيه النيران من كل مكان، وقد خلف مصائب وويلات لا يمكن إحصاؤها. - فقد قتل من أبناء الشعب اللبناني حوالي ألف مواطن من المدنيين، وقد انتشلت جثث كثير منهم أشلاء ممزقة من تحت أنقاض البيوت والعمائر التي هدمها القصف الإسرائيلي، كما أحصت الهيئات الإنسانية إصابة أكثر من أربعة آلاف مواطن بجراح الحرب والإعاقة الدائمة والأمراض الخطيرة جراء العدوان. - وهدمت في هذه الحرب المنشآت المدنية الحيوية لحياة الشعب اللبناني، ومنها المدارس والمساجد والمراكز الصحية والمجامع العمرانية السكنية والاقتصادية، ومؤسسات الخدمات التي تمد الحياة المدنية بالماء والكهرباء والنفط والغذاء، وغير ذلك مما يحتاج إليه شعب لبنان، وقد بلغ عدد الوحدات السكنية التي تم تدميرها (6800) وحدة سكنية. - وزاد في اضطراب الحياة في لبنان تعطل المواصلات، بسبب قصف الطرق والجسور والمطارات ومحطات النقل، وقد تم تهديم (154) جسراً في هذا البلد المنكوب. - ووصفت تقارير الهيئات الطبية ومؤسسات الإغاثة العالمية في لبنان الحالة الصحية في لبنان بأنها خطيرة ومرعبة حيث بدأت الأمراض والأوبئة بالانتشار بين الناس، بينما عجزت المؤسسات الصحية والمستشفيات عن استيعاب المرضى، وتعطل بعضها عن العمل بسبب العدوان عليها، أو تعطل الطاقة فيها. وأدت هذه المآسي إلى نزوح كثير من اللبنانيين من المدن والقرى المصابة، وقد ذكرت تقارير حكومة لبنان أن عدد هؤلاء النازحين الفارين من ويلات الحرب بلغ مليون نازح.إن اعتداء إسرائيل على لبنان، ومواصلتها الحرب على أهله، وشمولها المدنيين الأبرياء في هذا العدوان، وإحداثها المجازر الدموية في المجامع السكانية، كما حدث في قانا وقاع البقاع وبعلبك وأنصار ومرجعيون وغيرها، واستخدامها في هذه الحرب أنواعاً من الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً بحسب ما أكدته منظمات حقوق الإنسان العالمية.. كل ذلك يعد من أعمال العدوان التي صنفها المجتمع الدولي ضمن جرائم الحرب، وتعلمون أن اتفاقية جنيف الرابعة التي وقعت عليها إسرائيل تمنع أنواع العدوان على المدنيين.