قضاءٌ نافذٌ، وحكمٌ شاملٌ، وأمرٌ حتمٌ لازمٌ لا مهرب عنه ولا مفر {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.. قبل أيام ودَّعنا شيخاً، ورجلاً كريماً سخياً.. رجل الشهامة والمروءة والكرم.. عُرف محباً للخير، باذلاً له، كفه ندية كان - رحمه الله - محباً للإنفاق والبذل والعطاء دوماً في وجوه الخير ومساعدة المحتاجين - إنه الشيخ عبد الله بن سعود بن طالب - عميد أُسرة آل طالب، وأحد أعيان بلدة العمّارية.. ألمَّ به المرض وأقعده فكان - رحمه الله - صابراً محتسباً، لقد كان مخلصاً لدينه ووطنه، ومن أعماله وإسهاماته - رحمه الله - على سبيل المثال لا الحصر، التي ستبقى شاهدة له بالخير - إن شاء الله - إعادة بناء المركز الصحي ببلدة العمّارية على نفقته الخاصة بطراز معماري حديث يواكب مسيرة التقدم والبناء، توسيع الطرق، بذل المعروف والإحسان وأعمال البر في مختلف مجالاته.. فقد كان - رحمه الله - يستشعر دائماً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأن أمشي في حاجة أخي حتى أثبتها له أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً) أخرجه الطبراني وغيره وصححه الألباني.. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، ولقد سطَّر - رحمه الله - أروع الأمثلة في التعاون على البر والتقوى ولمِّ الشمل.. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)، فهنيئاً له هذا الوسام من المصطفى الكريم - صلى الله عليه وسلم. وأحسن الناس في الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات ولئن غابت كف الندى عنا في شخصه وذاته، فإنه لم يغب في أفعاله وصفاته، فهو حيّ بالذكر الحسن والسيرة العطرة.. خلَّف من ورائه أعمالاً تتحدث وتشهد له بالخير والثناء العطر. قد مات قوم وماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات لعمرك ما وارى التراب فعاله ولكنه وارى ثياباً وأعظما فلله درّه ما أجمل صنائعه وما أجمل مكارمه، فلقد اجتمع في جنازته والصلاة عليه والمشاركة في دفنه والتعزية في مصابه الكثير، وما كل هؤلاء شملهم بمعروف، لكنها المحبة التي يقذفها الله في قلوب من شاء من عباده كما قال صلى الله عليه وسلم: (أنتم شهداء الله في أرضه). ولقد منَّ الله عليه - رحمه الله - بأبناء بررة، كِرام في العطاء، كِرام في الوفاء، رجال مواقف ولا غرو فهم ورثوا المكارم كابراً عن كابر. إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لأقوال الكلام فعول اللهم وفِّق عقبه لما فيه الخير والصلاح، واجعلهم خير خلف لخير سلف فلا جزع إن فرّق الدهر بيننا فكل امرىء يوماً به الدهر فاجع رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}