إن ما حدث ويحدث الآن في لبنان مثال صارخ على الوحشية والبهيمية الإسرائيلية، وهذا ليس بغريب ولا جديد على هذه (الدولة)، ولسنا بحاجة إلى مزيد من حماقات (إسرائيل) لكي نبرهن عن هذه الوحشية البعيدة كل البعد عن الإنسانية، ولكن ما اتضح جلياً أمام شعوب العالم هو هذا السكوت المطبق، وهذه الخيانة المعلنة، وتبلد الأحاسيس الرهيب من قبل حكومات العالم والمتمثلة بهيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي أمام تلك الآلة العسكرية الضخمة الموجهة إلى صدور الأطفال والنساء والشيوخ الذين ليس لهم ناقة ولا جمل فيما قام به (حزب الله)، فعندما أسر حزب الله جنديين من الجيش الإسرائيلي رأى هذا الأخير في هذا مخرجاً من المأزق الذي كان يواجهه في غزة، والتي -كما في لبنان- قام الصهاينة فيها بقتل الإنسانية تحت أنقاض البيوت، وفي الطرقات، وأمام عدسات كاميرات الإعلام العالمي! ولكن ما من مغيث ولا مجيب. عندما وجهت إسرائيل فوهات مدافعها وصواريخ طائراتها لم تفرق بين ثكنة عسكرية وبين حي سكني يقطنه أناس عزل، فقتلت في اليوم الثاني للقصف ما لا يقل عن50 مدنياً بينهم عشرة أطفال، وجرح 56 آخرين. وتفيد إحصائية حول عدد القتلى بعد20يوماً من القصف المتواصل أن هناك أكثر من 600 قتيل (غالبيتهم العظمى من المدنيين ونصفهم من الأطفال) وجرح الألوف وتهجير 800 ألف إنسان. ناهيك عن تدمير البنية التحتية في لبنان، وقتل كل لمسات الجمال التي كان لبنان مزداناً بها، فقد سقطت أحقاد الصهاينة على بلد يعد الأجمل في كل دول العالم من حيث جمال الطبيعة، لكن هذا العدوان جعل المدن والقرى الجميلة مدن أشباح بما قامت به من تدمير وتهجير لأهلها، ولم يسلم حتى الشجر والطير وحيتان البحر من الحقد الصهيوني. وماذا بعد؟ فها هي إسرائيل بعربدتها السياسية، وبفجرها العسكري ترتكب بأعصاب باردة، وبأعذار واهية مجزرة قانا الثانية التي راح ضحيتها أكثرمن 60 قتيلاً،منهم39 طفلا، وما زالت الإنسانية تُنحر كل يوم، وما زال الصمت العالمي سائداً إلا من بعض مشاعر الحزن الجافة تظهر هنا وهناك، والتي لا تعدو كونها خجلاً أو تأدية واجب أو تظاهراً بالإنسانية. فإلى متى؟! فواجبنا كوننا مسلمين ألا ننسى إخواننا في الإسلام والعروبة، وأن نقف بجانبهم ونؤازرهم ونحيي إنسانيتنا.