تدرس منظمة المؤتمر الإسلامي إنشاء قوة إسلامية لحفظ السلام لإرسالها إلى جنوبلبنان كما تعد للمطالبة بالتحقيق في (جرائم الحرب) الإسرائيلية ضد المدنيين، وفقما قاله دبلوماسيون في المنظمة أمس الخميس في بوتراجايا العاصمة الإدارية لماليزيا.وقد أكدت المملكة دعمها الكامل للحكومة اللبنانية وتأييدها لجهودها للحفاظ على مصالح لبنان وصون سيادته واستقلاله وبسط سلطتها على كامل التراب الوطني جاء ذلك في كلمتها التي ألقاها وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني رئيس وفد المملكة إلى اجتماع أصدقاء رئيس مؤتمر القمة الإسلامية العاشرة الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية لمنظمة المؤتمر الإسلامي على مستوى رؤساء الدول والحكومات لمناقشة أزمة العدوان العسكري الذي قامت به إسرائيل على لبنان وقطاع غزة الذي بدأ أمس في كوالالمبوربماليزيا.كما شددت المملكة على مساندتها الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية وجهودها الرامية إلى السيطرة على الموقف المتأزم في الأراضي المحتلة بفعل الممارسات الإسرائيلية وسعيها إلى وحدة القرار الوطني الفلسطيني. من جانبه قال الأمين العام للمنظمة اكمل الدين إحسان أوغلو إن العالم الإسلامي (غاضب من ازدواجية المعايير) التي يعتمدها المجتمع الدولي حيال الهجوم الإسرائيلي على لبنان. وحذر في كلمة الافتتاح من أن فشل مبادرة سلام جديدة سيؤدي إلى مزيدٍ من العنف والإرهاب في الشرق الأوسط.وقال التركي إحسان أوغلو إن (الأمة الإسلامية حانقة وغاضبة) لأنها لا تفهم كيف يسمح بوقوع مأساة إنسانية كهذه.وقد بدأت منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعاتها أمس الخميس في ماليزيا باجتماع للجنتها التنفيذية خصص للنزاع في الشرق الأوسط، وذلك بحضور الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقالت مصادر دبلوماسية إن الاجتماع الذي انتهى أمس وتشارك فيه حوالي عشرين دولة في مدينة بوتراجايا، العاصمة الإدارية لماليزيا، سيدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان وإرسال قوة دولية برعاية الأممالمتحدة وحصول تنسيق أفضل للمساعدات الإنسانية.ويقول مندوبون يشاركون في الاجتماع الطارئ للمنظمة الذي تستضيفه ماليزيا إن مسودة بيان يجري تداولها الآن تسعى إلى مشاركة جنود لحفظ السلام من دول إسلامية ضمن قوة للأمم المتحدة.وتطالب المنظمة الإسلامية أيضاً بتحقيق في جرائم حرب محتملة في حملة القصف التي تشنها إسرائيل ضد أهداف في جنوبلبنان وقطاع غزة.وقتل 643 شخصاً على الأقل معظمهم مدنيون في لبنان و56 إسرائيلياً في الحرب التي مضى عليها 23 يوماً. كما تطالب مسودة البيان بوقف فوري لإطلاق النار مما يزيد الضغوط على إسرائيل وحليفها الرئيس الولاياتالمتحدة للموافقة على إنهاء للقتال أولاً ثم نشر قوة لحفظ السلام.وقال وزير الخارجية الماليزي سيد حامد البر للصحفيين خارج قاعة الاجتماع (تريد وقفاً لإطلاق النار وعندئذ فقط يمكننا أن نتحدث عن الأشياء الأخرى).ويقول مندوبون اطلعوا على المسودة إن العناصر الأخرى قيد المراجعة الآن تشمل مطالبة إسرائيل بدفع تعويضات للبنانوغزة عن تدمير بنيتهما التحتية وأن يساعد الغرب في إعادة بناء لبنان.وعلى هامش الاجتماع اعتبر وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان قد يؤدي إلى (صدام حضارات). وقال كاسوري (لا نريد صدام حضارات ولكن في كل العالم الإسلامي هناك شعور سلبي جداً يرتفع في الشارع). وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان هو (مجزرة وهذه المجزرة يجب أن تتوقف).واعتبر كاسوري أنه يتوجب على منظمة المؤتمر الإسلامي أن (تركز أولاً على الكارثة في لبنان وفي فلسطين وأن تعزز المساعدات الإنسانية) ولكنه أشار أيضاً إلى الحاجة للتصدي (للسبب الحقيقي) للمشكلة وهي أن (دولة فلسطينية قابلة للحياة لم تبصر النور بعد). وفي عمان حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في تصريحات نُشرت أمس من أنه لن يكون هناك (حل عسكري) للأزمة في لبنان وعلى إسرائيل والولاياتالمتحدة أن تفهما أنه (طالما هناك احتلال ستكون هناك مقاومة)، موضحاً أن الأردن لن يشارك في أي قوة دولية ترابط على الحدود اللبنانية. وفي عمان أيضاً التقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مساء الأربعاء مع وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب حيث بحثا تناول الأوضاع في لبنان في ضوء زيارة الخطيب للعاصمة اللبنانيةبيروت في وقتٍ سابق يوم الأربعاء. ومن المقرر أن يكون موسى التقى أمس رئيس الوزراء الأردني الدكتور معروف البخيت، وفي وقت لاحق يعقد لقاءً مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وذلك في إطار المشاورات بشأن الأزمة اللبنانية. تأتي زيارة موسى للأردن في إطار جولة عربية تشمل عدداً من دول المنطقة يستكملها غداً السبت بزيارة كلٍ من سورياولبنان والمملكة العربية السعودية لمناقشة تطورات الوضع في لبنانوفلسطين على ضوء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على البلدين.